شعراء أهل البيت عليهم السلام - أيدرك أهل المجد من هو قاعد

عــــدد الأبـيـات
55
عدد المشاهدات
2418
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:42 صباحاً

أيُدرِكُ أهلَ المَجدِ مَن هو قاعِدُ=و يُنفِقُ في الغالينَ مَن هو كاسِدُ إذا لم يَرُمَّ المَرءُ مَربِعَ مَجدِهِ=تَهَدَّمَ ما عَلَّاهُ جَدٌّ و والِدُ فَهَل نَفَعَت نارُ اللظى حَيثُ خلَّفَت=رماداً وضيعاً خلَّفَتهُ المواقِدُ و هَل نَفَعَ العَضبَ اليمانِيَّ جَوهَرٌ=إذا لَم تنَل من صفحَتَيهِ المبارِدُ ألَم تَرَ أنصارَ الحُسَينِ و عَزمَهُم=على المَوتِ إذ عَزَّ النَّصيرُ المُساعِدُ تَصَدُّوا لنَيلِ العِزِّ في عالَمِ البَقَا=فهَانَت علَيهم فيهِ تِلكَ الشَّدائِدُ إذا ازدَحَموا نَحوَ العِداةِ تَفَرَّقوا=كَشَاءٍ بها عاثَت أُسُودٌ حَوَارِدُ فما بَرَحوا في حَومَةِ الحَربِ و الرَّدى=يَجولُ بِهِم المَوتُ هاوٍ و صاعِدُ إلى أن فَنَوا خُمصَ البُطونِ طِوَىً و قد=أُعِدَّت إلَيهم في الجِنانِ الموائِدُ إلى اللهِ وَفَّوا بالعُهُودِ بساعَةٍ=بها قلَّ مَن وَفَّى بعَهدٍ مُعاهِدُ بنَفسي حُسَيناً بعدَ مَصرعِ صَحبِهِ=يُكابِدُ مِن أعدائِهِ ما يُكابِدُ يَرى صَحبَهُ صرعى على الأرضِ جُثَّمَاً=عَليها خُيُولُ الظَّالِمِينَ تُطارِدُ و أطفالُهُ مِن شِدَّةِ الحُزنِ و الظَّما=بِأَكبادِها مِن لاعِجِ الوَجدِ واقِدُ و أعداؤُهُ من حَولِهِ قَد تَحَلَّقوا=و كُلٌّ لِهُ مُبدي العَدَاوَةِ حاقِدُ تُناهِبُهُ سُمرٌ و بِيضٌ قواضِبٌ=إذا عَلَّ مِنهُ صادِرٌ جاءَ وارِدُ يُنادي أما فيكُم مُعينٌ يُعينُنا=و يَحمي عَلَينَا حِسبَةً و يُساعِدُ أما مِن مُحامٍ عَن حَريمِ مُحَمَّدٍ=يُجاهِدُ عَنهُم صابِراً و يُجالِدُ و أقبَلَ لِلنِّسوانِ يُوصي مُوَدِّعاً=وَدَاعَ حَبيبٍ راحِلٍ لا يُعاوِدُ يَقولُ و دَمعُ العَينِ يَهمي بِخَدِّهِ=و زَفَراتُهُ حُزناً علَيهِم صَوَاعِدُ عَلَيكُم بِتَقوى اللهِ و الصَّبرِ و العَزَا=فما أحَدٌ في هذه الدارِ خالِدُ ألسنا فقدنا خَيرَ جَدٍّ و والِدٍ=و هل بعدَهُم يَستَصعِبُ الفَقدَ فاقِدُ و لا بُدَّ أن تغتالَني أسهُمُ الرَّدى=و تَرفَعُ رأسي الذَّابِلاتُ المَوَائِدُ و يُخضَبُ شَيبي مِن دَمي و تَرُضَّني=خُيُولُ الأعادي الصًّافِناتُ الرَّواعِدُ و تُسبى حَريمي بَعدَ صَونٍ و عِزَّةٍ=و يُنهَبُ مِن رَحيلي طَريفٌ و تالِدُ و مَرَّ إلى حَربِ الأعادي مُجاهِداً=فَنِعمَ المُحامي و النَّصيرُ المُجاهِدُ إذا جالَ بِالأبطالِ في حَومَةِ الوَغَى=فَصَرفُ الرَّدى سَيفٌ و دِرعٌ مُساعِدُ إلى أن دعاهُ اللهُ حُباً و غِيرَةً=عَلَيهِ فَلَبَّى