مخمّسا ما قاله والده
ديوان الدمستاني الصغير - الشيخ أحمد الدمستاني
أصدَّكَ المُلهيانِ اللَّهو و الغَزَلُ=أو عاقَكَ المُخزيانِ العَجزُ و الكَسَلُ
فصُرتَ بالمالِ و الآمالِ تشتَغِلُ=مَن يُلهِهِ المُرديانِ المالَ و الأملُ
لَم يَدرِ ما المُنجيانِ العِلمُ و العَمَلُ
تباً لِنَفسٍ لِعيشٍ زائِلٍ عَشَقَتْ=و أعرَضَت سَفَهاً عَما لَهُ خُلِقَتْ
حَتَّى رَذائِلَهُ في جُرمِها عَلَقَتْ=مَن لي بصَيقَل ألبابٍ قد التَصَقَتْ
بِها الرَّذائِلُ و التاطَت بِها العِلَلُ
ما لي أرى مُدَّعي الأحلامِ كالبُهُمِ=سَوائِماً في مَرَاعي زَرعِ غَيِّهِمِ
بَل هُم أضَلُّ أضاعوا فَضلَ عَقلِهِمِ=قد خالَطَت عَقلُهُمُ أحكامُ وَهمِهِمِ
و خَلطِ حُكمَيهِما في خاطِرٍ خَطَلُ
حَبَاكَ باري الوَرَى جَلَّ اسمُهُ و عَلا=بِجَوهَرِ العَقلِ حَتَّى فُقتَهُم كَمَلا
فإه أرَدتَ العُلا في رِفعَةِ العُقَلا=خُذ رُشدَ نَفسِكَ مِن مِرآةِ عَقلِكَ لا
بِالوَهمِ مِن قَبلِ أن يَعتاقَكَ الأجَلُ
إرضِ قُواكَ جَميعاً إنَّها خَدَمُ=و حَكِّمِ العقلِ فيها إنَّهُ الحَكَمُ
لَولاهُ كُنتَ سَواءً أنتَ و البُهَمُ=فالعَقلُ مُعتَصِمٌ و الوَهمُ مُتَّهَمُ
و العُمرُ مُنصَرِمٌ و الدَّهرُ مُرتَحِلُ
أيَحسَبُ الناسُ أنَّ الدَّهرَ يُمهِلُهُمْ=كَلا سَيُفنيهُمُ طَراً و يُوصِلُهُمْ
إلى المَنيَّةِ و الأنصارَ تَخذُلُهُمْ=إنَّ الأنامَ مَطَى الأيامُ تَحمِلُهُمْ
إلى الحِمامِ و إن حَلُّوا أوِ ارتَحَلُوا
ألا تَرَى النَّاسَ شَتَّى في مَطَالِبِهَا=تَخالُها ساكِناتٍ في مَضارِبِهَا
و حادِثَاتِ اللَّيالي في تَعَاقُبِهَا=لا يُولَدُ المَرءُ إلَّا فَوقَ غارِبِهَا
يَحذو بِهِ لِلمَنايا سابِقٌ عَجِلُ
دَعاهُ داعي فَناهُ في مَفَارِقِهِ=و صَمَّ مَسمَعُهُ أصواتُ ناعِقِهِ
هذا و طَوعُ التَّصابي مِن خَلائِقِهِ=يا مُنفِقَ العُمرِ في عِصيانِ خالِقِهِ
أفِق فإنَّك مِن خَمرِ الهَوَى ثَمِلُ
عَلَيكَ مُذ كُنت جاري مَنِّهِ هَطِلُ=و أنتَ يا وَيكَ في طاعاتِهِ كَسِلُ
لاهي الفُؤادَ و في عِصيانِهِ عَجِلُ=تَعصيهِ لا أنتَ مِن عِصيانِهِ وَجِلُ
مِنَ العِقابِ و لا مِن مَنِّهِ خَجِلُ
قُم و ابذُل الجُهدَ في بِرٍّ و خَيرِ عَمَلْ=و اصرِف بَقيَّةَ عُمرٍ لَيسَ فيهِ مَهَلْ
فيما بِهِ الفَوزُ عِندَ اللهِ عَزَّ و جَلْ=أنفاسُ نَفسِكَ أثمانُ الجِنانِ فَهَلْ
