إلامَ أخــــا الأحـــزانِ دمــعُـكَ لا
يَــرقَـا تَـنُوحُ بِـعالي الـصَّوتِ مـا نَـاحَتِ
الـوَرقَا
و تَـــذكُــرُ أيـــامــاً مَــضَـيـنَ و
فِــتـيَـةً تَـخَـطَّـفَهُم رَيــبُ الـزَّمـانِ فـمـا
أبـقَـى
و تَـصـعَـقُ مَـسـلُـوبَ الــقَـرارِ
مُـوَلَّـهـاً مَـروعـاً إذا مــا شِـمتَ مِـن بـارِقٍ
بَـرقَا
و تَــدعــو بِــأطــلالٍ خَــلَـيـنَ و
أربُــــعٍ عَـفَـينَ فَـلَـم تَـمـلِك جَـوابـاً و لا
نُـطـقَا
و مـــا الــحُـزنُ لِـلأطـفـالِ إلا
سَـفَـاهَةً تَـدَاوَلَها فـي الأعـصُرِ الـسَّفلَةُ
الـحَمقَى
نَـعَـم قَــلَّ إتــلافُ الـنُّفوسِ إلا
سَـفاهَةً لأجــلِــهِـم بــاريــهِـم خَــلَــقَ
الـخَـلـقَـا
بَـني المُصطفى خَير الوَرَى عِصمَةِ
المَلا بُـنـاةِ الـعُـلى مَـحـضُ الــوَلاءِ لَـهُم
حَـقَّا
أدِلَّاءِ نَـــهــجِ الـــحَــقِّ حُــفَّــاظِ
ديــنِــهِ و مَــن أوضَـحوا لِـلسَّالِكينَ لَـهُ
الـطُّرقَا
أحِــبَّــتِــهِ الأدنَـــيــنَ حُــجَّــتِـهِ
عـــلــى جَـمـيعِ الـورى سُـحقاً لِـظالِمِهِم
سُـحقَا
تَـعَـاقَـدَتِ الأرجـــاسُ مــن كــل
كـافِـرٍ بـمـا أنــزَلَ الـرَّحـمانُ لا يَـعـرِفُ
الـحَقَّا
عـلى ظُـلمِ آلِ الـمُصطفى الطٌّهرِ
بَعدما أذاقــوهُ مِــن ضُــرِّ الـبَـليَّاتِ مــا
شَـقَّـا
و أمـــــا أمـــيــرُ الـمُـؤمِـنـينَ
وَصــيٌّــهُ فَـــقَــد غَــصَـبـوا مِــنــهُ إمــارَتَــهُ
(..)
و قـــــــــــــــادُوهُ (..)
مُــــلــــتَـــبّـــاً و راموا لِبَيتِ المُصطفى الهَتكَ و الحَرقَا
و آذَوهُ حــتــى قَــــد أراقــــوا
دِمـــاءَهُ بـسَـيفِ الـمُـراديِّ ابـنِ مُـلجِمٍ
الأشـقَى
و بَـضـعَـتُـهُ الــزهــراءُ حـــازوا
تُـراثَـهـا و دَقُّــوا بِـضَـربِ الـسَّـوطِ جُـثَّـتَها
دَقَّــا
و سَـمُّوا ابـنَها الـزَّاكي حتَّى قضى و
قَد أحــــالَ كَــثـيـرُ الــسُّـمِّ جُـثَّـتَـهُ
زَرقَـــا
و أعـظَـمُ خَـطـبٍ هَــدَّ مَـوقِـعُهُ
الـهُدى و شُـقَّـت قُـلُـوبُ الـمُـؤمِنينَ لَــهُ
شَـقَّـا
مُـصـيـبَـةُ مَــولانــا الـحُـسَـيـنِ
بِـكَـربـلا فـــإنَّ لَــظَـى أحـزانِـها شَـمَـلَ
الـخَـلقَا
أمــثِـلُـهُ فَـــرداً عــلـى الـجَـمـعِ
هــائِـلاً كَـصَولَةِ لَـيثٍ حـينَ سَـربَ الـقَطا
يَلقَى
فَــكَـم بَــتَّ بـالـبَتَّارِ مِــن عُـمـرِ
مــارِدٍ و كَـم بَـطَلٍ بـالرُّمحِ فَـوقَ الـثَّرى
ألـقَى
مـتى الـتَمَعَت فـي الـبُعدِ صَـفحَةُ
سَيفِهِ بِـوَجـهِ هِـزَبـرٍ خَـرَّ خَـوفَ الـرَّدى
