الـمـبـحـثُ الأولُ فـــي
الـتـوحـيدِ لـــذِي الــجـلالِ الـمُـبدئ
الـمُـعيدِ
أجــلـى الـجـلياتِ ثـبـوتُ
الـصـانعِ و كــم عـلـيهِ مــن دلـيـلٍ
قـاطـعِ
ســبَّــحَ كــــلُ مــمـكـنٍ
بـحـمـدِهِ مُـعـتـرفـاً بــأنــه مــــن
وُجــــدِهِ
و فـــي الـبـديـهيَّ لــدى
الأذهــانِ و الــواضـحِ الـغـني عــن
بُـرهـانِ
أن الـــذي يــوجـدُ فـــي
الأعـيـانِ قـسـمانِ واجــبٌ و ذو
إمـكانِ(1)
فــواجـبُ الــوجـودِ مــا لا
يـرتـفع وجـــودهُ أصــلاً بـعـكس
الـمـمتنع
و مـمـكن الـوجـود مــا لـم
يـجب أو يــمـتـنـع إلا بـــأمــرٍ
أجــنــبـي
و مُــوجِـدُ الـوجـودِ مـوجـودٌ
كـمـا لا يـقـتـضي الـمـعـدومُ إلا
عَــدَمـا
فـبـانَ أن لــولا الـقـديرِ ذو
الـقِدم لـم يـخرُجِ الـعالمُ مـن كـتمِ
العدم
و دلَّ كـــــلُّ مــمُــكِـنٍ
مــوجــودِ عـلـى وجــودِ واجــب
الـوجودِ(2)
و مــن لــوازم الـوجـوبِ
الـعـيني أن لا يـكون صـادقاً فـي
اثـنينِ(3)
لأنـــــهُ يــكــونُ جــنـسـاً
لَــهُـمـا فـيـقـتضي الـفـضلَ لِـكـلَّ
مـنـهُما
فـيـلـزمُ الـتـركيبُ و هــو
وَصــفُ يـسـتـلزمُ الإمــكـان هـــذا
خُـلـفُ
و إن تـشـأ فـاجـنح إلــى
الـتـمانُعِ فـالسمعُ فـيه حسبُ أيَّ
قاطعِ(4)
و خـلـقُ ذي الـتـغيراتِ و
الـحِـكَم دلَّ عـلى الـقُدرةِ و العِلمِ
الأتَم(5)
و مُـقـتضى الـتـجرُّدِ الـعُمُومِ
فـي تـعـلـيـقـهما و ذا غـــيــرُ
خَــفِــي
و مُـقـتضى الـعِـلمِ أعَــمُّ
مُـطـلقاً إذ في سِوى المُمكنِ لَن يُحَقّقَا(6)
بــــاقٍ، قــديــمٌ، عــالِــمٌ،
قــديـرُ حـــيٌّ، سـمـيـعٌ، مُـــدركٌ،
بـصـيرُ
و الأمــرُ و الـنهيُ و خـرقُ
الـعادةِ أجـلـى الـبراهينِ عـلى
الإرادةِ(7)
و ذُو كــلامٍ حــادثٍ سـمـعاً
عُـلِـم يـوجَدُ فـيما لـيس مُعتادِ
الكلمِ(8)
و الـسمعُ فـي نـحوِ الـكلامِ
مُعتمد ولا يــــدورُ لاخــتــلافِ
الـمُـسـتند
و الـصدقُ فـي إخـبارهِ جـلَّ
يـجب و مُـقـتضى وُجـوبهِ سـلبُ
الـكذب
و لـيس مـا فـي الكونِ من
صفاتهِ بــزائـدٍ بـــل هـــيَ عــيـنُ
ذاتـــهِ
ضـــــرورة اسـتـغـنـائهِ
الــقـديـمِ فـيـمـا بــهِ الـكـمالُ عــن
صـمـيمِ
وصــــفُ الـحـيـاةِ عــائـدٌ
إلـيـهـما مـفـهـومُـهُ يــجـمـعُ
مـفـهـوميهما
و الـسـمـعُ و الإدراكُ ثُــمَّ
الـبـصرُ عِــلــمٌ كــمــا انَّ الــكــلامَ
أثَــــرُ
و الــعِـلـمُ بـالـمـصلحةِ
الـمُـفـادة بِــفــعـلـهِ جــــــلَّ هِـــــيَ
الإرادة
تِــلـكَ الـثَّـمـانِ فـــي
الـثُّـبُـوتياتِ تُــعَـدُّ واســمـع ســبـعُ
سـلـبـياتِ
لــيـس بـجـسـمٍ لا ولا
جِـسـمـاني و لا زمــــانــــي و لا
مـــكـــانــي
و لا مُــــرَكَّــــبٍ و لا
مــــرئــــي كـــــلاَّ و لا حـــــاوٍ و لا
مَــحــوِي
جــلَّ عــنِ الـرؤيَـةِ فــي
الأعـيانِ و لــو يُــرى مــا قـالَ: لَـن
تـراني
و كــــونـــهُ لِـــحـــادثٍ
مَـــحَـــلاَّ و الـعـكس فـي أوجِ الـمُحال
حَـلاَّ
لأنَّ ذا الإمـــكـــانِ و
الــمــعـايـبِ أنَّــــى لــــهُ كِــبـريـاءُ
الــواجِــبِ
و ضــابـطُ الـمَـيـتَةِ و
الـمـسـلُوبِ فـي وصـف مـن يـختصُ
بالوجوبِ
عـــقــلاً ثُــبــوتُ لازمِ
الــوجــوبِ و نـظمُ مـا نـافاهُ فـي
الـمسلوبِ
كَــكِــبـريـاءٍ و بـــقـــاءٍ و
قِـــــدَم و كــاحـتـيـاجٍ و ابــتـهـاجٍ و
ألَــــم