أتـــى ســبـطُ طــهَ والـمـلائكُ
كـبّـروا أتــى الـمـجتبى مـثلَ الـسحابةِ
يُـمطرُ
فـفـاحـتْ ريـاحـيـنٌ، وهــبّـتْ
نـسـائـمٌ وفــاضــتْ بــحـارٌ بـالـفـضائل
تــزخـرُ
أهــنــئُ مــــولايَ الـحـبـيـبَ
مـحـمّـداً بــمَــنْ فــيــه لـلـدنـيـا تــولّـدَ
كــوثـرُ
بـمـيـلادِ سِــبـطٍ لا يـلـيـقُ ســوى
بــهِ كــمـا لـــم تـلِـقْ بـالـتاجِ إلاّ
الـجـواهرُ
بـمَـن قــد حــوى كـلَّ الـفضائلِ
جـمّةً كــأنّ جـمـيعَ الـرُسـلِ فـيـه
تـجـمهروا
أبــــا حــسـنٍ، نــزجـي مـبـاركـةً
بـــهِ ونـــزجــي ثـــنــاءً لـــلإلــهِ
ونــشـكـرُ
لـسـيّـدتـي الــزهـراء تـهـنـئةٌ
ســمـتْ إلــى الـنـجمِ تـعـطيه الـضـياءَ
وتـنشُرُ
تــطـوفُ بـبـيـتِ الـطـهـرِ تـلـثُم
خــدَّه وتــأخــذُ بــعـضـاً مـــن بــهـاهُ
وتـنـثُـرُ
تـعـجـبـتْ الأزهــــارُ وهــــي
جـمـيـلةٌ مِـن الـحُسنِ فـي مـولودِ فـاطمَ
يُـبهِرُ
تــعـجّـبـتْ الأقـــمــارُ وهــــي
بــهـيّـةٌ لإشــــراقِ وجــــهٍ كــالـلآلـئِ
يُـسـفِـرُ
لــقـد جــئـتَ لـلـدنـيا إمــامـي
كـأنّـما هــو الـغـيثُ لـلعطشى يـفيضُ
ويـغمُرُ
وإنـــكَ فـــوق الـغـيث فِـعـلاً
وحـاجـةً ولــولاكـمُ مـــا كــانـتْ الأرضُ
تـعـمُـرُ
ولـو قـيلَ شِـعري في الذي هو
دونكم لـقـالوا تـمـادى الـشـعر فـيـه
وأنـكروا
ولـكـنْ وهـذا الـشِعرُ فـيكم فـما
يُـرى تـمـادٍ بــه، بــل عـنـكمُ الـشِعرٌ
يَـقصُرُ
ألا إنــكــم كــــوْنُ الـفـضـائـلِ
كــلِّـهـا ألا إنّ قـــولَ الـشِـعـرِ فـيـكـم
مـحـيِّرُ
وإنْ لـم نُـحطْ بـالفضل فـيكم
جـميعِه فـــإنّ الـقـوافيَ مــن ضـيـاكم
تُـزهـرُ
كـمثلِ هـذي الـشمسِ بـعضُ
شـعاعِها يـضـيءُ الـنـواحيَ وهــي عـلـياءُ
تـعبُرُ
تــشـعُّ الـمـعـاني إنْ عــراهـا
نـورُكـم وأوراقُــنـا مـــن ســنـا الـنـورِ
تُـسـحَرُ
ونـفـسٌ وإنْ لــم تـشـعرِ الـعُمرَ
مـرةً تـراهـا إذا فـيـكم جـرى الـقولُ
تـشعرُ
أيــا سـيّدي مـن مـثلكم أشـعل
الـندى كـنـارٍ عـلـى الأعــلام تـسـمو
وتُـشـهرُ
فـمَن ذا الـذي أعـطى المساكينَ
مالَه جـميعاً سـوى مـن عـنهمُ الـبحرُ
يصغُرُ
ندى الناسِ، كلِّ الناسِ، ليس هو الندى وإنّ الــنـدى مـــا وحــيُ ربــك
يـذكـرُ
لــكَ الـهـيبةُ الـكـبرى الـتي ذاع
صـيتُها فـيـغـضـيَ مــأمــورٌ ويــغـضـيَ
آمـــرُ
وإنّــــك لــمّــا أنْ تــرجّـلـتَ
مــاشـيـاً بـحَـجٍّ وجـمْـعُ الـنـاسِ حـولـكَ
مَـحشرُ
تـــرجّــلَ إجــــلالاً لـهـيـبـتِك
الــــورى أتــركـبُ شـطـآنٌ وتـمـشي
الأبـحـرُ؟!
تـولـيتَ أمــرَ الـنـاسِ لـمّا ابـنُ
مُـلجمٍ أراقَ دمــــاً مــنــه الـطـهـارةِ
تــصـدرُ
ولــمّـا الــهـدى قـــد هُـدّمـتْ
جـنـباتُه وعُــطّــلَ تــبـيـانٌ وأُســكِــتَ
مِــنـبـرُ
فـكـنـتَ حـكـيماً لـيـس يـعـثرُ
خـطـوُه وهــل مــن إمــامٍ شــاءَه الله
يـعثُرُ؟!
وكـنـتَ صـبوراً مـا انـزوى عـنه
صـبرُه عــلـى مـــا عـلـيـه الـطـودُ لا
يـتـصبّرُ
تــكـاثـرتِ الأعـــداءُ حــولـكَ
ســيّـدي كـمـا حــول والــدِكَ الـوصـيِّ
تـكاثروا
ألا ويـلهم هـل مـن غـريقٍ يـرى
الردى عــلـى جـيـدِه ثــمّ الـسـفينةَ
يـهـجرُ؟!
ولـلـمـصطفى ريـحـانـةٌ أنـــتَ
ويـلـهم أريـحـانـةُ الــهـادي تُــعـادى
وتُـغـدَرُ؟!
يـمـيـلـون لـلـدنـيا كـغـصـنِ
شُـجـيـرةٍ بــــه خَـــوَرٌ نــحـو الأســافـلِ
يــحـدرُ
فــلا هــو يـبـقى شـامـخاً نـحو
الـسما ولا هــو فــي الـسـفلى يـعيشُ
ويـثمرُ
و مـعـذرةً يــا سـيـدي عـجـزُ
مـدحـتي ومــثـلـك حــتــى لـلـمـسَـيئين
يــعـذرُ
ألـسـتَ مــن الأطـهـار ضـمّهم
الـكِسا ومـعـهـم أمـيـنُ الـوحـي إذّاك
حـاضـرُ
أعـــتــقــتَ ردّاً لــلــتـحـيـة
رقـــبـــةً وقــابــلـتَ إقـــــلالاً بــخــيـرٍ
يــكــثُـرُ
فــــرُدَّ عـلـيـنـا بـالـشـفـاعة
ســيّــدي بــيــومٍ بــــه نـــارُ الـجـحـيم
تُـسـعَّـرُ
وفــــوزٍ بــجـنّـاتٍ عــظـيـمٍ
مـقـامُـهـا ورضــوانٍ مــن الـمـولى وذلــك
أكـبرُ
وخــيــرُ صــــلاةٍ والــســلام
مــبـاركـاً عـلى الـسادة الأخـيار مـا فـاضَ
كـوثرُ