مُـلقَى
فَـلَو شـاءَ قَـتلَ الـجَمعِ أجـمَعَ بَـل و
مَن عـلى الأرضِ مِـن كُـلِّ الـخَلائِقِ مـا
شَقَا
و لا غَــــروَ فــالأكــوانُ طَـــوعُ
يَـمـيـنِهِ مَـقـالـيـدُهـا طُــــرّاً بِـقَـبـضَـتِهِ
تُــلـقَـى
و لــكِـنَّ بـاريِـهِ الــرَّؤُوفَ الـرَّحـيمَ
قَــد دَعـــاهُ إلـــى لُـقـيـاهُ فـاغـتَنَمَ
الـمَـلقَى
فَــلَـبَّـاهُ مُــرتـاحـاً إلــــى نَــيـلِ
قُــربِـهِ فَــخَـرَّ بِـسَـهـمٍ خـــارِقٍ قَـلـبَـهُ
خَــرقَـا
عـلى الأرضِ مَصروعاً عَنِ السَّرجِ
هاوياً و أنـــوارُهُ تَـعـلـو عـلـى الـقُـبَّةِ
الـزَّرقَـا
فــجـاءَ لَـــهُ الـشِّـمـرُ الـضِّـبابيُّ
راقِـيـاً عـلى صَـدرِهِ السَّامي فَيا لَكَ مِن
مَرقَى
فَـقَـالَ لَــهُ مَــن أنــتَ يــا شَــرَّ
مُـعـتَدٍ أَأَنـــتَ خَـبـيـرٌ أيَّ صَـــدرٍ لَـــهُ
تَــرقَـى
أَلَــسـتُ أنـــا سِــبـطَ الـنَّـبيِّ و
والِــدِي عَــلِـيٌّ وَلِـــيُّ اللهِ و الــعُـروَةُ
الـوُثـقَى
و بِــنــتُ رَســـولِ اللهِ أُمِّـــي و
حُـبُّـهـا غَـدا فـي غَـدٍ مِـن حَـرِّ نـارِ اللَّظى
عُتَقَا
فــقـالَ لَـــهُ الــرِّجـسُ الـمُـزَنَّـمُ
إنَّـنـي لأعــلَــمُ حَــقــاً كُــلَّـمـاً قُـلـتَـهُ
صِــدقَـا
و لــكِــنَّـي أرجـــــو بِـقَـتـلِـكَ
حُــظــوَةً أفــوزُ بِـهـا عِـنـدَ الأمـيـرِ و لَــو
أشـقَـى
فـقـالَ لَـهـث يـا شِـمرُ مـا تَـرتَجيهِ
مِـن يَـزيـدَ حَـقـيرٌ سَــوفَ يَـفـنَى و لا
يَـبقَى
و مــــا عِــنـدَنَـا بــــاقٍ جَـلـيـلٌ
ثَــوابُـهُ رِضَـى اللهِ يـا شِـمرُ فَـهَل تَعرِفِ
الفَرقَا
و إن كُــنـتَ يــا مَـلـعونٌ لا بُــدَّ
قـاتِـلِي فَـإنِّـي سـألـقَى اللهَ يــا حَـبَّـذا
الـمَلقَى
و ألـقـى رســولَ اللهِ جَــدِّي و
والِــدي بِـجَـنَّـةِ عَـــدنٍ قَـــد أُعِــدَت لـنـا
رِزقَــا
و تُـحـشَـرُ يـــا مَـلـعـونُ أنــتَ
بِـهَـبهَبٍ مـع ابنِ زيادِ الرِّجسِ و الأخسَرِ
الأشقَى
فَـمَـا ازدادَ قَـلـبُ الـرِّجـسِ إلا
قَـسَـاوَةً و جَـــرَّدَ مَـصـقـولاً لَـــهُ يُـشـبِهُ
الـبَـرقَا
يَــــرومُ بِـــهِ أمـــراً مَــهـولاً
فَـلَـهـجَتي لِــشِـدَتِـهِ لا تَـسـتَـطـيعُ بِــــهِ
الـنُّـطـقَـا
فَــلَـيـتَ رَســـولَ اللهِ يَـشـهَـدُهُ
لُــقـىً و جُـثَّـتُـهُ فــي فَـيـضِ أوداجِــهِ
غَـرقَـى
و يَـشـهَدُ مِــن فَــوقِ الـسِّـنانِ
كَـريـمَهُ كَـشَـمسِ الـضُّـحى أنــوارُهُ تَـملأُ
الأُفـقَا
و يَــشــهَـدُ زَيــــنَ الـعـابِـدِيـنَ
