بَــدَت نـارُهُـم لَـيـلاً لـنـا أيـمَـنَ
الـشُّـعبِ فـأطـفى سـنـاها مــا تـأجَّـجَ فــي
قَـلبي
فَـبَـشَّـرتُ صَـحـبي بـالـلِّقا بَـعـدَ
يَـأسِـهِمُ و أومَــأتُ لِـلـحادي إلـى نَـحوِها مِـل بـي
فَـلـمـا تـلاقَـيـنا اجـتـمـعنا عــلـى الـرِّضـا و أعــرَضَ كُـلٌّ عَـن شَـكَاةِ و عَـن
عَـتبِ
رَكَـبـنا عَـظـيماتِ الـشَّـدائِدِ فـي
الـسُّرى و فــي الـسَّيرِ حـتى بُـدِّلَ الـبُعدُ
بـالقُربِ
إذا كـــانَ وَصـــلُ الـحُـبِّ لِـلـسَّيرِ
غـايَـةٌ و جَـدنَا يَـقيناً راحَـةَ الـسَّهلِ فـي
الصَّعبِ
ألَـــم تَـــرَ لاسـتِـحـلاءِ أصــحـابِ
كَــربَـلا مَــرَارَةَ مــا لاقُــوهُ فـي مَـعرِكِ
الـحَربِ
تَــجَــلَّــى إلَــيــهِـم م يَـــكــونُ
أقَـــلُّــهُ مُـشـاهَدَةُ الـحُـورِ الـحِـسانِ بــلا
حُـجـبِ
فـهـانَـت عـلَـيـهم عِــنـدَ ذاكَ
نُـفُـوسُـهُم و كُــلُّ جَـلـيلٍ هَـيِّـنٌ فــي رِضــى
الـرَّبِّ
فَـهَـل ضَـرَّهُـم مِــن بَـعدِ ذلِـكَ أن
غَـدَت جُـسُومُهُمُ بـالطَّفِّ صَـرعى عـلى
الـتُّربِ
و أن قَــد عَـلَت رُوسَ الـرِّماحِ
رُؤُوسُـهُم تُـــواري إذا جَــنَّ الـدُّجـى نَـيِّـرَ
الـشُّـهبِ
و إن أنـسَ لا أنـسى الـحُسَينَ ابـن
خِيرَةِ الـنَّبِيِّينَ والي الناسِ في الشَّرقِ و
الغَربِ
يَـصـولُ عـلـى الأعــداءِ مِــن غَـيرِ
نـاصِرٍ و يَـخـتَـطِفُ الأرواحَ بـالـقـاطِعِ
الـعَـضـبِ
إذا كَــــرَّ صـــارَ الــدَّهـرُ يَـخـفِـقُ
قَـلـبُـهُ و يَـرهَـبُهُ الـمَـوتُ الـمُـميتُ مِـنَ الـرُّعبِ
يُـجـالِـدُهُـم بـالـسَّـيـفِ طَــــوراً و
تـــارَةً يُـخـاطِـبُهُم بـالـنُّـصحِ و الـلَّـومِ و
الـعَـتبِ
يَــقــولُ لَــهُــم إن تَـجـهَـلـوني
فَــإنَّـنـي بِـغَـيـرِ افـتِـخارٍ سَـيِّـدُ الـعُـجمِ و
الـعُـربِ
و قـــد فَـــرَضَ اللهُ الـمُـهَـيمِنَ
طـاعَـتي و أوجَــــبَ فـــي آيـــاتِ قُــرآنِـهِ
حُــبِّـي
فــمـا بـالُـكُـم حَـلَّـلـتُمُ الــيَـومَ
حُـرمـتي و سَــوَّغـتُـمُ قَـتـلـي و جَــوَّزتُـمُ
حَــربـي
أتَـرجـونَ مِــن جَــدِّي الـنَّبيِّ و مِـن
أبـي شـفـاعَـتَهُ و الــشُّـربَ بـالـكَوثَرِ
