في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه
المراثي
أَيُّ خَطبٍ عرى البتول وَطاها=وَنَحَى أَعيُنَ الهدى فَعَمَاهَا
أَيُّ خَطبٍ أَبكَى النَّبِيِّيِنَ جَمعاً=وَلهُ الأوصياءُ عَزَّ عزاهَا
أَيُّ خَطبٍ أبكى الملائكَ طُرَّاً=وقلوب الإيمانِ شَبَّ لَظَاهَا
ذاك خطبُ الحسينِ أَعظمُ خَطبٍ=صَيَّرَ الكائناتَ يجري دِمَاهَا
لستُ أنساه في ثرى الطفِّ=أَضحَى في رجال إِلَهَهَا زَكَّاهَا
نزلوا منزلاً على الماء لكن=لَم يَبُلُّوا عَنِ الضرام شِفَاهَا
قد أثاروا من القتالِ عَجَاجاً=حَسِبَ الناسُ أَنَّ ذاك سَمَاهَا
قد أثاروا إلى السماء رعيداً=نَفخةُ الصُّورِ كان دون صَدَاهَا
بأبي مَالِكِي نفوسَ الأعادي=صَرَعَتها العداةُ في بوغَاهَا
تَركُوهُم على الرغام ثلاثاً=جثماً غُسلُهَا فُيوضُ دِمَاهَا
وَبنفسي فردُ الحقيقةِ أضحى=مفرداً حَلَّقَت عليه عِدَاهَا
عارياً صَلَّتِ السُّيوفُ عليه=فاغتدى مسجداً لِبِيضِ ضباهَا
غَسَّلتهُ السُّيوفُ ماءاً طَهوراً=كَفَّنتهُ الرياح صافي ذَرَاهَا
شَيَّعَت نعشَهُ الرِّماح وأَمسَى=قبرها في قلوبِ مَن وَالاهَا
وبنفسي رَبَائِبُ الخِدر أضحت=للعِدَى مكسباً عقيب حِمَاهَا
قد أماطَ العِداةُ عنها رِدَاها=فَكَسَتهَا سياطُهُم ما كَسَاهَا
أين عنها حُماتُها لِيَرَوهَا=باكياتٍ وهل يُفيدُ بُكَاهَا
بعدما كُنَّ في الخدور بِصَونٍ=سُلِبَت لَكِنِ العَفَافُ غِطَاهَا
لَهفُ نَفسي لَها عَلى النِّيبِ حَسرى=لم تَجِد في الصباء مَن يَرعَاهَا