شعراء أهل البيت عليهم السلام - قتلته أشقى أمّة كفرت

عــــدد الأبـيـات
56
عدد المشاهدات
2218
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:42 صباحاً

ذَكَرَ المَشَاعِرَ و الحُجُونَ و زَمزَمَا=فَحَدا بِهِ حادي الغَرامِ و زَمزَمَا و أثارَ تَذكارَ المَنازِلِ مِن مِنىً=و الخِيفَ مَن عَينَيهِ دَمعاً عَندَمَا (1) للهِ مَوقِفُنا بِجَمعٍ سَحرَةً=مِن بَعدِ أن سَمَرَ الحَجيجُ و أعتَمَا و وُقوفُنا كُلٌّ بِمُنعَرِجِ اللِّوى=يَرمي الجِمارَ مُكَبِّراً و مُعَظِّمَا حتى إذا نَفَر الحَجيجُ و قُوِّضَت=تِلكَ القِبابُ الغُرُّ من ذاكَ الحِمى كُلٌّ أشارَ بِطَرفِهِ لِحَبيبِهِ=حَذَرَ الرَّقيبِ مُوَدِّعاً و مُسَلِّمَا و تَرَحَّلوا و القَلبُ يَقفو إثرَهُم=خَلفَ الرَّكائِبِ حَيثُ أمُّوا يَمَّمَا و أهالُهُ لَم يَلتَحِق بِهِمُ و لَم=يَرجِع إلَيَّ فَيَستَريحُ و يَسلَمَا لَم يُنسِنِي تِذكارَهُم شَيءٌ سِوى=قَتلُ الحُسَينِ بِكَربَلاءَ على ظَمَا قَتَلَتهُ أشقى أمَّةٍ كَفَرَت بِما=قَد حَلَّلَ الباري و ما قَد حَرَّمَا مَنَعوهُ مِن وِردِ الفُراتِ و أورَدُوا=في نَحرِهِ سَهماً و سَيفاً و مُخذَمَا أفديهِ سِلماً لِلمَنيَّةِ راضياً=مِن بَعدِ قَتلِ حُماتِهِ مُستَسلِمَا ما لاحَظَت عَيناهُ إلَّا لاحَظَت=أمراً مَهولاً لِلفُؤادِ مُؤَلِّمَا أولادُهُ مِن حَولِهِ مَذبُوحَةٌ=تَجري مُناحِرُهُم على البَوغا دَمَا و جُيُوشُ أهلِ البَغي تَطلُبُ قَتلَهُ=كُلٌّ يَراهُ واجِباً مُتَحَتِّمَا و فُؤادُهُ كالجَمرِ مِن حَرِّ الظَّما=ما بَلَّهُ شَيءٌ سِوى فَيضُ الدِّمَا و حَريمُهُ مِن حَولِهِ مَفجوعَةٌ=تَشكو مُصيبَتَها إلى رَبِّ السَّمَا لو أنَّ بَعضَ خُطُوبِ وَقعَةِ كَربلا=دَهَمَ القَوىَّ القَلبِ ذَلَّ و أحجَمَا لكِنَّهُ سِرُّ الإلهِ و جَنبُهُ=و يَمِينُهُ اللَّاتي أبَت أن تُحسَمَا فَسَطَا على الجَمعِ الكَثيرِ بِنَفسِهِ=فَردَاً بِقَلبٍ لا يَهَابُ مُصَمِّمَا فَتَفَرَّقوا مِن خَوفِ شِدَّةِ بأسِهِ=مِثلَ النِّعاجِ إذا بَصُرنَ الضَّيغَمَا ما شامَ بارِقَ سَيفِهِ مِن مارِقٍ=إلا و قَد جَعَلَ الهَزيمَةَ مَغنَمَا لكِن قُصارى حَربِهِم أن يَرشُقُوا=جُثمانَهُ بِسِهامِ مَوتٍ قَلَّمَا تُخطي جَوارِحَهُ فَتَخرُقُ جِسمَهُ=بِنِصالِها حَتَّى تُخَضَّبَ بِالدِّمَا أو طَعنَةٌ مِن خَلفِهِ في خِلسَةٍ=مِن كافِرٍ جَحَدَ الإلهَ الأعظَمَا حَتَّى دَعاهُ رَبُّهُ لِيُذيقَهُ=شَهدَ الشَّهادَةِ كَي يَفوزَ و يَغنَمَا فأجابَهُ لَبَّيكَ فِزتُ بِرُتبَةٍ=جَلَّت و عَزَّت أن تُحَدَّ و تُرسَمَا فانحَطَّ عَن ظَهرِ الجَوَادِ مُجَدَّلاً=للهِ فيما قَد قَضاهُ مُسَلِّمَا فَدَنَا لَهُ الشِّمرُ المُزَنَّمُ راقياً=بِنِعالِهِ الصَّدرَ الشَّريفَ الأعظَمَا فَدَعَاهُ يا أشقى الأنامِ و رِجسَهُم=مِن أنتَ قَد أوهَيتَ صَدري بِئسَمَا طَلَبَتهُ نَفسُكَ يا لَعينُ سَفَاهَةً=يابنَ الضِّبابي أما تَخَافُ جَهَنَّمَا يا شِمرُ هل مِن شَربَةٍ أُطفي بِها=حَرَّ الأُوامِ فَقَد أضَرَّني الظَّمَا فأبى و قالَ لَهُ سَأَسقيكَ الرَّدَى=مِن حَدِّ سَيفي قَبلَ أن تَحظَى بِمَا و بَرَى الكَريمَ مِنَ الكَريمِ و شالَهُ=مُتَأَلِّقاً كالشَّمسِ في كَبِدِ السَّمَا فاهتَزَّ عَرشُ الله و الكُرسيُّ و الأَ=فلاكُ كُلٌّ كادَ أن يَتَهَدَّمَا و الأرضُ مادَت و الجِبالُ تَدَكدَكَت=و البَدرُ و الشَّمسُ المُنيرَةُ اظلَمَا و أغارَتِ الأعداءُ في خِيَم النِّسا=سَلباً و سَحباً ثُمَّ ضَرباً مُؤلِمَا و استَنهَضوها لِلرَّحيلِ فَرُكِّبَت=حُرَمُ النَّبيِّ على المَطَايا كَالإمَا فَتَظَلُّ تَهتِفُ بالنَّبيِّ مُحَمَّدٍ=و وَصِيِّهِ و وَزيرِهِ حامي الحِمَى يا جَدَّنا عَضَّ الزَّمانُ بِنابِهِ=و أناخَ مَوكِبَهُ البَلاءُ و خَيَّمَا هَل تَعلَمَانِ بِما جَرَى في كَربلا=من حادِثاتِ الدَّهرِ أم لَم تَعلَمَا نالَت أمَيَّةُ فَوقَ ما قَد أمَّلَت=و تَدَارَكَت ما قَد مَضَى و تَقَدَّمَا قَتَلَت حُسَيناً عُنوَةً مِن بَعدِما=قَتَلَت بَنيهِ الأكرَمِينَ عَلَيكُمَا أجسامُهُم مَطروحَةٌ تُكسى بِما=سَدى لها مُورُ الرِّياحِ و لَحَّمَا (2) و رُؤُوسُهُم فَوقَ الرِّماحِ و رأسُهُ=ما بَينَهَا بَدرٌ تَوَسَّطَ أنجُمَا ها نَحنُ نُسبى في الأُسارى لُغَّباً=حَسرَى عَرايا ثاكِلاتٌ أُيَّمَا قد قَنَّعونا بالسِّياطِ و قَلَّدوا=مِن بَعدِ ما سَلَبوا الرِّدا و المِعصَمَا نَستَعطِفُ الأعدا بِأَيِّ تَعَطُّفٍ=و تَلَطٌّفٍ مِنَّا فَلَم نَتَرَحَّمَا يا غِيرَةَ اللهِ اغضَبي لِمُحَمَّدٍ=و وَصِيِّهِ عَلَمِ الهُدى و بَنيهِمَا بِقِيامِ قائِمِهِم و آخِذِ ثارِهِم=مِن كُلِّ رِجسٍ في غِوايَتِهِ فَمَا عَجِّل بِلا أمرٍ فَدَتكَ نُفُوسُنا=و اكشِف بِنُورِ هُداكَ ما قَد أَتهَمَا و اجزُم رِقابَ النَّصبِ و اخفِض قَدرَهَا=و ارفَع مَوَاليكَ الضِّعَافَ و عَظِّمَا و ائذَن لِشيعَتِكَ الأطائِبِ في الَّذي=ضاقَت بِهِ مِنَّا الصُّدورَ فَطَالَمَا فَهُناكَ أحمَدُ مُظهِرٌ ما قَد نَوَى=و مُبَيِّنٌ ما قَد أجَنَّ و كَتَّمَا و عَشيرَتي مِن آلِ ضَيفِ اللهِ لا=ذَلُّوا و لا زالوا حِمىً لِمَنِ احتَمَى صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ و آلِهِ=ما لاحَ نَجمٌ في السَّماءِ و سَلَّمَا
Testing