شعراء أهل البيت عليهم السلام - أسمعت لكن ما دعوت سميعا

عــــدد الأبـيـات
61
عدد المشاهدات
2433
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:45 صباحاً

أسمَعتَ لكن ما دَعَوتَ سَميعَا=و أمَرتَ لكِن ما أمَرتَ مُطيعَا و دَعَوتَ لِلسِّلوانِ صَباً قَطَّعَت=مُضَضُ المَصائِبِ قَلبَهُ تَقطيعَا و أذابَ مُهجَتَهُ الجَوَى فَتَصَدَعَت=و تَحَدَّرَت مِن مُلَتيهِ دُمُوعَا دَع عَذلَهُ فالعَذلُ لَيسَ يُفيدُهُ=إلَّا غَراماً مُغرِياً و وُلُوعَا لو ذُقتَ مِن صابِ المُصابِ عَذَرتَ مَن=أمسى يُجَرَّعُ كأسَهُ تَجريعَا أو كُنتَ مَفجوعاً بِفَقدِ أحِبَّةٍ=ما لُمتَ صَباً فاقِداً مَفجوعا هذا و ما أشجاهُ جِيرانُ الغَضَا=أو بارِقٌ مِنهُ استَقَلَ لُمُوعَا كَلَّا و لا وادي العَقيقِ مَتَى رأى=مِنهُ مَنَازِلَ أقفَرَت و رُبُوعَا لكِنَّما أشجاهُ أفظَعُ حادِثٍ=سَمَعَ الوَرَى مِمَّا يُعَدُّ فَظيعَا و بَكَت بَهُ حُزناً مَلائِكَةُ السَّمَا=و كَذَا السَّما هَطَلَت عَلَيهِ نَجيعَا حَيثُ الحُسَينُ ابنُ البَتولَةِ قَد غَدَا=في كَربلاءَ على الصَّعيدِ صَريعَا جُثمانُهُ فَوقَ الصَّعيدِ و رأسُهُ=يَعلو مِنَ السُّمرِ اللِّدانِ رَفيَعا في فِتيَةٍ جادوا بِأَنفَسِ ما بِهِ=جادَ امرَأٌ في العالَمين جَميعَا طَهُرَت بَوَاطِنُهُم و أشرَقَ سِرُّهُم=و صَفَا فَكَانَ حِجابُهُ مَرفَوعَا حتَّى رأوا رأيَ العِيانِ جَميعَ ما=ذَخَرَ الإلهُ لِمَن أتاهُ مُطيعَا فَتَشَوَّقوا لِلمَوتِ و ارتاحوا لَهُ=تَحتَ الصَّوارِمِ رَغبَةً و وُلُوعَا أفدي الحُسَينَ عَقيبَهُم لَمَّا أتى=خِيَمَ النِّساءِ يُكَرِّرُ التَّوديعَا إنِّي مُوَدِّعُكُم وَدَاعَ مُفارِقٍ=لا يَرتَجي بَعدَ الفِراقِ رُجُوعَا و اللهُ كافِلُكُنَّ و هوَ خَليفَتي=و كَفَى بِهِ كَهفاً لَكُنَّ مَنيعَا فاصبِرنَ في البَلوى فإنَّ اللهَ لا=يَرضى مُصاباً في المُصابِ جَزوعَا فإذا رأيتُم جُثَّتي مَخضوبَةً=بِدَمي و رأسي في القَنَا مَرفوعَا فاحذَرنَ أن تَعيَ العِدا مِنكُنَّ=إعوالاً و إن كانَ المُصابُ فَظيعَا و اجهَدنَ في إخفاءِ ما نِلتُنَّ مِن=ألَمٍ و إن كانَ الفُؤادُ وَجيعَا و سَعى إلى حَربِ العِدا فَتَعَلَّقَت=فيهِ أكفُفُّ الطَّاهِراتِ جَميعَا و سَقَطنَ فَوقَ رِكابِهِ يَلثِمنَهُ=لَثمَ الغَرامِ تَضَرُّعاً و خُشوعَا و يَقُلنَ يا خَلَفَ النَّبيِّ و حَيدَرٍ=أتَرَاكَ مِن فَوقِ التُّرابِ صَريعَا و نَعيشُ بَعدَكَ إنَّ ذاكَ لَمُعجِبٌ=لا كانَ مَرثياً و لا مَسموعَا أفديهِ إذ يَلقى الأعادي حامِلاً=عَضُباً كَمُتَّقِدِ الشَّهابِ لَموعَا ما أبصَرَتهُ عَينُ قَرمٍ باسِلٍ=إلا تَصَدَّى لِلفِرارِ هَلوعَا ما زالَ في كَرِّ النِّزالِ مُجاهِداً=حَتَّى