تَشوي بِها لَهَباً في الحَشرِ تَشتَعِلُ
حَتَّامَ تَكدَحُ في الدنيا و تَحتَمِلُ=أهوالَهُ لَم يَرُعكَ البَحرُ و الجَبَلُ
في نَيلِ هانٍ بِهِ قد أُهلَكَ الأُوَلُ=تَشُحَّ بالمالِ حِرصاً و هوَ مُنتَقِلُ
أو أنتَ عَنهُ بِرَغمٍ مِنكَ تَنتَقِلُ
كَم أنفُسٍ هَلَكَت في جَمعِ ما جَمَعَتْ=و ما استلذَّتُ بِهِ يَوماً و ما انتَفَعَتْ
فاغنَم بَقايا شبابٍ جُلَّها رُفِعَتْ=ما عُذرُ مَن بَلَغَ العِشرينَ إن هَجَعَتْ
عَيناهُ أو عاقَهُ عن طاعَةٍ كَسَلُ
و كُن بِرَبِّكَ لا بِالغَيرِ مُبتَهِجَا=و مِن مخافَتِكَ الإبعادَ مُنزَعِجَا
و أشعِل بِقَلبِكَ مِن أنوارِهِ سُرُجَا=إن كُنتَ مُنتَهِجاً مِنهاجَ رَب حِجَى
فَقُم بِجُنحِ دُجَىً للهِ تَنتَقِلُ
عَينٌ أحَبَّت جَمَالَ الحُب ما اكتَحَلَتْ=بِالغُمضِ قَطٌ و لا عَن ذِكرِهِ غَفَلَتْ
مَتَى تَجَلَّت لها أنوارُهُ وَجِلَتْ=ألا تَرَى أولياءَ اللهِ كَيفَ قَلَتْ
طِيبَ الكَرَى في الدَّياجي مِنهُمُ المُقَلُ
فَكَم لَهُم خَلوَةً في سِكرِ عِشقِهِمُ=لا يُحجَبُونَ بِها عَن وَجهِ رَبِّهُمُ
يُرَتِّلونَ بِها أذكارَ وِردِهُمُ=يَدعونَ رَبَّهُمُ في فَكِّ عُنقِهُمُ
مِن رِقِّ ذَنبِهُمُ و الدَّمعِ يَنهَمِلُ
مِثلُ الأَهِلَّةِ لكن في الثَّرى وَقَعوا=أو كالأخِلَّةِ ما مِن مَطعَم شَبِعوا
إن يَسمعوا أيَّ تَخويفٍ لها فَزِعوا=نُحفُ الجُسُومِ فلا يُدرى إذا رَكَعوا
قِسِيُّ نُبلٍ هُمُ أم رُكُّعٍ نُبُلُ
قاموا الدَّياجي و صاموا بالهَجيرِ و ما=مالوا إلى عاجِلِ الدُّنيا و إن عَظُما
راضوا النُّفوسَ و صانوا عِرضَهُم كَرَما=خُمصُ البُطُونِ طِوَىً ذُبلُ الشِّفاهِ ظَما
عُمشُ العُيونِ بُكاً ما عَبَّها الكَحَلُ
فَهَمُّهُم واحِدٌ ما عَنهُ مِن عِوَضِ=هُوَ المُنى ما لَهُم في الغَيرِ مِن غَرَضِ
مِما أصابَهُمُ في الوَجدِ مِن مَضَضِ=يُقالُ مَرضَى و ما بالقَومِ مِن مَرَضِ
أو خُولِطوا خَبَلاً حاشاهُمُ الخَبَلُ
كَم أودِعوا مِن عُلُومٍ جَمَّةٍ و حِكُمْ=و شَعشَعَ اللهُ في ألبابِهِم و أتَمْ
نورَ الرَّجاءِ و نُورَ الخَوفِ حَيثُ قَسَمْ=تَعَادَلَ الخَوفُ فيهِم و الرَّجاءُ فَلَمْ
يَفرُط بِهِم طَمَعٌ يَوماً و لا دَجَلُ
قَومٌ أراضوا القِوى حَتَّى لها قَهَروا=و بالتُّقى شَهَواتُ النَّفسِ قَد كَسَروا
على رِضى رَبِّهِم أنظارَهُم قَصَروا=إن يَنطِقوا ذَكَروا أو يَصمِتوا شَكَروا