و هوَ للهِ حامِدُ و خَرَّ على عَفرِ الصَّعيدِ مُجَدَّلاً=و نُورُ عُلاهُ في السَّماواتِ صاعِدُ و لَم أنسَ أُختَ السِّبطِ إذ بَصُرَت بِهِ=و شِمرُ الخنا مِن فَوقِ مَتنَيهِ قاعِدُ و في يَدِهِ السَّيفُ الصَّقيلُ مُجَرَّداً=على صَفحَتَيهِ لِلمَنُونِ شَوَاهِدُ فَخَرَّت علَيهِ والِهاً مُستَغِيثَةً=و لِلشِّمرِ في ذَبحِ الحُسَينِ تُناشِدُ تَقولُ لَهُ يا شِمرُ هل أنتَ جاهِلٌ=ذَبيحَكَ أم للهِ و الدِّينِ جاحِدُ لَهُ المُصطفى و المُرتضى سيِّدُ الورى=و فاطِمَةٌ أُمٌّ و جَدٌّ و والِدُ أيا شِمرُ ذا كَهفُ الورى و مَلاذُهُم=جَميعاً و مَن تُلقى إلَيهِ المقالِدُ أيا شِمرُ ما لِلدِّينِ و العِلمِ و الهُدى=و كُلُّ البَرايا غَيرَ ذا الشَّخصِ واحِدُ فما رَقَّ شِمرٌ مِن بَليغِ مَقالِها=و مِن قَولِها حَقاً تَذوبُ الجَلامِدُ فدافَعَهَا عَنهُ و حَزَّ كَريمَهُ=و غادَرَهَا ضُرَّ الرَّزايا تَكَابِدُ و ظَلَّت تُنادي جَدَّها و دُمُوعُها=تَقصُرُ عَنها الواكِفاتُ الرَّواعِدُ أيا جَدَّنا لَو تَنظُرِ اليَومَ حالَنَا=و لَو كُنتَ لِلسِّبطِ الشَّهيدِ تُشاهِدُ تَعِلُّ بِهِ السُّمرُ العَوالي مِنَ القنا=و تَنهَلُ مِنهُ الصَّافِناتُ الفَرَانِدُ (1) خَضيباً بِفَيضِ النَّحرِ قَد وَرَدَ الرَّدى=ذَبيحاً و قَد سُدَّت عَلَيهِ المَوَارِدُ و كانَ لنا حِصناً حَصيناً و مَلجَأً=إذا نابَ خَطبٌ و اعتَرَتنا الشَّدائِدُ أيا جَدَّنا هذي بناتكَ حُسَّراً=تَخِبُّ بها في السَّيرِ بُزلٌ جَوَاهِدُ (2) تَئِمُّ دِمَشقَ الشَّامَ ثَكلى و نَوحُها=تَعَلَّمُ مِنهُ السَّاجِعاتُ الفواقِدُ فلا قُدِّسَت أرضُ الشَّآم و أهلَهَا=و لا جادَ لها مِن واكِفِ المُزنِ جائِدُ أيا شيعَةَ المُختارِ صَبراً على الأذى=فما أعيُنُ الأوتارِ عَنهُم رَوَاقِدُ و إنِّي لأرجُو قُرَّةَ العَينِ عِندما=أرى القائِمَ المَهديَّ و الجَيشَ حاشِدُ و مِن آلِ ضَيفِ الله خَلفي أماجِدٌ=لَهُم فُلقُ هاماتِ الأعادي عَوَائِدُ و في ساعِدي سَيفٌ صَقيلٌ مُهَنَّدُ=فلا فُلَّ مَصقولٌ و لا شُلَّ ساعِدُ هُنالِكَ يَحظَى أحمَدٌ بالمُنى و ما=عَلَيهِ قَديماً حَظَّ جَدٌّ و والِدُ أيا سادَةٌ جَلُّوا فَجَلَّ مُصابُهُم=و طابوا فطابَت لِلمَوَالي المَوَالِدُ بِكُم طابَ ميلادي و صَحَّت عَقيدَتي=و يا فَوزَ مَن صَحَّت لَدَيهِ العقائِدُ فها أنا مَولاكُم و مَولى وَلِيِّكُم=و عَن غَيرِكُم و الحمدُ للهِ حائِدُ فَمِنُّوا على كُلِّ المَوَالي بِأَمنِكُم=إذا أمَنَ المَولَى و خَافَ المُعانِدُ عَلَيكُم سلامُ اللهِ ما قامَ قانِتٌ=بِجُنحِ الدُّجى أو خَرَّ للهِ ساجِدُ
Testing