شعراء أهل البيت عليهم السلام - ألسنا نحن حبل الله فيكم

عــــدد الأبـيـات
57
عدد المشاهدات
2922
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:37 صباحاً

إلامَ تَسِحُّ مَدمَعَكَ الهَمولا=و تَستَفتي المنازِلَ و الطُّلولا و تَهتِفُ بالعَقيقِ و ذاتِ عِرقٍ=و تَذكُرُ أرضَ نَجدٍ و الذُّحُولا و تَطرَبُ لِلحَجُونِ و ساكِنِهِ=و تَعشَقُ ذلِكَ الرَّشَأَ الجَميلا ألَم تَسمَع مُصاباً جَلَّ وَقعاً=و رِزءاً مُعضِلاً صَعباً جَليلا مُصابٌ هَزَّ عَرشَ اللهِ حُزناً=و أبكَى المُصطفى الطُّهرَ الرَّسولا و أحرَقَ قَلبَ فاطِمَةٍ لَظَاهُ=و أورَثَ حَيدراً حُزناً طَويلا غَدَاةَ قَضى ابنُ فاطِمَةٍ ذَبيحاً=على ظَمَإٍ و ما بَلَّ الغَليلا و أضحى جِسمُهُ بالطَّفِّ مُلقىً=بِقاني فَيضِ مَنحَرِهِ غَسيلا بِنَفسي أفتَديهِ حِينَ يَدعو=أرَاذِلَ عُصبَةٍ ضَلُّوا السَّبيلا أيا قَومُ انسِبونا و اعرِفونا=و فينا راقِبوا الرَّبَّ الجَليلا ألَيسَ مُحَمَّدُ المُختارُ جَدِّي=أجَلُّ الأنبيا نَسَباً و جيلا و والِدي الَّذي في الحَشرِ يَسقي=ظَمَاةَ النَّاسِ عَذباً سَلسَبيلا و أُمي طُهِّرَت مِن كُلِّ رِجسٍ=لِذلِكَ سُمِّيَت طُهراً بَتولا ألَسنا نَحنُ حَبلُ اللهِ فيكُم=مَعَ القُرآنِ و الثِّقلِ الثَّقيلا و أوصاكُم رَسولُ اللهِ قِدماً=بِطاعَتِنا فلا تَعصوا الرَّسولا فما قَبِلوا نَصيحَتَهُ و لكِن=لَهُ حَمَلوا الأسِنَّةَ و النُّصُولا فَكَرَّ عَلَيهِمُ بثباتِ قَلبٍ=و حَكَّمَ فيهِمُ السَّيفَ الصَّقيلا فَلَمَّا أن دَعَاهُ اللهُ حُباً=أجابَ مُسارِعاً و سَعَى عَجولا و خَرَّ عَنِ الجَوَادِ فَدَتهُ نَفسي=على البَوغاءِ مَنصَرِعاً جَديلا رَضَى بِقَضَاءِ خالِقِهِ مُحِبَّاً=لِلُقياهُ بِمُهجَتِهِ بَذولا فَيَا لَكَ مِن مَقَامٍ جَلَّ قَدراً=يَرِدُّ الطَّرفَ مُنحَسِراً كَليلا فلا عَجَبَاً إذا ما الأرضُ مادَت=بأهلِيها و كادَت أن تَزولا و حَقٌّ لِلسَّماواتِ العُلى إن=غَدَت حُزناً تُسِحُّ دَماً هَطولا و لِلقَمَرَينِ إن كُسِفا جَميعاً=لِمَصرَعِهِ و إن ألِفا الأُفُولا و ظَلَّ المُهرُ بَعدَ السِّبطِ يَنعى=عَلَيهِ و يَملأُ البَيدا صَهيلا و يَمَّمَ للنِّساءِ بِسوءِ حالٍ=خَليِّ السَّرجِ مُنذَعِراً جَفولا يُخَبِّرهُم بأنَّ السِّبطَ أضحى=على الرَّمضاءِ مُنجَدِلاً قَتيلا و حَيثُ رأينَهُ و