الباب والجدار
فضيله ملا حسين الفضل
يا من حروفي خِلْقة تهواها=وتمرغت حزنا على مثواها
أي الرزايا إن ذكرت مصيبة=عظمى على الزهراء ما أدهاها
هل يقبل الباب العتاب وفاطم=جاءت تلوذ به وما واراها
قصدتك للستر البتول تلوذ من=عين اللئام فما سمعت نداها
طوراً تلوذ وتارة لك تشتكي=والحزن في عبراتها أشجاها
يا أيها الباب اكتسبت (جلافة)=من (رافسيك) فهل حسدت علاها؟
أَوَ ما شغلت بنورها وجلالها؟=جلّت معانيها ومن سوّاها
تعساً لباب قد سطت مسمارها=صدر الحقيقة حيث قلّ حياها
أما الجدار فيا له من حائط=لم يرع حرمتها ومن ربّاها
لاذت بك الزهراء تطلب سترها=ترعى ولايتها ومن ولاّها
لكنّ شأنك شأنهم في حقدهم=والقرط يشهد والعيون تراها
كسروا الضلوع وأسقطوها حملها=تباً لمن بالصمت قد آذاها
لطموا البتولة لطمة في وجهها=روحي لها واحمرتا خداها
لم يكفهم وإذا اللعين مغاضباً=بالسوط لوعها وما راعاها
خرت على وجه الثرى وبصرخة=دوت وفي سمع الزمان صداها
يا للرجال فهل كرامة أحمد=هتْكٌ لحرمة بيت مهجة طه؟
(يا أمة نقضت عهود نبيها)=شلت يمين البغي في ذكراها
أو ما عرفتم فاطماً؟ مَنْ بعلُها؟=(من ذا يداني في الفخار أباها؟)
والباب والمسمار في يد بغيهم=عَصَرَا ضمير الكون في ممشاها
وجدارهم من مارج من نارهم=إذ يصطلون بها وفي أخراها
كل إلى قعر الجحيم وليس من=رحمى لمن آذى النبي ضحاها
أو ما علمتم أنها علم التقى=والنور والهدي المبين هداها؟
يا من على أعتابها سجد الحيا=وتصاغر الأقمار عند حذاها
أنا في هواك متيم قلبي ولا=ينفك من قلب المحب عراها