إلامَ تَــسِــحُّ مَــدمَـعَـكَ
الـهَـمـولا و تَـسـتَـفتي الـمـنازِلَ و
الـطُّـلولا
و تَـهـتِفُ بـالـعَقيقِ و ذاتِ
عِــرقٍ و تَــذكُـرُ أرضَ نَــجـدٍ و
الـذُّحُـولا
و تَــطـرَبُ لِـلـحَـجُونِ و
سـاكِـنِـهِ و تَـعـشَقُ ذلِــكَ الـرَّشَـأَ
الـجَـميلا
ألَــم تَـسـمَع مُـصـاباً جَــلَّ
وَقـعـاً و رِزءاً مُــعـضِـلاً صَــعـبـاً
جَـلـيـلا
مُــصـابٌ هَــزَّ عَــرشَ اللهِ
حُـزنـاً و أبكَى المُصطفى الطُّهرَ الرَّسولا
و أحـــرَقَ قَـلـبَ فـاطِـمَةٍ
لَـظَـاهُ و أورَثَ حَــيــدراً حُــزنـاً
طَــويـلا
غَــدَاةَ قَـضى ابـنُ فـاطِمَةٍ
ذَبـيحاً عــلـى ظَــمَـإٍ و مــا بَــلَّ
الـغَـليلا
و أضـحى جِـسمُهُ بـالطَّفِّ
مُـلقىً بِـقـانـي فَــيـضِ مَـنـحَرِهِ
غَـسـيلا
بِـنَـفـسي أفـتَـديـهِ حِــيـنَ
يَـدعـو أرَاذِلَ عُــصـبَـةٍ ضَــلُّـوا
الـسَّـبـيلا
أيـــا قَـــومُ انـسِـبونا و
اعـرِفـونا و فـيـنـا راقِــبـوا الـــرَّبَّ
الـجَـليلا
ألَــيـسَ مُـحَـمَّـدُ الـمُـختارُ
جَــدِّي أجَــــلُّ الأنــبـيـا نَــسَـبـاً و
جــيـلا
و والِـدي الَّذي في الحَشرِ
يَسقي ظَــمَـاةَ الـنَّـاسِ عَـذبـاً
سَـلـسَبيلا
و أُمــي طُـهِّرَت مِـن كُـلِّ
رِجـسٍ لِــذلِــكَ سُـمِّـيَـت طُــهـراً
بَــتـولا
ألَـسـنـا نَــحـنُ حَـبـلُ اللهِ
فـيـكُم مَـــعَ الــقُـرآنِ و الـثِّـقـلِ
الـثَّـقيلا
و أوصــاكُـم رَســـولُ اللهِ
قِـدمـاً بِـطـاعَـتِنا فــلا تَـعـصوا
الـرَّسـولا
فــمـا قَـبِـلـوا نَـصـيـحَتَهُ و
لــكِـن لَـــهُ حَـمَـلـوا الأسِـنَّـةَ و
الـنُّـصُولا
فَــكَــرَّ عَـلَـيـهِـمُ بــثـبـاتِ
قَــلـبٍ و حَـكَّـمَ فـيـهِمُ الـسَّـيفَ
الـصَّقيلا
فَــلَــمَّــا أن دَعَـــــاهُ اللهُ
حُـــبــاً أجــابَ مُـسارِعاً و سَـعَى
عَـجولا
و خَــرَّ عَـنِ الـجَوَادِ فَـدَتهُ
نَـفسي عــلـى الـبَـوغاءِ مَـنـصَرِعاً
جَـديـلا
رَضَـــى بِـقَـضَـاءِ خـالِـقِـهِ
مُـحِـبَّـاً لِــلُــقــيـاهُ بِــمُـهـجَـتِـهِ
بَــــــذولا
فَـيَـا لَــكَ مِــن مَـقَـامٍ جَـلَّ
قَـدراً يَـــرِدُّ الــطَّـرفَ مُـنـحَسِراً
كَـلـيلا
فــلا عَـجَـبَاً إذا مــا الأرضُ
مـادَت بـأهـلِـيـهـا و كــــادَت أن
تَــــزولا
و حَـــقٌّ لِـلـسَّـماواتِ الـعُـلـى
إن غَــدَت حُـزنـاً تُـسِـحُّ دَمــاً
هَـطولا
و لِـلـقَـمَرَينِ إن كُـسِـفـا
جَـمـيـعاً لِـمَـصـرَعِـهِ و إن ألِــفــا
الأُفُـــولا
و ظَـلَّ الـمُهرُ بَـعدَ الـسِّبطِ
يَـنعى عَــلَـيـهِ و يَــمـلأُ الـبَـيـدا
صَـهـيـلا
و يَــمَّـمَ لـلـنِّـساءِ بِــسـوءِ
حـــالٍ خَــلـيِّ الـسَّـرجِ مُـنـذَعِراً
جَـفـولا
يُـخَـبِّـرهُم بــأنَّ الـسِّـبطَ
أضـحـى عــلـى الـرَّمـضـاءِ مُـنـجَدِلاً
قَـتـيلا
و حَـيـثُ رأيـنَـهُ و الـسَّـرجُ
خــالٍ فَـقَـدنَ لِـسـوءِ مَـنـظَرِهِ
الـعُـقُولا
و شَـقَّـقنَ الـجُيُوبَ لِـفَرطِ
