مــا بــالُ طَـرفـكَ سـاهِـرٌ لا
يَـرقَـدُ و غَـزيـرُ دَمـعِـكَ سـاكِـبٌ لا
يَـجـمَدُ
أشـجاكَ صَـوتُ حَـمَامَةٍ تَشدو
على رُوسِ الـغُـصـونِ و لِـلـمَـنَاحِ
تُـــرَدِّدُ
أو شِــمـتَ بــارِقَ بــارِقٍ لَـمَّـا
بَــدَا أو عَـــنَّ رَكـــبٌ مُـتـهِـمٌ أو
مُـنـجِـدُ
أو مَــسَّ قَـلـبَكَ نَـفـحَةٌ مِـمَّا
جَـرَى يَــومَ الـطُّـفوفِ فَـلَـم تَــزَل
تَـتَوَقَّدُ
خَـطـبٌ عَـظيمٌ أعـقَمَت عَـن
مِـثلِهِ أُمُّ الــخُــطـوبِ فَـمِـثـلُـهُ لا
يُــولَــدُ
خَـطـبٌ بِــهِ فُـقِـدَ الـحُسَينُ و
لَـيتَهُ نـــالَ الـبَـقـاءَ و مــا سِــواهُ
يُـفـقَدُ
مـــا عَـــنَّ مَـفـقَدُهُ بِـخـاطِرِ
فـاقِـدٍ إلَّا و أرخَــــصَ عِــنـدَهُ مـــا
يَـفـقِـدُ
تَـبَّـت يَــدا الـدَّهـرِ الـخَؤُونِ و
شُـلَّتا أغــرى بِــهِ قَـومـاً طَـغَوا و
تَـمَرَّدُوا
عَـمِـيَت عُـيُونُ قُـلُوبِهِم عَـن
فَـضلِهِ و لِـنـورِ شَـمـسِ جَـلالِهِ لَـم
يَـهتَدُوا
أرجـــاسُ حَــربٍ نـازَلُـوهُ
بِـحَـربِهِم و عَـلَـيـهِ أنـحـاءَ الـسَّـلامَةِ
سَــدَّدُوا
فَـهُـناكَ عَـيـنُ عِـنـايَةِ الـوَهَّـابِ
قَـد لَـحَـظَـت أُنَـاسـاً بـالـمَوَاهِبِ
أُيِّــدُوا
بَـزَغَت شُـمُوسُ الـحَقِّ فـي
ألبَابِهِم حـتَّـى لَـقَـد شَـهِدوا الَّـذي لا
يُـشهَدُ
سَـعِـدوا بِــهِ و تـسـاعَدوا و
تـعاوَنوا فـي نَصرِهِ حَتَّى قضَوا و
استُشهِدُوا
قَـومٌ بِـهِ سَـعِدوا و قَـومٌ قَـد
شَـقَوا و اللهُ يُشقي مَن يَشاءُ و يُسعِدُ
(1)
لَــم أنـسَـهُ مِــن بَـعـدِ قَـتلِ
حُـماتِهِ يَـدعـو ألا هَــل مُـسعِدٌ هَـل
مُـعضِدُ
هَــل مُـبـتَغٍ لِـلفَوزِ فـي يَـومِ
الـجَزَا هـل طـالِبٍ طُـرقَ الـرشادِ
فَـيَرشَدُ
هَــل تـابِـعٍ حُـكـمَ الـكِـتابِ و
نَـصِّـهِ فــي حُــبِّ ذي قُـربـى الـنَّبيِّ
يُـؤَكِّدُ
أنــا سِـبطُ خِـيرَةِ رَبِّـكُم مِـن
خَـلقِهِ و سَـلـيـلُ بَـضـعَـتِهِ فَـنِـعمَ
الـمَـحتَدُ
إن تَـجـهَلوا شـأني فـهذي هَـل
أتـى تَــتـلُـو مَــديـحـي دائِــمــاً و
تُــعَـدِّدُ
فـي والِـدَيَّ و فـي أخـي قَـد
أُنزِلَت نَـصَّـاً و فــيَّ فـمـا لَـكُم لـم
تَـهتَدُوا
مــن آل يـاسـينٍ و نُـونَ و مـا
الـنَّبا نَـحـنُ الَّــذي نُـنـعى بِـذاكَ و
نُـقصَدُ
سُـدَّت مَـسَامِعُهُم عَـنِ النُّصحِ
الَّذي أبــدَى لَـهُـم و اسـتَـكبَروا و
تَـمَرَّدُوا
لا غَـروَ لـو مَـجُّوا نَـصوحَ النُّصحِ
مِن أفـواهِـهِم و اسـتَـعذَبوا مــا
يُـفـسِدُ
خَـبُـثَـت جِـبـلَّتُهُم و أظـلَـمَ
سِـرُّهُـم و قَــبـيـحُ فِـعـلِـهِمُ بِــذلِـكَ
يَـشـهَـدُ
