في ذكر واقعة الطف
الشيخ ابراهيم قفطان
أنيخت لهم عِندَ الطّفوف ركابُ=وناداهُمُ داعي القَضَا فأجابوا
يقودون للحَربِ العوان شوازباً=لها بين أرجَاء الفضاءِ هبابُ
تقل عليها من لُؤي فوارسٍ=شِدَاد على وقع النِّصَال صلابُ
إذا جانبَ الهندي في الحرب غمْده=فما الغمد إلا هَامَة ورِقابُ
فديتُ الذي يستعطِفُ القوم عتبه=وكيف وهَلْ يثني العتاة عتابُ
يناديهم هَل من نصيرٍ فلم يَكُنْ=سِوى السُّمر والبيض الرقاق جَوابُ
فأذكَى لَظَى الهيجا عليهم وقد غدا=على الشمس مِن نسخِ العجاجِ حِجابُ
بنفسي من قاسَى المنيَّة ظامياً=وفي كَفّه للعالمين سَحابُ
وما أنسَ لا أنس الحسوم على الثَّرى=عليهن من قاني الدِّماء ثِيابُ
تعلَّى بأطراف العوالي رؤوسها=ويجلَى عليها في الكؤوس شرابُ
عسَى أن يغيثَ الدين في الله ثائر=به الحُكم فَصل والمَقَال صوابُ
فعدلٌ ولا عَفو وقتل ولا فَدَا=وأمنٌ به ألف السوام ذِئَابُ