أسـمَـعتَ لـكـن مــا دَعَــوتَ
سَـمـيعَا و أمَـــرتَ لـكِـن مــا أمَــرتَ
مُـطـيعَا
و دَعَـــوتَ لِـلـسِّـلوانِ صَــبـاً
قَـطَّـعَت مُــضَـضُ الـمَـصـائِبِ قَـلـبَـهُ
تَـقـطـيعَا
و أذابَ مُـهـجَـتَهُ الــجَـوَى
فَـتَـصَدَعَت و تَــحَــدَّرَت مِــــن مُـلَـتـيـهِ
دُمُــوعَــا
دَع عَــذلَــهُ فـالـعَـذلُ لَــيـسَ
يُـفـيـدُهُ إلَّا غَــــرامـــاً مُـــغــرِيــاً و
وُلُـــوعَـــا
لو ذُقتَ مِن صابِ المُصابِ عَذَرتَ مَن أمــســى يُــجَــرَّعُ كــأسَــهُ
تَـجـريـعَـا
أو كُــنــتَ مَـفـجـوعـاً بِــفَـقـدِ
أحِــبَّـةٍ مـــا لُــمـتَ صَــبـاً فــاقِـداً
مَـفـجـوعا
هـــذا و مـــا أشـجـاهُ جِـيـرانُ
الـغَـضَا أو بــــارِقٌ مِــنــهُ اســتَـقَـلَ
لُــمُـوعَـا
كَــــلَّا و لا وادي الـعَـقـيقِ مَــتَـى
رأى مِــنــهُ مَــنَــازِلَ أقــفَــرَت و
رُبُــوعَـا
لــكِـنَّـمـا أشــجــاهُ أفــظَــعُ
حــــادِثٍ سَــمَـعَ الـــوَرَى مِــمَّـا يُــعَـدُّ
فَـظـيعَا
و بَــكَـت بَـــهُ حُـزنـاً مَـلائِـكَةُ
الـسَّـمَا و كَــذَا الـسَّـما هَـطَـلَت عَـلَـيهِ
نَـجـيعَا
حَـيـثُ الـحُسَينُ ابـنُ الـبَتولَةِ قَـد
غَـدَا فــي كَـربـلاءَ عـلـى الـصَّـعيدِ
صَـريـعَا
جُـثـمـانُـهُ فَـــوقَ الـصَّـعـيدِ و
رأسُـــهُ يَـعـلـو مِـــنَ الـسُّـمـرِ الـلِّـدانِ
رَفـيَـعا
فـــي فِـتـيَةٍ جــادوا بِـأَنـفَسِ مــا
بِــهِ جـــادَ امـــرَأٌ فـــي الـعـالَمين
جَـمـيعَا
طَـهُـرَت بَـوَاطِـنُهُم و أشــرَقَ
سِـرُّهُم و صَــفَــا فَــكَــانَ حِـجـابُـهُ
مَـرفَـوعَـا
حــتَّـى رأوا رأيَ الـعِـيـانِ جَـمـيـعَ
مــا ذَخَــــرَ الإلــــهُ لِــمَـن أتـــاهُ
مُـطـيـعَا
فَـتَـشَـوَّقوا لِـلـمَـوتِ و ارتــاحـوا
لَـــهُ تَــحــتَ الــصَّـوارِمِ رَغــبَـةً و
وُلُــوعَـا
أفــدي الـحُـسَينَ عَـقـيبَهُم لَـمَّـا
أتــى خِـــيَــمَ الــنِّـسـاءِ يُــكَــرِّرُ
الـتَّـوديـعَـا
إنِّــــــي مُــوَدِّعُــكُـم وَدَاعَ
مُـــفــارِقٍ لا يَــرتَـجـي بَــعــدَ الــفِـراقِ
رُجُــوعَـا
و اللهُ كــافِـلُـكُـنَّ و هـــــوَ
خَـلـيـفَـتي و كَــفَــى بِــــهِ كَـهـفـاً لَــكُـنَّ
مَـنـيـعَا
فـاصـبِـرنَ فــي الـبَـلوى فــإنَّ اللهَ
لا يَـرضـى مُـصاباً فـي الـمُصابِ
جَـزوعَا
فـــــإذا رأيــتُــم جُــثَّـتـي