حُـزنٍ و أبــدَيــنَ الـنِّـيـاحَـةَ و
الــعَـويـلا
و زَيـنَبُ مِـن عَـظيمِ الـوَجدِ
تَدعو أخــاهــا و الـمُـحـامي و
الـكَـفـيلا
أخــي يــا تــاجَ عِـزِّي و
افـتِخاري بُـعَادُكَ سـاقَ لـي الـحُزنَ
الطَّويلا
أخــي يــا خَـيـرَ مَـقـتولٍ
أُصـيبَت بِـــهِ أهـــلُ الـــوَلا جــيـلاً
فَـجـيلا
إذا قَــبُـحَ الـبُـكـاءُ عــلـى
قَـتـيـلٍ رَأيــتُ بُـكـاءَكَ الـحَـسَنَ
الـجَميلا
مُـصابُكَ يـا حُـسَينُ أذابَ
جِسمي و أورَثَــنـي الـمَـضَـرَّةَ و
الـنُّـحـولا
أخـــي مَـــن ذا خِـلافَـكَ
أرتَـجـيهِ إذا قَــطَـعَ الــزَّمـانُ لـنـا
وَصــولا
أخــي لــو أنَّـنـي أتـلَـفتُ
نَـفسي لَــكَـانَ لِـعِـظـمِ مَـرزِيَـتـي
قَـلـيلا
أخـــي إنَّ الــرَّزايـا قَـــد
عَـرَتـنـا و كُــنـتَ لــهـا إذا نَــزَلَـت
مُـزيـلا
أخـــي مَـــن ذا عَـقـيـبُكَ
لِـلـبَرايا يَــكــونُ لَــهـا إذا ضَــلَّـت
دَلــيـلا
ألا يـــا آلَ غــالِـبَ هَـــل
عَـلِـمتُم بِـــأَنَّ عَـزيـزَكُـم أضــحـى
ذَلــيـلا
و أنَّ الــيَــومَ سَــيِّـدُكُـم
جَـمـيـعاً أعَــــزُّ الــنَّــاسِ قـاطِـبَـةً
نَــزيـلا
تُـحَـطِّـمُهُ الـسَّـنـابِكُ و هــوَ
عــارٍ عــلـى الأوعـــارِ مُـنـعَفِراً
رَمـيـلا
و هـذا جِـسمُهُ فـي الأرضِ
مُلقىً و يَـعـلـو رأسُــهُ الـرُّمـحَ
الـطَّـويلا
و أنَّ بَــنَــاتَـهُ بـــالــذُّلِّ
تُــسـبـى و تَــبـقـى لا حَــمِــيَّ و لا
كَـفـيـلا
و أنَّ الـسَّـيِّـدَ الـسَّـجَّـادَ
أمــسـى يُـقـاسي الـجُـهدَ و الـقَـيدَ
الـثَّقيلا
يَـرَى نِـسوانَهُ في السَّبي
حَسرى عــلـى الأقــتـابِ حــائِـرَةً
ذُهُــولا
تَـــؤُمُّ يَــزيـدَ زِيـــدَ غَـــداً
عَـذابـاً و لَـعـنـاً مُـسـتَـديماً لَـــن
يَـــزولا
ألا يــــا ســـادَةً عَـــزُّوا و
جَــلُّـوا و لَـــم يُـخـلَـق لَـهُـم أبَــداً
مَـثـيلا
سَـأَسـكِبُ مَـدمَعي الـهَتَّانَ
فـيكُم و كُــنــتُ بِــــهِ لِـغَـيـرِكُمُ
بَـخـيـلا
مَـحَـضـتُكُمُ الـــوِدادَ بِـغَـيـرِ
مَـكـرٍ و لَـــم أُطِـــعِ الـمُـفَنَّدَ و
الـعَـذولا
أيَـخشى أحـمَدٌ فـي الحَشرِ
ضَيماً إذا كُــنـتُـم لَـــهُ عَــونـاً و
سُـــولا
نَـظَـمـتُ لَـكُـم عُـقُـوداً فــي
لآلٍ و لا أرجـــــو بِـــهــا إلَّا
الــقَـبـولا
مَـدَحـتُكُمُ بِـأسـنى الـقَـولِ
لـكِـن غَــدَا فــي جَـنـبِ فَـضـلِكُمُ
قَـليلا
و ذلِــــكَ لِاسـتِـجـابَـةِ أمـــرِ
بَـــرٍّ غَـــدَا لــي فــي مَـحَـبَّتِكُم
خَـلـيلا
يُــرَجِّــي فَـضـلَـكُـم أن
تَـجـعَـلُوهُ غَـــدَاةَ الـحَـشـرِ عِـنـدَكُـمُ
نَــزيـلا
كــذلِـكَ والِـــدَيَّ و كُـــلَّ
وِلـــدِي و إخــوانـي و حِــزبـي و
الـقَـبـيلا
نُـرَجِّـي أن نَـطـيبَ بِـكُـم
فُـرُوعـاً كــمــا طِـبـنـا بِـفَـضـلِكُمُ
أُصُـــولا
عَـلَـيـكُم سَـلَّـمَ الـبـاري و
صَـلَّـى مَـتَـى الـدَّاعـي بِـكُم نـالَ
الـقَبولا