في مدح الإمام علي (ع)
محمد بن أحمد النحوي البصري - المفجع
أيها اللائمي لحبّي عليا=قم ذميماً إلى الجحيم خزيا
أبخير الأنام عرضت لا=زلت مذوداً عن الهدى مزويا
أشبه الأنبيا كهلاً وزولا=وفطيماً وراضعاً وغذيا
كان في علمه كآدم إذ=علم شرح الأسما والمكنيا
وكنوح نجا من الهلك من=سير في الفلك إذ علا الجوديا
وعلي لمّا دعاه أخوه=سبق الحاضرين والبدويا
وله من أبيه ذي الأيدي=اسماعيل شبه ما كان عنّي خفيا
إنّه عاون الخليل على=الكعبة إذ شاد ركنها المبنيا
ولقد عاون الوصي حبيب الله=إذ يغسلان منها الصفيا
رام حمل النبي كي يقلع الأصنام=عن سطحها المثول الجثيا
حنّاه ثقل النبوّة حتّى=كاد يناد تحته مثنيا
فارتقى منكب النبي علي=صنوه ما أجل ذاك رقيا
فأماط الأوثان عن ظاهر=الكعبة ينفي الأرجاس عنها نفيا
ولو أنّ الوصي حاول مس=النجم بالكف لم يجده قصيا
أفهل تعرفون غير علي=وابنه استرحل النبي مطيا
لم يكن أمره بدوحات خم=مشكلاً عن سبيله ملويا
إنّ عهد النبي في ثقليه=حجّة كنت عن سواها غنيا
نصب المرتضى لهم في=مقام لم يكن خاملاً هناك دنيا
علماً قائماً كما صدع البدر=تماماً دجنة أو دجيا
قال هذا مولى لمن كنت مولاه=جهاراً يقولها جهوريا
قال يا رب من يواليه وانصره=وعاد الذي يعادي الوصيا
إنّ هذا الدعا لمن يتعدى=راعيا في الأنام أم مرعيا
لا يبالي أمات موت يهود=من قلاه أو مات نصرانيا
من رأى وجهه كمن عبد=الله مديم القنوت رهبانيا
كان سؤل النبي لما تمنّى=حين اهدوه طائراً مشويا
إذ دعا الله أن يسوق أحب=لخلق طراً إليه سوقاً وحيا
فإذا بالوصي قد قرع=الباب يريد السلام ربانيا
فثناه عن الدخول مراراً=انس حين لم يكن خزرجيا
وذخيراً لقومه وأبى الرحمان=إلا إمامنا الطالبيا
ورمى بالبياض من صد عنه=وحبا الفضل سيّداً أريحيا