لِـلـقـلبِ مِـــن وارِدِ الإخـــلاصِ
عَـيـنانِ مَـجـبـولَـتانِ عــلــى عِــلـمٍ و
عِــرفـانِ
كِـلـتـاهُـما لِــجَـمـالِ الــحُــبِّ
شــاهِـدَةٌ لا يَـرجَـحَـانِ لَـــدَى وَصـــلٍ و
هُـجـرَانِ
جِـزنـا بِـقُـربِ الـحِـمى و الـلَّيلُ
مُـعتَكِرٌ مِــنَ الـظَّـلامِ و وَجــهُ الأُفــقِ
ظَـلـمَانِ
فَـأثـبَـتَ الـقَـلبُ مِــن عِـرفـانِ
سـاكِـنِهِ عِــرفـانُـهُ لَـــم يُـشِـبـهُ نَـــوعُ
نُــكـرانِ
و أخــبَــرَ الــعَـيـنَ فـانـهَـلَّـت
مُــبـادِرَةً بِـمَـدمَـعٍ فَـــوقَ صَــحـنِ الــخَـدِّ
هَـتَّـانِ
حَـتَّـى نَـزَلـنا عـلى الـمَحبوبِ
فـارتَفَعَت مَـوَانِـعُ الـوَصـلِ مِــن قـاصٍ و مِـن
دانِ
و دارَ مــا بَـيـنَنا كــأسُ الـوِصـالِ
عـلـى رَغـمِ الـرَّقيبِ و رَغـمِ الـحَاسِدِ
الـشَّاني
فَــيـا لَــهـا نَــشـوَةً قَـــد ذُقــتُ
لَـذَّتـها مِـن خَـمرَةِ الـحُبِّ لا مِـن خَـمرَةِ
الحانِ
فـــي جَــنـبِ ذلِــكَ هـانَـت كُــلُّ
نـائِـبَةٍ رَكِـبـتُـها لَـــم أكُـــن بـالـقَاصِرِ
الـوانـي
مَـن كـانَ مـا يَـرتَضي الـمَحبوبُ
مَطلَبُهُ لَـــــم يُــغـلِـهِ فَــقــدُ أرواحٍ و
أبــــدانِ
ألا تَـرَى الـسِّبطَ يَـومَ الـطَّفِّ كَيفَ
سَخا بـالـنَّـفسِ مـــا بَـيـنَ سَـيَّـافٍ و
طَـعَّـانِ
يَـلـقى الـسُّـيوفَ بِـوَجـهٍ مُـشرِقٍ
طَـلِقٍ كـــأنَّـــهُ يَــتَــلَـقَّـى خَـــيــرَ
ضــيــفـانِ
و كَــيـفَ لا و نَــشـاطُ الــحُـبِّ
يَـقـدِمُهُ عــلــى الـمَـكَـارِهِ لا إقـــدامَ
شُـجـعـانِ
و مـا الـشَّجاعَةُ في شأنِ الحُسَينِ و
ما الـشَّـجـاعَةُ شَـــيءٌ عِــنـدَ ذي
الــشَّـانِ
لــكِــنَّـمـا هـــــو سِـــــرُّ اللهِ
أبـــــرَزَهُ فـي مَـظهَرِ الـقَهر فـي مِـصداقِ
إنسانِ
يَـــدُ الـحُـسَـينِ يَـــدُ الله الـتـي
غَـلَـبَت قَـهـراً عـلـى كُــلِّ ذي عِــزٍّ و
سُـلـطانِ
فَـــظَــلَّ يَــخـتَـطِـفُ الأرواحَ
صــارِمُــهُ مِــثـلُ الـشَّـهـابِ إذا أهــوى
لِـشَـيطانِ
حَـــتَّــى دعـــــاهُ مَــلــيـكٌ وَدَّ
زُلــفَـتَـهُ شَــوقــاً إلَــيـهِ فَـلَـبَّـى غَــيـرَ
كَــسـلانِ
فَـخَـرَّ مُـلـقىً عـلى الـرَّمضاءِ
مُـنصَرِعاً بِـنَـبـلَةٍ أُرسِــلَـت عَــن قَــوسِ
طُـغـيانِ
مُــسـتَـبـشِـراً بِــلِــقــاءِ اللهِ
