في مدح الإمام علي (ع)
أبو الفتح محمود كشاجم
له شغل عن سؤال الطلل=أقام الخليط به أم رحل
فما ضمنته لحاظ الظبا=تطالعه من سجوف الكلل
ولا تستفز حجاه الخدود=بمصفرة واحمرار الخجل
كفاه كفاه فلا تعذلاه=كر الجديدين كر العذل
طوى الغي مشتعلاً في ذراه=فتطفى الصبابة لما اشتغل
له في البكاء على الطاهرين=مندوحة عن بكاء الغزل
فكم فيهم من هلال هوى=قبيل التمام وبدر أفل
هم حجج الله في خلقه=ويوم المعاد على من خذل
ومن أنزل الله تفضيلهم=فرد على الله ما قد نزل
فجدّهم خاتم الأنبياء=ويعرف ذاك جميع الملل
ووالدهم سيّد الأوصياء=ومعطي الفقير ومردي البطل
ومن علم السمر طعن الحلي=لدى الروع والبيض ضرب القلل
ولو زالت الأرض يوم الهياج=من تحت أخمصه لم يزل
ومن صد عن وجه دنياهم=وقد لبست حليها والحلل
وكان إذا ما أضيفوا إليه=فأرفعهم رتبة في المثل
سماء أضيف إليها الحضيض=وبحر قرنت إليه الوشل
بجود تعلّم منه السحاب=وحلم تولّد منه الجبل
وكم شبهة بهداه جلا=وكم خطّة بحجاه فصل
وكم أطفأ الله نار الضلال=به وهي ترمي الهدى بالشعل
ومن رد خالقنا شمسه=عليه وقد جنحت للطفل
ولو لم تعد كان في رأيه=وفي وجهه من سناها بدل
ومن ضرب الناس بالمرهفات=على الدين ضرب عراب الإبل
وقد علموا أنّ يوم الغدير=بغدرهم جر يوم الجمل
فيا معشر الظالمين الذين=أذاقوا النبي مضيض الثكل
يخالفكم فيه نص الكتاب=وما نص في ذاك خير الرسل
نبذتم وصيته بالعراء=وقلتم عليه الذي لم يقل