في رثاء أهل البيت (ع)
أبو الفتح محمود كشاجم
أجل هو الرزء فادحه=باكره فاجع ورائحه
لأربع دار عفا ولا طلل=أوحش لما نأت ملاقحه
فجائع لو درى الجنين بها=لعاد مبيضة مسالحه
يا بؤس دهر على آل رسول=الله تجتاحهم جوائحه
إذا تفكّرت في مصابهم=أثقب زند الهموم قادحه
بعضهم قربت مصارعه=وبعضهم بوعدت مطارحه
أظلم في كربلاء يومهم=ثمّ تجلّى وهم ذبائحه
لا يبرح الغيث كل شارقة=تهمى غواديه أو روائحه
على ثرى حلة غريب رسول=الله مجروحة جوارحه
ذل حماه وقل ناصره=ونال أقصى مناه كاشحه
وسيق نسوانه طلاح=أحسن أن تهادى بهم طلائحه
وهن يمنعن بالوعيد من النوح=والملا الأعلى نوائحه
عادى الأسى جدّه ووالده=حين استغاثتهما صوائحه
لو لم يرد ذو الجلال حربهم=به لضاقت بهم فسائحه
وهو الذي اجتاح حين ما=عقرت ناقته إذ دعاه صالحه
يا شيع الغي والضلال ومن=كلّهم جمّة فضائحه
غششتم الله في أذية من=إليكم أديت نصائحه
عفرتم بالثرى جبين فتى=جبريل قبل النبي ماسحه
سيّان عند الإله كلّكم=خاذله منكم وذابحه
على الذي فاتهم بحقّهم=لعن يغاديه أو يراوحه
جهلتم فيهم الذي عرفه=البيت وما قابلت أباطحه
إن تصمتوا عن دعائهم فلكم=يوم وغى لا يجاب صائحه
في حيث كبش الردي يناطح من=أبصر كبش الورى يناطحه
وفي غد يعرف المخالف من=خاسر دين منكم ورابحه
وبين أيديكم حريق لظى=يلفح تلك الوجوه لافحه
إن عبتموهم بجهلكم سفها=ما ضر بدر السماء نائحه
أو تكتموا الحق فالقرآن مشكله=بفضلهم ناطق وواضحه
ما أشرق المجد من قبورهم=إلاّ وسكّانها مصابحه
قوم أبى حد سيف والدهم=للدين أو يستقيم جامحه
وهو الذي استأنس الزمان به=والدين مذعورة مسارحه
حاربه القوم وهو ناصره=قدما وغشوه وهو ناصحه
وكم كسى منهم السيوف دماً=يوم جلاد يطيح طائحه
ما صفح القوم عندما قدروا=لما جنت فيهم صفائحه
بل منحوه العناد واجتهدوا=أن يمنعوه والله مانحه
كانوا خفافاً إلى أذيته=وهو ثقيل الوقار راجحه