أو يَغضُبُوا غَفَروا أو يَقطَعوا وَصَلوا
كُلُّ امرِىءٍ مِنهُمُ في عَصرِهِ عَلَمُ=يَهدي إلى الرُّشدِ ما زَلَّت لَهُ قَدَمُ
تَقَدَّسَت و تَعَالَت أنفُسٌ لَهُمُ=و لا يَلِمُّ بِها عَن ذَنبِهِم لَمَمُ
و لا يَميلُ بِهِم عَن وِردِهِم مَلَلُ
كَم نالَهُم في رِضَى الرَّحمانِ مِن ضَرَرِ=و كم أصابَهُمُ في الدَّهرِ مِن خَطَرِ
فَيَشكُرُونَ بِلا طَيشٍ و لا ذُعُرِ=و لا يَسيلُ لَهُم دَمعٌ على بَشَرِ
إلا على مَعشَرٍ في كَربلا قُتِلُوا
قَومٌ إلى المَوتِ عن أوطانِهِم رَحَلوا=بُدُورُ سَعدٍ على وَجهِ الثَّرى أَفَلوا
تَبَادَروا لِلرَّدى صَبراً و ما كَسَلوا=رَكبٌ بِرَغمِ العُلى فَوقَ الثَّرى نَزَلوا
و قد أُعِدَّ لَهُم في الجَنَّةِ النُّزُلُ
للهِ عَينُ امرِىءٍ في الكَرِّ صادَفَهُمْ=تَخشَى الأُسُودٌ الضَّواري أن تُوافِقَهُمْ
بَل يَرهَبُ المَوتُ مِنهُم أن يُكاشِفَهُمْ=تُنسي المَوَاقِفَ أهلِيها مَواقِفُهُمْ
بِصَبرِهِم في البرايا يُضرَبُ المَثَلُ
مِن كَثرَةِ الجَيشِ و الأبطالِ ما فَرَقوا=للهِ دَرُّهُمُ في عَهدِهِم صَدَقوا
في حَلبَةِ الفَضلِ إن هُم سُوبِقوا سَبَقوا=سَدٌّ إذا اتَّسَقوا أُسدٌ إذا افتَرَقوا
شُهبٌ إذا اختَرَقوا الأبطالَ و اقتَتَلوا
هُم سادةُ الشُّهَدا و القادَةُ النُّبَلا=فاقوا على أهلِ بَدرٍ رِفعَةً و عُلا
أنَّى لأصحابِ بَدرٍ ما لَهُم حَصَلا=ذاقوا الحُتُوفَ بأكنافِ الطُّفوفِ على
رَغمِ الأُنُوفِ و لم تَبرُد لَهُم غُلَلُ
أفدي الشَّهيدَ حُسَيناً حينَ جَدَّلَهُ=سَهمُ المَنونِ و ما أخطا مُقاتِلَهُ
مِن كَفِّ رِجسٍ بِقَوسِ البَغي أرسَلَهُ=أفدي الحُسَينَ صَريعاً لا ضَريحَ لَهُ
إلا صَريرُ نُصُولٍ فيهِ تَتَّصِلُ
للهِ بَدرٌ بأرضِ الطَّفِّ مُنخَسِفُ=مُدَّت لَهُ مِن ثَرَى غَبرَائِها سُجُفُ
عارٍ يُغَطِّيهِ مِن تُربِ الفَلا لُحُفُ=و الطَّعنُ مُؤتَلِفٌ فيهِ و مُختَلِفُ
و النَّحرُ مُنعَطِفٌ و العُمرُ مُنبَتِلُ
أفدي الحُسَينَ طَريحاً حَولَهُ الصَّحبُ=صَرعَى كَبَدرٍ عَلَيهِ دارَتِ الشُّهُبُ
يَشكو الظَّما و فُراتُ الماءِ مُنسَكِبُ=و الجِسمُ مُضطَرِبٌ بالنَّجعِ مُختَضِبُ
و القَلبُ مُلتَهِبٌ ما بَلَّهُ بَلَلُ
أينَ النبيَّ يَرَاهُ و هو مُنجَدِلُ=على الثَّرى ما لَهُ حَولٌ و لا حوَلُ
أنصارُهُ و بَنوهُ حَولَهُ قُتِلوا=و الشِّمرُ مُشتَغِلٌ في ذَبحِهِ عَجِلُ
و السِّبطُ مُنجَدِلٌ يَدعو و يَبتَهِلُ
للهِ مِن نَكبَةٍ لَم تُبقِ فِيَّ جَلَدْ=ما مِثلُها أحَدٌ طُولَ الزَّمانِ وَجَدْ
يا دَهرُ هل أنتَ مِثلي لا لَقِيتَ رَشَدْ=عَجِبتُ مِت فَتكِ شِمرٍ بالحُسَينِ و قَدْ
رَقَى على الصَّدرِ مِنهُ و هوَ مُنتَعِلُ
يا وَقعَةً لَم أزَل مِن وَقعِها قَلِقَا=حِلفَ المُصابِ أُقاسي الهَمَّ و الحُرَقَا
عَجِبتُ من كافرٍ صَدرَ الحُسينِ رَقَى=كَيفَ استطاعَ بِصَدرِ الصَّدرِ مُرتَفَقَا
و دونَ أدنى مَراقي كَعبِهِ زُحَلُ
أفدي قَتيلاً أَذَلَّ الدِّينَ مَقتَلُهُ=أكفانُهُ مِن سَوافي الرِّيحِ تَشمِلُهُ
و الرَّأسُ مِنهُ قَنَا الخِطِّيِّ تَحمِلُهُ=أفدي الحُسَينَ طَريحاً لا ضَريحَ لَهُ
و ما لَهُ غَيرَ قاني نَحرِهِ غُسُلُ
أفدي إماماً لَهُ أعداؤُهُ قَتَلَتْ=و غادَرَتهُ طَريحاً بِئسَ ما فَعَلَتْ
و الرَّأسُ مِن فَوقِ أطرافِ القَنَا حَمَلَتْ=دِماؤُهُ هَطَلَتْ لِلشَّيبِ مِنهُ طَلَتْ
و الجِسمُ قد حَجَلَتْ مِن فوقِهِ الحُجَلُ
يا غيرَةَ اللهِ هذا مَوضِعُ الغَضَبِ=إنَّ ابنَ خَيرِ وَصِيٍّ و ابن خَيرِ نَبي
أمسَت تَرائِبُهُ في أوعَرِ التُّرُبِ=و الرَّأسُ مُرتَفِعٌ مِن فَوقِ مُنتَصِبِ
يَبكي على حَملِهِ المَرِّيخُ و الحَمَلُ
قُبحاً لِدَهرٍ لأربابِ العُلا خَذَلا=أدَلَّ أعداءَهُم مِنهُم و ما عَدَلا
فغادَرُوهُم على وَجهِ الثَّرى قَتلا=لا جَدَّ لِلمَجدِ جَدِّي أن جَلَستُ عَلَى
بَسطِ انبِساطي و أبدى سِنِّيَ الجَذلُ
لأبكِيَنَّ دَماً ما مُدَّ في أجَلي=و لا أميلُ إلى لَومٍ و لا عَذَلِ
كَلَّا و لا البِشرُ و الأفراحُ تُحسِنُ لي=و كَيفَ أحمَدُ بَسطَ البالِ مِن جَذَلِ
و سِبطُ أحمَدَ في البَوغاءِ مُنجَدِلُ
كَيفَ السُّلُوُّ و آلُ اللهِ قد هَلَكَتْ=رِجالُها و حَريمُ المُصطفى هُتِكَتْ
أم كَيفَ أضحَكُ بِشراً و البَتولُ بَكَتْ=أم كَيفَ أنشَقُ رَيحاناً و قَد تُرِكَتْ
رَيحانَةُ المُصطفى تَنتاشُها الأسَلُ
أنَّى لِمِثلي أن يَلهو بِمَلعَبِهِ=أو أن يُفَتِّرَ مِن إدمانِ مَندِبِهِ
حَقٌّ لِمِثلي لا يَهنى بِمَشرَبِهِ=أم كَيفَ أشرَبُ ماءً لا أغُصُّ بِهِ
و السِّبطُ صادٍ تُسَقِّيهِ الرَّدى الذُّبُلُ
تاللهِ ما هذهِ الأرزاءُ تُحتَمَلُ=و لا يُبَدِّدُها لَومٌ و لا عَذَلُ
كَيفَ انتِفاعي لِطِيبِ العَيشِ لو عَقَلُوا=أم كَيفَ أفرُشُ فَرشاً و هوَ مُنجَدِلُ