مَـخـضـوبَـةً بِـدَمـي و رأســي فــي الـقَنَا
مَـرفوعَا
فــاحــذَرنَ أن تَــعـيَ الــعِـدا
مِـنـكُـنَّ إعــوالاً و إن كــانَ الـمُـصابُ
فَـظـيعَا
و اجـهَـدنَ فــي إخـفـاءِ مـا نِـلتُنَّ
مِـن ألَــــمٍ و إن كــــانَ الــفُــؤادُ
وَجـيـعَـا
و سَـعـى إلــى حَــربِ الـعِدا
فَـتَعَلَّقَت فــيــهِ أكــفُــفُّ الـطَّـاهِـراتِ
جَـمـيـعَا
و سَــقَـطـنَ فَــــوقَ رِكــابِـهِ
يَـلـثِـمنَهُ لَــثــمَ الــغَـرامِ تَـضَـرُّعـاً و
خُـشـوعَـا
و يَـقُـلـنَ يـــا خَـلَـفَ الـنَّـبيِّ و
حَـيـدَرٍ أتَـــرَاكَ مِــن فَــوقِ الـتُّـرابِ
صَـريـعَا
و نَــعـيـشُ بَــعـدَكَ إنَّ ذاكَ
لَـمُـعـجِبٌ لا كــــــانَ مَــرثــيـاً و لا
مَــسـمـوعَـا
أفــديــهِ إذ يَـلـقـى الأعـــادي
حــامِـلاً عَــضُـبـاً كَـمُـتَّـقِـدِ الـشَّـهـابِ
لَـمـوعَـا
مـــا أبـصَـرَتـهُ عَــيـنُ قَـــرمٍ
بــاسِـلٍ إلا تَــــصَـــدَّى لِـــلــفِــرارِ
هَــلــوعَــا
مـــا زالَ فـــي كَــرِّ الـنِّـزالِ
مُـجـاهِداً حَــتَّـى أبـــادَ مِـــنَ الـطُّـغـاةِ
جُـمُـوعَا
حــتَّـى أُصــيـبَ بِـطَـعنَةٍ فــي
صَــدرِهِ فـانـحَطَّ عَــن ظَـهـرِ الـجَـوادِ
صَـريـعَا
أفـديـهِ مَـطـروحاً عـلـى وَجــهِ
الـثَّرى حــاكَـت عَـلَـيـهِ الـعـاصِـفاتُ
دُرُوعَـــا
لا غَـــروَ إن بَــكَـتِ الـسَّـمـاءُ
لِــرِزئِـهِ و الأرضُ فــي طُــولِ الـزَّمـانِ
نَـجـيعَا
لَـهـفـي عَـلَـيـهِ و هَـــل يُـفـيدُ
تَـلَـهُّفٌ لَــمَّــا غَـــدَا مِــنـهُ الـكَـريـمُ
قَـطـيـعَا
عَــزَّ الـفِـداءُ و مَــن عَـسَى يُـفدى
بِـهِ مِــثـلُ الـحُـسَينِ مِــنَ الأنــامِ
جَـمـيعَا
إذ كــانَ لَــم يُـقـبَل سِــواهُ فِــدىً
كَـإِ سـمَـاعيلَ إذ وافــى مُـنَـىً
مَـضـجُوعَا
لَــهـفـي لِـنِـسـوَتِـهِ أُســــارَى
بَــعـدَهُ ثَــكـلَـى تَــصِــبُّ عُـيُـونُـهُـنَّ
دُمُــوعَــا
رُكِّـبـنَ مِــن فــوقِ الـجِـمالِ بِـلا
وَطَـاً تَــتَــجَــاوَبُ الــتِّــزفـارَ و
الـتَّـرجـيـعَـا
تَـخـفي الـتَّـنَحُّبَ عِـفَّـةً و الـحُـزنُ
قَـد يُــبـدي الَّـــذي فـــي قَـلـبِها
مَـودُوعَـا
فَـتَـظَـلُّ تَــدمِـجُ شَـهـقَةً فــي
زَفــرَةٍ كـــــادَت تُــقَـطِّـعُ قَـلـبَـهَـا
تَـقـطـيـعَا
تَــدعـو الـنَّـبـيَّ مُـحَـمَّـداً و تَـقـولُ