مُـبـتَـهِـجـاً ذا خـــاطِـــرٍ لِـــجَـــلالِ اللهِ
وَلـــهـــانِ
يَــكـادُ يَـسـبِقُ مَـحـتومَ الـقَـضاءِ
عـلـى فِــــراقِ دُنــيـاهُ مِـــن شَـــوقٍ
لِــدَيَّـانِ
إذا بِـشِـمـرِ الـخَـنـا قَـــد جـــاءَهُ
عَـجِـلاً يَــسـوقُـهُ لِــشَـقَـاهُ سَــــوطُ
خِــــذلانِ
يَـــرومُ أمـــراً عَـظـيـماً جَـــلَّ
مَـوقِـعُهُ فــي الـدِّيـنِ عــن شَـرحِهِ يَـوماً
بِـتِبيانِ
تَـبَّـت يَــدا شِـمـر فـيما قـد جَـناهُ
عـلى الإســــلامِ مُـبـتَـغـياً مَــرضــاةَ
أوثــــانِ
إن كــانَ مَـقـتَلُهُ أرضــى يَـزيـدَ و
مَــن ضـاهـاهُ مِــن أدعِـيـا حَــربٍ و
مَــروَانِ
فَــقَـد أقـــامَ لَـــهُ أهــلُ الـسَّـماءِ
بِـهـا مَــآتِـمـاً و اكــتَـسَـوا أثــــوابِ
أحـــزَانِ
لَـهـفـي لَـــهُ مِــن قَـتـيلٍ عَــزَّ
مـفـقَدُهُ فــي الـنَّـاسِ لا سِـيَّـما فِـهـرٍ و
عَـدنـانِ
إن سَــــرَّ آلَ زيـــادِ الــرِّجـسِ
مَـقـتَـلُهُ فـالـمُصطفى الـطُّهرُ و الـزَّهرا
شَـجِيَّانِ
أو بُــلَّ مِــن دَمِــهِ وَجــهُ الـثَّـرى
فَـلَقَد أبـكـى الـسَّـماواتِ حُـزناً بـالدَّمِ
الـقاني
و تَـحسِدُ الأرضَ فـي ذاكَ الـسَّماءُ و
قَد يَـفـوتُ أهــلَ الـعُـلى مــا نـالَـهُ
الـدَّاني
سُـحـقاً لأرجــاسِ حَــربٍ إنَّـهُـم
رَكِـبـوا أمـــراً عَـظـيماً و خَـطـباً مــا لَــهُ
ثــانِ
لَــم يَـكفِهِم قَـتلُهُم سِـبطَ الـنَّبيِّ و
مَـن واســاهُ بـالـنَّفسِ مِــن وِلــدٍ و
إخــوانِ
و قَـتـلُـهُـم صَـحـبَـهُ الــغُـرَّ الأمــاجِـدَ
إذ بــاعـوا عــلـى اللهِ أرواحـــاً
بِــرِضـوانِ
و حَملِهِم رُوسَهُم مِثلَ الشُّمُوسِ و
لكِن كــانَ مَـطـلَعُها أطــرافُ خِـرصـانِ
(1)
عَـــن حَـمـلِـهِم لِـعَـزيـزاتِ الـنَّـبـيِّ
بِــلا سِـتـرٍ عـلـى الـنِّـيبِ فـي قَـفرٍ و
بُـلدانِ
بِـــــلا غِـــطــاءٍ و لا سِـــتــرٍ
يـجَـلِّـلُـهـا عَـــن أعــيُـنِ الــنَّـاسِ إلا فَـضـلُ
أردانِ
و سَـوقِـهِم لِـعَـليِّ بـنِ الـحُسَينِ و
تِـلكَ الــطَّــاهِــراتِ بِـــأغـــلالٍ و
أرســـــانِ
أمــامَـهُـم رأسُ مَــولاهُــم و
سَـيِّـدُهُـم فــي رأسِ رُمــحٍ خَـضيباً بـالَّدمِ
الـقاني
و خَـلـفَـهُم صِـبـيَةٌ حَــرَّى الـقُـلُوب
بِــلا والٍ يُـــدافِــعُ عَــنـهـا شَــــرَّ
عُــــدوانِ