أبادَ مِنَ الطُّغاةِ جُمُوعَا حتَّى أُصيبَ بِطَعنَةٍ في صَدرِهِ=فانحَطَّ عَن ظَهرِ الجَوادِ صَريعَا أفديهِ مَطروحاً على وَجهِ الثَّرى=حاكَت عَلَيهِ العاصِفاتُ دُرُوعَا لا غَروَ إن بَكَتِ السَّماءُ لِرِزئِهِ=و الأرضُ في طُولِ الزَّمانِ نَجيعَا لَهفي عَلَيهِ و هَل يُفيدُ تَلَهُّفٌ=لَمَّا غَدَا مِنهُ الكَريمُ قَطيعَا عَزَّ الفِداءُ و مَن عَسَى يُفدى بِهِ=مِثلُ الحُسَينِ مِنَ الأنامِ جَميعَا إذ كانَ لَم يُقبَل سِواهُ فِدىً كَإِ=سمَاعيلَ إذ وافى مُنَىً مَضجُوعَا لَهفي لِنِسوَتِهِ أُسارَى بَعدَهُ=ثَكلَى تَصِبُّ عُيُونُهُنَّ دُمُوعَا رُكِّبنَ مِن فوقِ الجِمالِ بِلا وَطَاً=تَتَجَاوَبُ التِّزفارَ و التَّرجيعَا تَخفي التَّنَحُّبَ عِفَّةً و الحُزنُ قَد=يُبدي الَّذي في قَلبِها مَودُوعَا فَتَظَلُّ تَدمِجُ شَهقَةً في زَفرَةٍ=كادَت تُقَطِّعُ قَلبَهَا تَقطيعَا تَدعو النَّبيَّ مُحَمَّداً و تَقولُ يا=جَدَّا عَسَاكَ لِما نَقولُ سَميعَا أو ناظِراً فَتَرَى و تَسمَعُ ما جَرَى=في كَربَلا مِمَّا يَجِلُّ وُقُوعَا جارَ الزَّمانُ و زادَ في عُدوانِهِ=ما لَم يَكُن فيما مَضَى مَسموعَا و أطالَ باعَ بني العُلُوجِ فَأَظهَروا=ما كانَ عُنصُرُهُم بِهِ مَطبُوعَا كَبَني أبي سُفيانَ صَبَّ اللهُ في=ساحاتِهِم سُحَبَ العَذابِ سَريعَا قَتَلوا حُسَيناً سِبطَكَ السَّامي الَّذي=ما زالَ حِصناً لِلأنامِ مَنيعَا و كَذَا أَعِزَّةَ هاشِمٍ و حُماتَهَا=حتَّى صَبياً في المِهادِ رَضيعَا و سَبَوا بَنَاتِكَ كَالإماءِ و أوضَعوا=مِن قَدرِها ما لَم يَكُن مَوضُوعَا هذا حِمانا يُستَبَاحُ و طالَما=أمسَى بِنا الجَارُ الوَضيعُ رَفيعَا لا يَطمَعُ الوُفَّادِ في مِعادِنا=و عَدُوُّنا لا يَحذَرُ التَّقريعَا فَعَلَى أُمَيَّةَ لَعنَةٌ و على الَّذي=قد كانَ فيما يأمُرونَ مُطيعَا يا سادَةً بَزَغَت شُمُوسُ جلالِهِم=في الكَونِ حتَّى أورَثَتهُ سُطُوعَا شاهَدتُ نُورَ جَمالِكُم فَعَشِقتُهُ=طَبعاً و زادَني الوِدادُ وُلُوعَا و أنا الَّذي جُعِلتُ خَميرَةُ طينَتي=مِنهُ فَكَانَ بِسِنخِهَا مَودُوعَا و رَضَعتُهُ مِن ثَدي طاهِرَةٍ صَفَت=لَبَناً فَكَانَ حُثالُهُ مَنزوعَا أتَرَونَ يُمكِنُ انَّ نارَ جَهَنَّمٍ=تُصلي امرَءاً مِن حُبِّكُم مَصنوعَا هذا رَجائي فيكُم و عقيدَتي=أنِّي أكونُ بِفَضلِكُم مَمنُوعَا حاشا لأَحمَدَ و هوَ رِقُّ وِدادِكُم=يَومَ القيامَةِ أن يَكونَ جَزوعَا أنتُم أماني في المَعَادِ و جُنَّتي=و كَفَى بِكُم حِصناً لَدَيَّ مَنيعَا و كَذاكَ آبائي و أولادي و مَن=أمسى لَكُم دونَ الأنامِ مُطيعَا ثُمَّ الصلاةُ على النَّبيِّ و آلِهِ=ما سَحَّ غَيثُ المُعصِراتِ هُمُوعَا
Testing