يــا جَـــدَّا عَــسَـاكَ لِــمـا نَـقـولُ
سَـمـيعَا
أو نـاظِـراً فَـتَـرَى و تَـسـمَعُ مـا
جَـرَى فــــي كَــربَــلا مِــمَّـا يَــجِـلُّ
وُقُــوعَـا
جـــارَ الــزَّمـانُ و زادَ فـــي
عُــدوانِـهِ مــا لَــم يَـكُـن فـيما مَـضَى
مَـسموعَا
و أطــالَ بــاعَ بـنـي الـعُلُوجِ
فَـأَظهَروا مـــا كـــانَ عُـنـصُـرُهُم بِــهِ
مَـطـبُوعَا
كَـبَـني أبــي سُـفـيانَ صَــبَّ اللهُ
فـي سـاحـاتِـهِم سُــحَـبَ الـعَـذابِ
سَـريـعَا
قَـتَلوا حُـسَيناً سِـبطَكَ الـسَّامي
الَّـذي مـــــا زالَ حِــصــنـاً لِــلأنــامِ
مَـنـيـعَـا
و كَــــذَا أَعِــــزَّةَ هــاشِـمٍ و
حُـمـاتَـهَا حــتَّـى صَـبـيـاً فـــي الـمِـهـادِ
رَضـيـعَا
و سَــبَـوا بَـنَـاتِـكَ كَـالإمـاءِ و
أوضَـعـوا مِــن قَـدرِهـا مــا لَــم يَـكُن
مَـوضُوعَا
هــــذا حِــمـانـا يُـسـتَـبَـاحُ و
طــالَـمـا أمــسَـى بِــنـا الـجَـارُ الـوَضـيعُ
رَفـيـعَا
لا يَــطــمَـعُ الــوُفَّــادِ فــــي
مِــعـادِنـا و عَــــدُوُّنـــا لا يَـــحـــذَرُ
الــتَّـقـريـعَـا
فَـعَـلَـى أُمَــيَّـةَ لَـعـنَـةٌ و عـلـى
الَّــذي قـــد كـــانَ فـيـمـا يــأمُـرونَ
مُـطـيعَا
يــا ســادَةً بَـزَغَـت شُـمُـوسُ
جـلالِـهِم فــي الـكَـونِ حـتَّـى أورَثَـتـهُ
سُـطُوعَا
شــاهَـدتُ نُـــورَ جَـمـالِـكُم
فَـعَـشِقتُهُ طَــبـعـاً و زادَنــــي الــــوِدادُ
وُلُــوعَـا
و أنــا الَّــذي جُـعِـلتُ خَـمـيرَةُ
طـينَتي مِــنــهُ فَــكَــانَ بِـسِـنـخِـهَا
مَــودُوعَــا
و رَضَـعـتُهُ مِــن ثَــدي طـاهِرَةٍ
صَـفَت لَــبَــنـاً فَـــكَــانَ حُــثــالُـهُ
مَــنــزوعَـا
أتَـــــرَونَ يُــمـكِـنُ انَّ نــــارَ
جَــهَـنَّـمٍ تُـصـلي امــرَءاً مِــن حُـبِّـكُم
مَـصنوعَا
هــــذا رَجــائــي فـيـكُـم و
عـقـيـدَتي أنِّــــي أكــــونُ بِـفَـضـلِـكُم
مَـمـنُـوعَا
حــاشـا لأَحــمَـدَ و هـــوَ رِقُّ
وِدادِكُــم يَــــومَ الـقـيـامَةِ أن يَــكـونَ
جَــزوعَـا
أنــتُـم أمـانـي فــي الـمَـعَادِ و
جُـنَّـتي و كَــفَـى بِــكُـم حِـصـنـاً لَــدَيَّ
مَـنـيعَا
و كَــــذاكَ آبــائــي و أولادي و
مَــــن أمــسـى لَــكُـم دونَ الأنـــامِ
مُـطـيـعَا
ثُـــمَّ الــصـلاةُ عــلـى الـنَّـبـيِّ و
آلِـــهِ مــا سَــحَّ غَـيـثُ الـمُـعصِراتِ
هُـمُوعَا