إذا تَـوَقَّـدَ فـي أكـبَادِها الـكَمَدُ
الـمُضني و شَـــبَّــت بِـــهــا نِـــيــرانُ
أحـــــزانِ
تَـظَـلُّ تَـهـتِفُ سِــراً بـالـنَّبيِّ و
بـالوَصيِّ يــــــا سَـــيِّــدَي ســـــاداتِ
عَـــدنــانِ
هــل تَـعـلَمانِ بِـمـا ســاقَ الـقَـضَاءُ
لَـنا مِــن بَـعدِكُم مِـن بَـني حَـربٍ و
مَـروانِ
هــا نَـحنُ نُـحمَلُ فـي ذُلِّ الـسِّباءِ و
هـا تِــيـكَ الـرِّجـالُ عـلـى وَعــرٍ و
غِـيـطَانِ
أبـدانُـهُـم فــي الـفَـيافي لا رُؤُوسَ
لَـهـا و هـــا رُؤُوسُــهُـمُ مِـــن غَــيـرِ
أبـــدانِ
و قُــرَّةُ الـعَـينِ مَـولانـا الـحُسَينُ و
مَـن نَــرجـو لَــنـا واقـيـاً مِــن كُــلِّ
عُــدوانِ
نــالَـت أُمَــيَّـةُ مِـنـهُ فَــوقَ مــا
طَـلَـبَت و أدرَكَـــت مِــنـهُ وِتـــراً مُــنـذُ
أزمــانِ
بَـــنــي أُمَـــيَّــةَ لا تَــغــتَـرَّ
أنــفُـسُـكُـم بِــمــا أصَــبـتُـم فَـعُـقـبـاكُم
لِـخُـسـرانِ
و إن تَــلَـقَّـفـتُـمُ الــدُّنــيــا
بِـجُـمـلَـتِـهـا كــأُكـرَةٍ وَقَــعَـت فـــي كَـــفِّ
صِـبـيانِ
فَــسَـوفَ يَـظـهَـرُ مِـــن آلِ الـنَّـبيِّ
لَـنـا إمــــــامُ حَـــــقٍّ بِـــآيــاتٍ و
بُـــرهــانِ
تَـحِـفُّـهُ مِـــن جُـنُـودِ اللهِ أُســدَ
شــرَىً مـــا دَنَّــسـوا طــاعَـةً مِـنـهُم
بِـعِـصيانِ
الــفَـتـحُ يَــقـدِمُـهُ و الــسَّـعـدُ
يَـخـدِمُـهُ فــي الـفَـتكِ مِـخـذَمُهُ و الـمَوتُ
سَـيَّانِ
هُــنــاكَ أحــمَــدُ يُــبــدي مـــا
يُـكَـتِّـمُهُ قِـــدمــاً و يُــبــدِلُ إســــراراً
بــإعــلانِ
يَــصـولُ بـالـسَّـيفِ تَـقـفـوهُ
ضَـرَاغِـمَـةٌ مِــثــلَ الأُسُــــودِ إذا جــالُــوا
بِـمَـيـدانِ
بَـنـو أبــي آلِ ضَـيـفِ اللهِ قَــد
مَـزَجُـوا مَـهَـابَـةَ الأُســـدِ فـــي إخـبَـاتِ
رُهـبـانِ
نَـــحـــنُ الَّـــذيــنَ وَلاءُ الآلِ
مــازَجَــنَـا فـــي أصـــلِ تَـكـويـنِ أرواحٍ و
أبـــدانِ
طـــابَــت بِـطِـيـبِـهِـمُ آبـــاؤُنــا
كَـــمَــلاً و الأُمَّــهَـاتُ و نَــرجـو طِــيـبَ
وِلـــدَانِ
و نَــحـنُ أجـمَـعـنَا مِـنـهُـم لَــهُـم
بِــهِـمُ كُـــنَّــا وَعُـــدنَــا و أيــقَــنَّـا
بِــرِضــوَانِ
عَـلَـيـهِمُ سَـلَّـمَ الـرَّحـمانُ مــا
سَـلِـمُوا في الذَّاتِ و الوَّصفِ عَن عَيبٍ و نُقصانِ