شعراء أهل البيت عليهم السلام - و له أيضا في البحث مع الأشاعرة و المعتزلة

عــــدد الأبـيـات
87
عدد المشاهدات
2881
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
10:07 مساءً

حمداً لكَ يا من لم يَزَلِ=موجوداً من قبلِ الأزَلِ قد كانَ و لا شيءٌ معهُ=فتباركَ مِن فردٍ أزلي فالعالمُ ليس لهُ قِدمٌ=لا للآحادِ و لا الجُمَلِ فهو المُبدي لِمَبَاديها=و العِلةُ في كل العِللِ سببُ الأسبابِ بلا سببٍ=فَعالٌ ليس بِمُنفعِلِ أحديُّ الذاتِ فليس لهُ=جُزءٌ في العينِ و لا المِثلِ لم يُشرَك في الذاتيِّ و لم=يحتجْ للفصلِ بمُنفَصلِ لم تُدرِكْ كُنهُ حقيقتِهِ=فِطنُ الأملاكِ و لا الرُّسُلِ لا يُدرِكُهُ الأبصارُ و لا=يَعبا بِمقالة ذي خَطَلِ أيُرى من كانَ ولا جِهَةٌ=رَجَعَ الجبريَّةُ بالفَشَلِ و لأهلِ الجبرِ أضاليلٌ=و عُدُولٌ عن نهجِ السُبُلِ زادوا قُدَمَاء ثمانيَةً=غيرَ الأحدِ الباقي الأزلي و رأوا إيجابَ القادِرِ في=إيجادِ الأوصافِ النُّبُلِ و عزَوا كلَّ الأفعالِ لهُ=لا بِالسَّبَبِيَّةِ للعِلَلِ بل بِالتأثيرِ مُباشرةً=في الجيدِ منها و الرَّذِلِ فيُقالُ لهُم لا فرقَ إذن=بينَ الكُفارِ ولا الرُّسُلِ و كذا لا فرقَ إذن بين=القُرآنِ و إنشادِ الغَزَلِ و عِبادةِ عُبَّاد الأزلي=و عِبادةُ عُبَّادِ الهُبَلِ أيَلومُ الناسَ على ما=ليس لهُم فيهِ من دَخَلِ و يُعاقِبُهُم و الفِعلُ لهُ=و هُمُ بُرَّاءُ مِنَ العَمَلِ جلَّ العدلُ المُتَعَالي عن=دعوى مَنْ ضّلَّ مِنَ المِلَلِ بل ليسَ الحقُّ سِوَى ما جاءَ=مِنَ المعصومِ مَنَ السُّبُلِ لا جَبْرَ و لا تفويضَ و لا=تشبيهَ و ليس بِذي عطلِ لو لا المعصومَ لما خلُصَت=أحكامُ اللهِ مِنَ الخَلَلِ هُوَ لُطفٌ في التكليفِ و ليسَ=لهُ في ذلِكَ مِنْ بَدَلِ فمُحالٌ مرَّ زمانٌ ما=بِالناسِ مِنَ المعصومِ خَلِي مَن ماتَ و لم يعرِفهْ يَمُتْ=كالجاهِلِ مِن إحدى المِلَلِ لكِنَّ طريقَ تَشَخُّصِهِ=لِخفاءِ العِصمةِ غيرُ جَلِي أمَّا الإجمَاعُ بِلا المعصُومِ=فليسَ لهُ مِن مُدخَّلِ لكِنْ بالمُعجِزاتِ و بالنَّصِّ=مِنَ المعصومِ علَى رجُلِ كالنَّصِّ مِنَ المُختارِ على=خيرِ الناسِ الكرَّارِ علِي إذ قامَ بِخُمِّ يَخطِبُهُمْ=و المِنبَرُ أقتابُ الإبِلِ أوَلَستُ بِكُم أولى مِنكُمْ=فأُجيبَ بَلَى يا خيرَ وَلِي فاشتَالَ بَضِبعَي حيدَرَةٍ=و أشَارَ إليهِ بلاَ مَهَلِ هذا مولى مَن كُنتُ لَهُ=مولىً و أخِي و الوَارِثُ مَالِي و خلِيفةُ بارِئكُمْ فيكُمْ=فأطيعُوهُ كالطَّاعَةِ لِي فَلَو أنَّ القَومَ أطَاعُوهُ=لَنَحَا بِهِمُ خيرَ السُبُلِ و لَمَّا افتَرَقَتْ أهلُ الإسلامِ=لِجَبريًّ و لِمُعتَزِلِي و لَمَّا استنضى سيفُ الُعدوانِ=على آلِ الهادي النُّبُلِ أنَسَوا قتلَى بدرٍ و حُنَيْنَ=و جُرحهُمُ لم يَندَمِلِ هَبْ هُمْ فَعلوا ما قد فعلوا=غضباً لِسُراتِهِمُ الأولِ فما عُذرُ المؤتمِّ بهِمْ=ممن بِهِمُ لم يتَّصِلِ يُخفونَ الحقَّ كما يُبدُونَ=الباطِلَ في أهلِ النِّحَلِ و إذا بَاحَثتَهُم اقتَحَموا=لُجَجَ العصبيةِ و الجَدَلِ تتضَرَّرُ أنفُسُهُم بالحَقِّ=كما تتضرَّرُ بالعِلَلِ إن أعمى الحقُّ بَصَائِرَهُم=فالشَمسُ عَمَى بعضَ المُقَلِ أو ضرَّ الحقُّ ضمائِرَهُم=فالطيبُ مُضِرٌّ بِالجُعَلِ يا لِلحمقى البُلْهِ الخَرقَى=الطُّمْسِ الغَرقى في الجَهَلِ هل تمنَعُهُم عَصَبيتُهُم=عن حرِّ سعيرٍ مُشتَعِلِ أمُقايسُ حيدَرَةَ الكرَّارِ=بِمَنْ ناواهُ مِنَ الأوَلِ أيُقاسُ أوجٌ بِالسُّفلِ=و يُضاهى صَقَرٌ بِالحِجْلِ و يُقاسُ الخَالِصُ بِالزُّغْلِ=و تكونُ الصَّفوة بالحُثَلِ و يُقاسُ ضِياءُ الشَّمسِ ضُحَىً=بِظلامِ اللَّيلِ المُنسَدِلِ و يُقاسُ مُدَحرِجةُ الأحجارِ=أمَامِ النَّاقَةِ في الجَبَلِ بالباذِلِ مُهجَتَهُ صَوناً=لِرسُولِ الله مِنَ الغِيَلِ بأَحَبِّ الخَلقِ لِخَالِقِهِ=و حَديثُ الطَّيرِ بِذاكَ مَلِي و المُنْهَزِمُونَ بِرايَتِهِمْ=في حربِ خيابِرَ بالفَشَلِ بمَليكِ الفَتحِ و داحِي البابِ=و قَاتِلَ مَرْحَبٍ البَطَلِ لو لا ضرَبَاتُ صَوَارِمِهِ=آلَ الإسلامُ إلى العَطَلِ كم قطَّرَ مِن بَطَلٍ بَطِرٍ=بينَ الهِنديَّةِ و الأسَلِ كم مزَّقَ مِن جيشٍ لَجِبٍ=بجنانٍ ليسَ بمُنذهِلِ و لضربة عَمْرو قد عَدَلَتْ=أعمالُ الأُمَّةِ عن كَمَلِ إذ جاءَ الخَندَقَ مُقتحِماً=كالرُّكنِ الساقِطِ مِن جَبَلِ و دَعَا أنَا عمرُو فانهَزَمَتْ=لِمخافَتِهِ سُحَبُ المُقَلِ و استَيْقَنَتِ الأنصَارُ بِأَنْ=عمْراً لِمَدِيَنَتِهِمْ سَيَلِي و قُصارى الأمرَ أنِ التجئوا=لِرسولِ اللهِ مِنَ الوَجَلِ فأتى الكرارُ إلى المُختارِ=و قالَ الرُّخصةَ يا أمَلِي فبكى و دَعَا وَقَاكَ اللهُ=مساءةَ أربابِ الغِيَلِ هُوَ عمرُو يا صِنوي أفَلَا=تخشى بأسَ القويّ البَطَلِ فقالَ ألا أشري نفسي=بثوابٍ ليسَ بمُنفصِلِ فأتاهُ فبادرَهُ فدَحاهُ=بضربتِهِ نحوَ الأجَلِ أفليسَ عُمُومَ ريَاسَتِهِ=ثبُتَتْ بخصائصِهِ النُّبَلِ دع عنكَ النَّصِّ عليهِ=و عِصمتُهُ في القولِ و في العَمَلِ أوليسَ على عَهدِ المُختارِ=أجَلّ الناَّسِ لَدَيهِ عَلِي هل فرقٌ بَينَ الشَّمسِ ضُحى=و الشمس إذا هي في الطُّفَلِ يا شمسَ عُلاً حَسُرَت عَنهَا=أبصَارُ خَفَافِيشِ المِلَلِ أبصرتُ عُلاكَ بنورِ الحَقَّ=وَهَلْ كَجَلاءِ عُلاكَ جَلِي وَثَبَتُّ بأغلى عَرشِ وَلاَكَ=وَمَا أنا عَنهُ بِمُنتَقِلِ و ليس لدى حَسَنٍ عَمَلٌ=حَسَن سِوى هذا العَمَلِ فإذا قاسمت الناس لظىً=خُذيني مِن سهمِكً يا أمَلِي و إليكَ هديَّةِ مُشتاقٍ=لَهجٍ بِثنائِكَ مُشتَغِلِ ضاهَيتُ القولَ المُرتَضَوِيّ=و إنّي مِنهُ لّذُو خَجَلِ لِلعِلمِ بأنِّي قد ضاهيتُ=البحرَ الزاخِر بالوَشَلِ يا مَن بِفَنَاهُ مُعتَقلِي=و على جَدواهُ مُتَّكِلِي أنْجِحْ طَلَبِي و أزِحْ كَربي=و استُرْ خَلَلي و اغفِر زَلَلي و أدِم صلواتِكَ و التَّسليمِ=على آلِ الهَادِي النُّبُلِ ما دامَ كَمالُ وِلايَتِهِمْ=شَرطاً في مَقبولِ العَمَلِ
Testing