الـعَـذبِ
أسِــبــطُ رَســـولِ الله يَـهـلَـكُ
بـالـظَّـما و هـــذا مُــبـاحُ الــمـاءِ مَـكـرَعَةُ
الـكَـلبِ
فَــلَــم يَــنـفَـعِ الـنُّـصـحُ الـبَـلـيغُ
لَـدَيـهِـمُ و مــالــوا عَــلَـيـهِ بـالـمُـهَـنَّدَةِ
الـعَـضـبِ
و حَــطُّـوهُ عَـــن ظَـهـرِ الـجـوادِ
مُـجَـدَّلاً بِــسُـرعَـةِ لُــقـيـا رَبِّـــهِ فَـــرِحَ
الـقَـلـبِ
فـيا لَـيتَ عَـينَ الـمُصطفى الـطُّهرِ أحـمَدٍ تُـشـاهِدُه بـالـطَّفِّ يَـفـحَصُ فــي
الـتُّربِ
و تَـشـهَـدُ شِــمـراً حِــيـنَ حَـــزَّ
كَـريـمَـهُ و عَــلَّاهُ عُـدوانـاً عـلـى مُـصـمَتِ
الـكَعبِ
و يـــا حَــيـدَرَ الـكَـرَّارَ هَــل أنــتَ
عـالِـمٌ بـمـا قَــد جَـنَـتهُ فــي بَـنـيكَ بَـنـو حَــربِ
مَـلَـكـتَهُمُ بـالـسَّـيفِ قَــهـراً و لَــم
تَــزَل سَـجـيَّتُكَ الـصَّـفحَ الـجَـميلَ عَــنِ
الـذَّنبِ
فــجـازوكَ إذ أعـطـاهُـمُ الــدَّهـرُ
مَـكـنَـةً بِـأقبَحِ مـا استَطَاعوا مِنَ القَتلِ و
السَّلبِ
و هَـتـكِ حَـريـمٍ لا تَــرَى الـشَّـمسَ
عِـفَّةً و صَـونـاً بِـلا سِـترٍ عـلى الـعُجُفِ
الـجُربِ
و سَــــوقِ حَــبـيـبِ اللهِ حَــقـاً و
جَـنـبِـهِ و حُـجَّـتِـهِ بـالـعُنفِ و الـزَّجـرِ و
الـضَّـربِ
إلــــى كــافِــرٍ باللهِ و الــشَّــرعِ
جُـمـلَـةً و مُـسـتَهزِئٍ بـالـدِّينِ و الـرُّسلِ و
الـكُتبِ
فَــيَـا نَـكـبَـةً فـــي الـنـاسِ عَــمَّ
بَـلاؤُهـا و خَـطـباً عَـظـيماً جَـلَّ ذلِـكَ مِـن
خَـطبِ
و نـــــارَ مُـــصــابٍ أحــرَقَــت
لَـهَـبَـاتُـها قُـلوبُ الـوَرَى إلَّا أُولـي البُغضِ و
النَّصبِ
و يــا وَقـعَـةً عُـظـمى تَـهِـدُّ قِـوى
الـعُلى و تَـتـرُكُ عَـيـنَ الـمَـجدِ دائِـمَـةَ
الـسَّـكبِ
أسِــبــطُ رَســــولِ الله يُــذبَــحُ
ظـامِـيـاً إلــى الـمـاءِ يَـرنو لَـيسَ يَـظفَرُ
بـالشربِ
و يُـمـسـي يَــزيـدٌ فـــي الأنـــامِ
مُـمَـلَّكاً يَـدينُ إلَـيهِ الـناسُ فـي الـشَّرقِ و
الغَربِ
و آلُ رســـولِ الله فـــي الأرضِ
خُـــوَّفٌ و آلُ زيــــادِ الــرِّجـسِ آمِــنَـةُ
الــسَّـربِ
و تُـسـبى بـنـاتُ الـمُصطفى بَـعدَ