بِجُندُلٍ قَد عَلا عَلبَاءَهُ عَبَلُ
تاللهِ لَم يَهنَ لي عَيشي و لَذَّتُهُ=كَلَّا و لا راقَ لي عُمري و صَبوَتُهُ
و السَّيِّدُ السِّبطُ مَذبوحٌ و إخوَتُهُ=أم كَيفَ يَعبَقُ لي طِيبٌ و نِسوَتُهُ
شُعثٌ تَرَامَى بِهِنَّ العُجَّفُ البُزُلُ
أسرى عَرَايا على الأقتابِ تَحمِلُها=أعداؤُها و قُيُودُ الذُّلِّ تَنحَلُها
قِدَّامُها أَرؤُسٌ كانت تُدَلِّلُها=بِلا وَطَاءٍ ولا سِترٍ يُجَلِّلُها
عَن أَعيُنِ الناسِ إلا الحُزنُ و الثَّكَلُ
يَسوقُها في السَّبايا كافِرٌ سَمِجُ=بِسَبِّ أعراضِها مِن كُفرِهِ لَهِجُ
تَذوبُ مِن ضُرِّها الأبدانُ و المُهَجُ=إلى يَزيدَ تُهدى و هو مُبتَهِجُ
مُكَفَّرٌ بِرِداءِ الكِبرِ مُشتَمِلُ
لعنُ البَريَّةِ و الباري لَهُ وَجَبَا=يَخصُّهُ و يَعِمُّ الأهلَ و القُرَبَا
و كُلُّ راضٍ بِظُلمِ السَّادَةِ النُّجَبَا=أصلاهُ خالقٌهٌ في هَبهَبٍ لَهَبَا
لهُ بِها ظُلَلٌ مِن فَوقِها ظُلَلُ
يا سادَةً من أتاهُم راجياً حُبيَا=و مَن تَوَلاهُمُ في حَشرِهِ كَفِيَا
أتَيتُكُم وافِداً لِلفَوزِ مُبتَغيَا=يا جُنَّةَ الناسِ مِن نارِ الجَحيمِ و يَا
حُراسُهُم إن عَرَاهُمُ حادِثٌ جَلَلُ
هاكُم عُقودَ نِظامٍ رائِقٍ حَسَنِ=هَديَّةً مِ، وَليَّ قَطُّ لَم يَخُنِ
عَهداً عَليهِ لكُم في سالِفِ الزَّمَنِ=مِنُّوا على حَسَنٍ بالأمنِ في وَطَنِ
و بالسلامَةِ مِن نارٍ لَها شُعَلُ
كذاكَ أحمَدُ صافي الوُدِّ عَن سَرَفِ=وَلاؤُهُ ظاهِرٌ كالشَّمسِ غَيرُ خَفِي
و هوَ المُخَمِّسُ هذا النَّظمَ مِن شَغَفِ=صُونُوا لدى العَرضِ عَرضي و اشفعوا لي فِي
جَرَائِرٍ أنا مِ،ها خائِفٌ وَجِلُ
و كُلُّ ذي مُهجَةٍ بالحُزنِ قد كُوِيَتْ=لِرِزئِكُم و بِتارِ الوَجدِ قَد صَلِيَتْ
و كُلُّ نفسٍ بِكُم لا غَيرِكُم رَضِيَتْ=و والِدَيَّ و إخواني و مَن طُوِيَتْ
طياً على عُنُقي أيدٍ لَها طُولُ
صُونوا لأعراضِنا يَومَ القيامَةِ عَنْ=ثَلبِ النواصِبِ و اسقُوهُم كُؤوسَ غَبَنْ
لا سِيَما مَن هَواكم في حَشاهُ سَكَنْ=أعني مُحَمَّداً السَّامي المَقَامَ و مَنْ
لأَمرِهِ أنا في ذا النَّظمِ مُمتَثِلُ
و كُل من حُبُّكُم في قَلبِهِ ثَبُتَا=يَرجو النَّجاةَ إذا يَومَ الحِسَابِ أتَى
إن تَترُكُونا بِنا قالِيكُم شَمُتَا=ثُمَّ السلامُ على خَيرِ الأنامِ مَتَى
جَنَّ الظَّلامُ و ناجى اللهَ مُبتَهِلُ