في رثاء الإمام الحسين (ع)
الشيخ ابراهيم قفطان
سفه وقوفك بين تِلك الأرسم=وسؤال رَسم دارس مُستعجِمِ
يا ربع مَالك مُوحشاً مِن بعدِما=قد كنت للوفَّاد محشد موسمِ
أفَكُلَّمَا بالغْت في كَتم الهوى=غلبتْكَ زفرة حَسرَةٍ لم تُكتمِ
هلاَّ وَفيت بأن قضيتَ كمَا=وفى صحب ابن فاطمةِ بِشَهرِ مُحرَّمِ
من كلِّ وضَّاح الفخار لِهاشِمٍ=يعزى علا ولآل غَالِب يَنتَمي
وإذا هم سَمعوا الصريخ تواثبوا=ما بين سافع مُهرِه أو ملجمِ
نفرٌ قضوا عطشاً ومن إيمانهم=ري العطاش بِجَنب نهر العلقمي
أسَفي على تلك الجُسوم تقسَّمت=بيد الظبا وغَدَت سِهام الأسهمِ
قد جلَّ بأس ابن النبي لَدَى الوفى=عن أن يُحيطَ بِه فَمُ المتكلِّمِ
إذا هَدَّ ركنهم بِكلِّ مُهنَّدٍ=وأقام مَائلهم بكل مقومِ
يغشى الوَطيس ببأسِ أروع باسلٍ=متهلِّلٍ عندَ اللُّقا متبسِّمِ
ينحُو العِدى فتفرّ عنه كأنَّهم=حُمر تنافَرَ مِن زئير الضَّيغَم
ويسلّ أبيض في الهياج تَخَاله=صُبحاً تبلَّج تحت ليلٍ مُظلمِ
وإذا العداة تنظَّمت فرسانها=في كل سَطرٍ بالأسنة معجمِ
وافاهم فَمَحا صحائِف خطهم=مَسحاً بكل مقومٍ ومصممِ
قد كادَ يفني جَمعهم لولا الذي=قد خُطَّ في لوحِ القَضاءِ المُحكمِ
سهمٌ رمى أحشاك يا ابن المصطفى=سهمٌ به كيد الهداية قد رُمي
لم أنسَ زينب وهي تدعو بَينهم=يا قوم ما في جمعكم من مُسلمِ
إنَّا بناتُ المصطفى ووصيّه=ومخدَّرات بني الحطيم وزمزمِ
ما دار في خُلدي مجاذبة العِدى=مني رداي ولا جَرَى بتوَهُّمي