فَـمَضَى الإمـامُ إلـى الـخيامِ
مُـوَدِّعاً و الــحُـزنُ فـــي أحـشـائِـهِ
يَــتَـرَدَّدُ
يَــدعـو بِـتِـلكَ الـطَّـاهِراتِ و
دَمـعُـهُ فــي الـخَـدِّ يُـسكَبُ جـارياً لا
يَـجمَدُ
يـا خَـيرَ مَـن يُـسلَبنَ ثَوبَ الصَّونِ
لا تَـجـزَعنَ إن عَــضَّ الـزَّمـانُ
الأنـكَدُ
و اصبِرنَ في البَلوَى العَظيمَةُ وَقعُها فـالـصَّبرُ أولــى بِـالـمُصابِ و
أحـمَدُ
فــــإذا رأيــتُـم جُـثَّـتـي
مَـطـروحَـةً و الـــرَّأسُ يَـرفَـعُهُ الأصَــمُّ
الأمـلَـدُ
فـاسـتَمسِكُوا باللهِ و اعـتَـصِموا
بِـهِ فَــهُـوَ الــمَـلاذُ لِــمَـن إلَـيـهِ
يَـصـمَدُ
فَــتَـعَـلَّـقَـت بِــرِكــابِــهِ
أخـــواتُـــهُ و بَـــنَــاتُــهُ و قُــلُــوبُـهـا
تَــتَــوَقَّــدُ
يَـدعـينَ يــا خَـلَـفَ الـنَّـبيِّ و
حَـيـدَرٍ و الــكـافِـلُ الـمُـتَـشَـفِّقُ
الـمُـتَـوَدِّدُ
أنَــــراكَ مَــقـتـولاً ذَبـيـحـاً
بِـالـعَـرَا يــا لَـيـتنا مِــن قَـبـلِ فَـقـدِكَ
نُـفقَدُ
و سَـعَـى إلــى الأعـدا بِـقَلبٍ
ثـابِتٍ فــي مَـوقِـفٍ فـيـهِ يَــذوبُ
الـجَلمَدُ
مِــن فَــوقِ مُـنـجَرِدٍ سَـبُـوحٍ
طَـبعُهُ طَــــردُ الــعِــدا لــكِـنَّـهُ لا
يُــطــرَدُ
فـــي كَـفِّـهِ مـاضـي الـغَـرارِ
كـأنَّـهُ قَــبَــسٌ إذا عَــــن جَـفـنِـهِ
يَـتَـجَـرَّدُ
و سَـطَى بِـهِم سَـطَوات والِـدِهِ
بِهِم فَـتَـفَـرَّقوا مِـــن بــأسِـهِ و
تَــبَـدَّدُوا
لـكِـنَّـهُم سَـــدُّوا الـفَـضَـاءَ
بـأسـهُمٍ كـالـقَـطرِ تُـرسَـلُ نَـحـوَهُ و
تُـسَـدَّدُ
فـانـحَطَّ عَــن ظَـهـرِ الـجـوادِ
بِـنَبلَةٍ و عُـــلاهُ يَـعـلـو لِـلـسَماءِ و
يَـصـعَدُ
و يَـقولُ فِـزتُ و حَـبَّذا مِـن
مَـصرَعٍ فـيهِ رِضـا الـرَّحمانِ و هـوَ
الـمَقصَدُ
فَــدَنَـا لَـــهُ الـبـاغي سِـنـانُ
فَـهَـابَهُ حَــتَّـى تَـوَلَّـى و هــوَ خـوفـاً
يُـرعِـدُ
فَـبَـقى عـلى وَجـهِ الـثرى
مُـتَقَطِّراً فـأتـى لَــهُ الـشِّمرُ الـخَبيثُ
الـمَولِدُ
فَـعَـلَـى قَـــذاهُ قَــسـوَةً و
جــراءَةً لا خــائِــفــاً إثـــمـــاً و لا
مُـــتَــرَدِّدُ
فَـدَعاهُ سِبطُ المُصطفى مِن أنت
يا شَّـــرَ الـــورى و الـكـافِرُ
الـمُـتَمَرِّدُ
هُــدَّت قِـواكَ أَأَنـتَ تَـدري مِـن
أنـا و أبــي و جَــدِّي أم جَـهـولٌ
تُـرشَـدُ
فـأجـابَـهُ أنـــتَ الـحُـسَـينُ و
أُمُّــكَ الــزَّهـرا و والِـــدُكَ الـنَّـبيُّ
مُـحَـمَّدُ
لـكِـنَّـنـي أرجــــو بِـقَـتـلِكَ
حُــظـوَةً عِــنــدَ الـخَـلـيفَةِ مِـثـلُـها لا
يُــوجَـدُ
فـأجـابَهُ مَـولَـى الــوَرَى مــا