مُــكَـبَّـلاً يُـكـابِـدُ مِـــن ضُــرِّ الـبَـليَّاتِ مــا
شَـقَّـا
و يَــشـهَـدُ رَبَّـــاتَ الــخُـدُورِ
حــواسِـراً تُـقـاسـي الــرَّزايـا مــا لَـهـا أحَــدٌ
رَقَّــا
مـتـى نَـظَـرَت مِــن خَـلـفِها أو
أمـامِـها تَـــرَى مـــا بِــهِ تَـنـشَقُّ أكـبـادَها
شَـقَّـا
تـــرى رأسَ مَـولاهـا الـحُـسَينِ
أمـامَـها و جُـثـمانَهُ مــن خَـلـفِها بـالـعَرا
مُـلـقَى
بِـــلا جَـــدَثٍ و الــحَـرُّ يَـصـهَـرُهُ و
مـــا لَــهُ غَـيـرَ نَـسجِ الـرِّيحِ مِـن كَـفَنٍ
يُـلقَى
إذا غَــلَــبَــت أحــزانُــهــا و
كُــرُوبُــهــا عَـلَـيـها و كـــادَ الــوَجـدُ يَـخـنِقُها
خَـنـقَا
دَعَـــت بِــرَسـولِ اللهِ لَـيـتَـكَ
حــاضِـراً فَـتَـنظُرَ مــا مِــن كَـيـدِ أعـدائِـنا
نَـلـقَى
رَمَــتـنَـا الـلَّـيـالـي الـعـادِيـاتِ
بِـأَسـهُـمٍ مِــنَ الـبَـغيِ مــا تَـنفَكُّ تَـرشُقُنا
رَشـقَا
و سِـبـطُكَ يــا جَــدَّا و مَــن قَــد
فَـدَيتُهُ بِـنَـجـلِـكَ إبــراهـيـمُ إيــثــارَ أن
يَـبـقَـى
سَـقَوهُ بِـكأسِ الـمَوتِ ذَبـحاً مِـنَ
الـقَفَا عــلـى ظَــمَـإٍ و الــمـاءُ مُـنـدَفِقٌ
دَفـقَـا
و خَـلُّـوهُ مَـطـروحاً عـلـى الأرضِ
عـارِياً و دَقُّـــوا بِـرَكـضِ الـخَـيلِ جُـثـمانَهُ
دَقَّــا
و شـالـوا عـلى الـرُّمحِ الـطَّويلِ
كَـريمَهُ و طــافَ بِـهِ أعـداؤُهُ الـغَربَ و
الـشَّرقَا
و هـا نَـحنُ يـا جَـدَّاهُ فـي الأسـرِ
حُـسَّراً و عَـيـنُ الـعِـدا بـالـبَغضِ تَـرمِـقُنا
رَمـقَا
إذا مـــا تَـوَجَـعنا مِــن الـحُـزنِ
أوجَـعـوا جَــوانِـبَـنـا ضَـــربــاً يُــمَـزِّقُـنـا
مَــزقَــا
و هـــذا عَــلـيُّ بـــنُ الـحُـسَـينُ
مُـقَـيَّـدٌ يُــقَـنَّـعُ بــالأســواطِ حَــيـثُ لــنـا
رَقَّـــا
نُــسـاقُ عــلـى أقــتـابِ بُـــدنٍ
هَــدِيَّـةً لِـوَغـدِ بَـنـي سُـفـيانَ سُـحقاً لَـهُ
سُـحقَا
إلَــيــكُـم وُلاةَ الأمــــرِ مِــنِّــي
هَــدِيَّــةً يَـهـيمُ بِـهـا قَـلـبُ الـمُـحِبِّ لَـكُم
عِـشقَا
يُــرَجِّـي لــهـا مَــولاكُـمُ الــقَـنُّ
أحــمَـدٌ قَـبـولاً فَـيَـحظى بِـالـنَّعيمِ الَّــذي
يَـبـقَى
عُـرُوضـاً لِـقَـولِ الـمـاجِدِ الـنَّدبِ والِـدي (بُـغاةَ الـعُلى إنَّ الـعُلَى صَعبَةُ
المَرقَى)
سَـنَـسـعَدُ فـيـكُـم بـالـمَـحَبَّةِ فــي
غَــدٍ و مُـبغِضُكُم مِـن غَـيرِ شَـكٍّ بِـكُم
يَشقَى
عَـلَـيـكُم سَـــلامُ اللهِ مـــا طــارَ
طـائِـرٌ و مــا رَقَّ مَـحزونٌ و مـا صَـدَحَتْ
وَرقَـا