صَـونِها و نَـسلُ الـزَّواني فـي الـصِّيانَةِ و
الحُجبِ
فـيـا كَـبِـدي ذوبـي و يـا زَفـرتي
اصـعَدي و يــا سَـلـوتي غـيبي و يـا مُـقلتي
صُـبِّي
عـلـى مِـثـلِهِم يُـسـتَقبَحُ الـصَّـبرُ و
الـعـزا و يُحسَنُ صَرفُ العُمرِ في النَّوحِ و
النَّدبِ
ســأبـكـي بِــمِـذرارِ الـمَـدَامِـعِ و
الــدِّمـا إذا بَـخِـلَـت بـالـقـطرِ و كــافَـةُ
الـسُّـحبِ
إلـــى أن يَـقـومَ الـعـدلُ مــن آلِ
أحـمَـدٍ و يَـكـشِفُ عَـنَّـا غُـمَّـةَ الـضُّـرِّ و
الـكَـربِ
و يَــرفــعُ مَـخـفـوضَ الـمُـحِـبينَ
فَـتـحُـهُ و يَـكـسِرُ جَـزمـاً مــا بَـنـاهُ أُولُـو
الـنَّصبِ
أَغَــوثَ الــورى عَـجِّل فـقد عـيلَ
صَـبرُنا و ضـاقَـت عـلينا الأرضُ مـولايَ
بـالرَّحبِ
إلامَ الــجِـيـادُ الــجُــردُ تَـصـلِـكَ
لُـجـمَـهَا و تَـركُضَ في الأرسانِ شوقاً إلى
الحَربِ
و أسـيـافُـنا مَـــولايَ مِـــن بُـعـدِ
عَـهـدِها مِـنَ الـسَّلِّ تَـشكو عِلَّةَ اللَّبثِ في
القُربِ
مـتـى أحـمَـدُ الـعـاني يَــرَى رايَـةَ
الـهُدى مَعَ الصِّنجَقِ المَنصورِ في الحَربِ بالرُّعبِ
و مِـــن آلِ ضَــيـفِ الله خَـلـفي
عِـصـابَةٌ سَـجـيَّـتُها الإقـــدامُ لِـلـطَّـعنِ و الـضَّـربِ
هُــنـالِـكَ يَــقـضـي لِـلـمَـعـالي
حُـقـوقَـهَا و يُـظهِرَ مـا قَـد كـانَ أُضـمِرَ فـي
الـقَلبِ
أيــــا ســــادَةً أعـدَدتُـهُـم لـــي
وَسـيـلَـةً إذا أنــا فــي حَـشري قَـدِمتُ عـلى
رَبِّـي
إذا جِــئـتُ فـــي يَـــومِ الـمَـعَـادِ
بِـحُـبِّكُم و بُـغضِ عِـداكُم سـادَتي لَـم أخَـف
ذَنـبي
مَـحَـبَّتُكُم فــي نَـيـلِ مــا أرتـجـي و
فـي كِـفـايَةِ مــا أخـشـاهُ مِــن ضَـرَرٍ
حَـسبي
رَجَـوتُـكُـم أن تَـشـفَـعوا لـــي و
والِــدِي و أُمِّــي و إخـوانـي و وِلــدِيَ و
الـصَّـحبِ
و مُـسـتَـمـعِ شِــعـري و قــاريـهِ
فـيـكُـم و كُـــلِّ شَـريـكٍ فــي الـتَّـشَيُّعِ و
الـحُـبِّ
وَفَــدنــا عـلَـيـكُـم واثِــقـيـنَ
بِـفَـضـلِـكُم جَـميعاً و رِفـدُ الـوَفدِ مِـن شـيمَةِ
الـعُربِ
عَـلَـيـكُم سَـــلامُ اللهِ مــا إن بـكُـم
دَعَــا مِـنَ الـنَّاسِ مَـكروبٌ فَـنُجِّي مِـنَ
الكُربِ