عِـندَهُ يَـفـنـى و مـــا هــوَ عِـنـدَنَا لا
يَـنـفَدُ
يا شِمرُ إن تَعزِم على قَتلي
اسقِنِي مـــاءً لَــعَـلَّ غَـلـيـلَ قَـلـبـي
يَــبـرُدُ
فَـأَجَـابَـهُ بَـغـيـاً سَـيَـسقِيكَ
الــرَّدى سَــيـفٌ صَـقـيلُ الـصَّـفحَتَينِ
مُـهَـنَّدُ
فَــبَـرى وَريــدَيـهِ و شـــالَ
بِـرأسِـهِ فَــــوقَ الــقَـنَـاةِ و نُـــورُه
يَـتَـوَقَّـدُ
كـالـشَّمسِ بَــل و اللهِ لَــولا
نُــورِهِ مـــا كـــانَ يُــوجَـدُ نَـيِّـرٌ أو
مُـكـمَدُ
و أُسِـقَـتِ الـنِّسوانُ أسـرى
حُـسَّراً مِـــن بَـيـنِها الـسَّـجَّادُ و هــوَ
مُـقَـيَّدُ
تَـدعـو بِـأربـابِ الـعُـلى مِـن
هـاشِمٍ هـل تَـشهَدونَ الـيَومَ أم لَم
تَشهَدُوا
يــا جَــدُّ عَـبـدُ مُـنافٍ يـا أبـا
طـالِبَ يــا حَـمـزَةُ الـلَّـيثُ الـهَصُورُ
الـسَّيِّدُ
يــا جَـعـفَرُ الـطَّيارُ فـي الـجَنَّاتِ
يـا مَـــن جــارُهُـم بَـيـنَ الأنــامِ
مُـؤَيَّـدُ
يــا أحـمَـدُ الـمُختارُ يـا خَـيرَ
الـوَرَى يـــا حَــيـدَرُ الــكَـرَّارُ و
الـمُـسـتَنجَدُ
هــذا الـحُـسَينُ عَـزيزُكُم و
حَـبيبُكُم مُـلـقـىً صَـريـعـاً بِـالـعَرَى لا
يُـلـحَدُ
و كَـريـمُـهُ فَـــوقَ الـقَـنَـاةِ
مُـعَـلَّـقٌ يَـعـنـو لِـرِفـعَتِهِ الـسُّـهى و
الـفَـرقَدُ
و حَـريـمُـهُ و بَـنَـاتُـهُ بَــيـنَ
الـــوَرَى تُـسـبى كـمـا تُـسبى الإمـا و
الأعـبُدُ
لَــم يَـبـقَ مِــن أرحـامِـها و
رِجـالِها إلَّا عَــلــيــلٌ بِــالـحَـديـدِ
مُــصَــفَّـدُ
تُــهــدى و رأسُ أمــيـرِهـا
قِـدَّمُـهـا لِــمُــنـافِـقٍ رَذلٍ نَـــمَــاهُ
مُــلــحِـدُ
لَـعـنٌ مِــنَ الـجَـبَّارِ يَـغـشاهُ و
مَــن لِـقَـبـيحِ مــا كَـسَـبَت يَــداهُ
مَـهَّـدُوا
يـــا ســـادَةً فـــازَ الــوَلـيُّ
بِـحُـبِهِم و بِـبُـغـضِهِم خــابَ الـعَـدُوُّ
الـمُـبعَدُ
والَـيـتُـكُم و بَـرِئـتُ مِــن
أعـدائِـكُم واللهُ عَـــــلَّامُ الــسَّـرائِـرِ
يَــشـهَـدُ
هــذا هــوَ الـسَّـبَبُ الـذي يَـرجو
بِـهِ نَـيـلَ الـسَّـعادَةِ فـي الـقيامَةِ
أحـمَدُ
لا غَــــيــــرُهُ إلا شَــفَــاعَــتُـكُـم
إذا نُـشِـرَت صَـحَـائِفُنا و جــاءَ
الـمَوعِدُ
فَـتَـشَـفَّعوا فــي عَـبـدِكُم و أبـيـهِ
و الأُمِّ الَّـتـي طـابَـت فَـطَـابَ
الـمَولِدُ
هــاكُـم سَـلاطـينَ الـقـيامَةِ
مِـدحَـةً فـــي ضِـمـنِـها دُرُّ الـمَـعَاني
يُـنـضَدُ
وَزنــاً لِـمـا قَــد قـالَ قَـبلي
والِـدي (أتَـظَـلُّ تُـطـرِبُكَ الـطُّـلولُ
الـهُـمَّدُ)
و عَـلَـيكُم صَـلَّـى إلــهُ الـخَـلقِ
مــا خَـــرَّت لِـعِـزَّتِـهِ الــوُجُـوهُ
الـسُّـجَّدِ