السَّرجُ خالٍ=فَقَدنَ لِسوءِ مَنظَرِهِ العُقُولا و شَقَّقنَ الجُيُوبَ لِفَرطِ حُزنٍ=و أبدَينَ النِّياحَةَ و العَويلا و زَينَبُ مِن عَظيمِ الوَجدِ تَدعو=أخاها و المُحامي و الكَفيلا أخي يا تاجَ عِزِّي و افتِخاري=بُعَادُكَ ساقَ لي الحُزنَ الطَّويلا أخي يا خَيرَ مَقتولٍ أُصيبَت=بِهِ أهلُ الوَلا جيلاً فَجيلا إذا قَبُحَ البُكاءُ على قَتيلٍ=رَأيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا مُصابُكَ يا حُسَينُ أذابَ جِسمي=و أورَثَني المَضَرَّةَ و النُّحولا أخي مَن ذا خِلافَكَ أرتَجيهِ=إذا قَطَعَ الزَّمانُ لنا وَصولا أخي لو أنَّني أتلَفتُ نَفسي=لَكَانَ لِعِظمِ مَرزِيَتي قَليلا أخي إنَّ الرَّزايا قَد عَرَتنا=و كُنتَ لها إذا نَزَلَت مُزيلا أخي مَن ذا عَقيبُكَ لِلبَرايا=يَكونُ لَها إذا ضَلَّت دَليلا ألا يا آلَ غالِبَ هَل عَلِمتُم=بِأَنَّ عَزيزَكُم أضحى ذَليلا و أنَّ اليَومَ سَيِّدُكُم جَميعاً=أعَزُّ النَّاسِ قاطِبَةً نَزيلا تُحَطِّمُهُ السَّنابِكُ و هوَ عارٍ=على الأوعارِ مُنعَفِراً رَميلا و هذا جِسمُهُ في الأرضِ مُلقىً=و يَعلو رأسُهُ الرُّمحَ الطَّويلا و أنَّ بَنَاتَهُ بالذُّلِّ تُسبى=و تَبقى لا حَمِيَّ و لا كَفيلا و أنَّ السَّيِّدَ السَّجَّادَ أمسى=يُقاسي الجُهدَ و القَيدَ الثَّقيلا يَرَى نِسوانَهُ في السَّبي حَسرى=على الأقتابِ حائِرَةً ذُهُولا تَؤُمُّ يَزيدَ زِيدَ غَداً عَذاباً=و لَعناً مُستَديماً لَن يَزولا ألا يا سادَةً عَزُّوا و جَلُّوا=و لَم يُخلَق لَهُم أبَداً مَثيلا سَأَسكِبُ مَدمَعي الهَتَّانَ فيكُم=و كُنتُ بِهِ لِغَيرِكُمُ بَخيلا مَحَضتُكُمُ الوِدادَ بِغَيرِ مَكرٍ=و لَم أُطِعِ المُفَنَّدَ و العَذولا أيَخشى أحمَدٌ في الحَشرِ ضَيماً=إذا كُنتُم لَهُ عَوناً و سُولا نَظَمتُ لَكُم عُقُوداً في لآلٍ=و لا أرجو بِها إلَّا القَبولا مَدَحتُكُمُ بِأسنى القَولِ لكِن=غَدَا في جَنبِ فَضلِكُمُ قَليلا و ذلِكَ لِاستِجابَةِ أمرِ بَرٍّ=غَدَا لي في مَحَبَّتِكُم خَليلا يُرَجِّي فَضلَكُم أن تَجعَلُوهُ=غَدَاةَ الحَشرِ عِندَكُمُ نَزيلا كذلِكَ والِدَيَّ و كُلَّ وِلدِي=و إخواني و حِزبي و القَبيلا نُرَجِّي أن نَطيبَ بِكُم فُرُوعاً=كما طِبنا بِفَضلِكُمُ أُصُولا عَلَيكُم سَلَّمَ الباري و صَلَّى=مَتَى الدَّاعي بِكُم نالَ القَبولا
Testing