قال سليم قلت يا سلمان
السيد محمد مهدي القزويني
قال سليمٌ قلتُ يا سلمانُ=هل دخلوا ولم يكُ استئذانُ
فَقَالَ إِي و عِزَةِ الجبارِ=وما على الزهراءِ من خمارِ
لكنها لاذتْ وراءَ البابِ=رعايةً للسترِ والحجابِ
فمُذ رَأَوها عصروها عصره=كادت بنفسي أن تموتَ حسره
نادت أيا فضةُ أسنديني=فقد وربي أسقَطُوا جَنِينِي
فَأسقَطَت بنتُ الهدى وا حزنَا=جَنِينَها ذاكَ المسمَى مُحْسِنا
أتُضْرَمُ النارُ بِبَاب دَارِها=وآيةُ النُورِ على منارِها
وبابُها بابُ نبيِ الرحمةْ=وبابُ أبوابِ نجاةِ الأمة
بل بابُها بابُ العليِ الأعلى=فثَمَ وجهُ اللهِ قد تجَلَى
فاكْتَسَبُوا بالنارِ غَيرَ العارِ=ومن ورائِهِ عذابُ النارِ
ما أجْهَلَ القومَ فإن النارَ لا=تُطْفِأُ نورَ اللهِ جَلَ وعلى
فاحْمرَتِ العينُ وعينُ المعرفةْ=تُذْرَفُ بالدمعِ عَلى تلك الصِفَةْ
ولا يُزيلُ حُمْرَةَ العَينِ سِوى=بِيضُ السُيوفِ يومَ يُنْشَرُ اللِوا
وللسياطِ رَنَةٌ صَدَاهَا=فِي مَسْمَعِ الدَهْرِ فَمَا أَشْجَاهَا
والأَثَرُ البَاقِي كَمِثْلِ الدُمْلُجِ=في عَضُدِ الزَهْرَاءِ أَقْوَى الحُجَجِ
ومن سَوَادِ مَتنِهَا اسْودَ الفضا=يا ساعدَ اللهُ الإمامَ المرتضى
ووَكزُ نَعلِ السَيفِ فِي جَنْبَيْهَا=أتَى بِكُلِ مَا أَتَى عَليها
ولَسْتُ أَدْرِي خَبَرَ المِسْمَارِ=سَلْ صَدْرَهَا خِزَانَةَ الأسْرارَ
وفِي جَبِينِ المَجْدِ ما يُدْمِي الحَشَا=وهَلْ لَهُمَ إخْفاءُ أمرٍ قد فشا
والبابُ والجِدَارُ والدِمَاءُ=شُهُودُ صِدْقٍ مَا بِهَا خَفَاءُ
لَقَدْ جَنَىْ الجَانِي عَلَى جَنِينِها=فَانْدَكَتِ الجِبَالُ مِنْ حَنِينِها
أَهَكَذَا يُصْنَعُ بِابْنَةِ النَبِي=حِرْصًا على المُلكِ فَيَا لِلْعَجَبِ
أَتُمْنَعُ المَكْرُوبَةُ المَقْرُوحَه=عَنِ البُكَاءْ خَوْفًا مِنَ الفَضِيحَةْ
واللهِ يَنْبَغِي لَهَا تَبْكِي دَمَا=مَا دَامَتِ الأَرْضُ ودَارَتِ السَمَاءْ
لِفَقْدِ عِزِهَا أبِيهَا السَامِي=ولِاهْتِضَامِهَا وذِلِ الحَامِي
لَكِنَ كَسْرَ الضِلْعِ لَيْسَ يَنْجَبِرْ=إلا بِصِمْصَامِ عَزِيزٍ مُقْتَدِرْ
إِذْ رَضُ تِلْكَ الأَضْلُعِ الزَكِيَةْ=رَزِيَةٌ مَا مِثْلُهَا رَزِيَةْ