حــمـداً لــكَ يــا مــن لــم
يَــزَلِ مـــوجــوداً مـــــن قــبــلِ
الأزَلِ
قــــد كــــانَ و لا شـــيءٌ
مــعـهُ فــتـبـاركَ مِــــن فــــردٍ
أزلــــي
فـالـعـالـمُ لــيــس لــــهُ
قِــــدمٌ لا لـــــلآحــــادِ و لا
الـــجُـــمَـــلِ
فـــهـــو الــمُــبــدي
لِــمَـبَـاديـهـا و الــعِـلـةُ فــــي كــــل
الـعِـلـلِ
ســبـبُ الأســبـابِ بـــلا
ســبـبٍ فَــــعـــالٌ لـــيـــس
بِــمُـنـفـعِـلِ
أحــــديُّ الــــذاتِ فـلـيـس
لـــهُ جُـــزءٌ فـــي الـعـينِ و لا
الـمِـثلِ
لــم يُـشـرَك فــي الـذاتـيِّ و
لـم يــحــتـجْ لــلـفـصـلِ
بـمُـنـفَـصـلِ
لــــم تُــــدرِكْ كُــنــهُ
حـقـيـقـتِهِ فِــطــنُ الأمـــلاكِ و لا
الــرُّسُـلِ
لا يُـــــدرِكُــــهُ الأبــــصــــارُ و
لا يَــعــبــا بِــمـقـالـة ذي
خَـــطَــلِ
أيُــــرى مــــن كــــانَ ولا
جِــهَـةٌ رَجَــــــعَ الــجـبـريَّـةُ
بــالـفَـشَـلِ
و لأهــــــلِ الــجــبـرِ
أضــالــيـلٌ و عُـــدُولٌ عـــن نــهـجِ
الـسُـبُـلِ
زادوا قُـــــدَمَـــــاء
ثـــمـــانــيَــةً غــيــرَ الأحـــدِ الـبـاقـي
الأزلـــي
و رأوا إيــجــابَ الــقــادِرِ
فــــي إيـــجـــادِ الأوصــــــافِ
الــنُّــبُـلِ
و عــــزَوا كــــلَّ الأفــعــالِ
لـــهُ لا بِــالــسَّــبَــبِــيَّـةِ
لـــلـــعِــلَــلِ
بـــــــل بِــالـتـأثـيـرِ
مُــبــاشــرةً فــــي الـجـيـدِ مـنـهـا و
الـــرَّذِلِ
فــيُــقـالُ لـــهُــم لا فــــرقَ
إذن بـــيــنَ الــكُــفـارِ ولا
الـــرُّسُــلِ
و كـــــذا لا فـــــرقَ إذن
بـــيــن الـــقُــرآنِ و إنـــشــادِ
الـــغَــزَلِ
و عِـــبـــادةِ عُـــبَّـــاد
الأزلــــــي و عِــــبـــادةُ عُـــبَّـــادِ
الــهُــبَــلِ
أيَـــلــومُ الــنــاسَ عــلــى
مــــا لــيـس لــهُـم فــيـهِ مــن
دَخَــلِ
و يُـعـاقِـبُـهُـم و الــفِــعـلُ
لـــــهُ و هُــــمُ بُــــرَّاءُ مِــــنَ
الــعَـمَـلِ
جـــلَّ الــعـدلُ الـمُـتَـعَالي
عـــن دعــوى مَــنْ ضّــلَّ مِــنَ
الـمِـلَلِ
بــل لـيسَ الـحقُّ سِـوَى مـا
جـاءَ مِـــنَ الـمـعـصومِ مَـــنَ
الـسُّـبُلِ
لا جَــــبْـــرَ و لا تـــفــويــضَ و
لا تـشـبـيهَ و لــيـس بِـــذي
عـطـلِ
لـــو لا الـمـعصومَ لـمـا
خـلُـصَت أحـــكـــامُ اللهِ مِـــــنَ
الــخَــلَـلِ
هُـوَ لُـطفٌ فـي الـتكليفِ و
لـيسَ لــــهُ فــــي ذلِـــكَ مِـــنْ
بَـــدَلِ
فــمُــحـالٌ مـــــرَّ زمــــانٌ
مــــا بِـالـنـاسِ مِــنَ الـمـعصومِ
خَـلِـي
مَــن مــاتَ و لــم يـعـرِفهْ
يَـمُتْ كـالـجـاهِلِ مِـــن إحــدى
الـمِـلَلِ
لـــكِـــنَّ طـــريـــقَ
تَــشَـخُّـصِـهِ لِـخـفـاءِ الـعِـصـمةِ غــيـرُ
جَــلِـي
أمَّـــا الإجــمَـاعُ بِـــلا
الـمـعـصُومِ فــلــيـسَ لــــهُ مِــــن
مُــدخَّــلِ
لــكِــنْ بـالـمُـعـجِزاتِ و
بـالـنَّـصِّ مِـــنَ الـمـعـصومِ عــلَـى
رجُـــلِ
كـالـنَّـصِّ مِـــنَ الـمُـخـتارِ
عــلـى خــيــرِ الــنـاسِ الــكـرَّارِ
عــلِـي
إذ قــــــامَ بِـــخُـــمِّ
يَـخـطِـبُـهُـمْ و الــمِــنـبَـرُ أقـــتـــابُ
الإبِـــــلِ
أوَلَــسـتُ بِــكُـم أولـــى
مِـنـكُـمْ فـأُجـيـبَ بَــلَـى يـــا خـيـرَ
وَلِــي
فــاشــتَـالَ بَــضِـبـعَـي
حــيــدَرَةٍ و أشَـــــارَ إلـــيــهِ بــــلاَ
مَــهَــلِ
هـــذا مــولـى مَـــن كُــنـتُ
لَــهُ مـولـىً و أخِــي و الـوَارِثُ
مَـالِي
و خــلِــيـفـةُ بــارِئــكُـمْ
فــيــكُـمْ فــأطـيـعُـوهُ كــالـطَّـاعَـةِ
لِـــــي
فَـــلَــو أنَّ الـــقَــومَ
أطَـــاعُــوهُ لَــنَــحَـا بِــهِــمُ خــيــرَ
الــسُـبُـلِ
و لَـمَّـا افـتَـرَقَتْ أهــلُ
الإســلامِ لِــــجَـــبـــريًّ و
لِــمُــعــتَــزِلِــي
و لَـمَّـا اسـتنضى سـيفُ
الُـعدوانِ عـــلـــى آلِ الـــهــادي
الــنُّــبُـلِ
أنَــسَــوا قـتـلَـى بـــدرٍ و
حُـنَـيْـنَ و جُــرحــهُــمُ لــــــم
يَــنــدَمِــلِ
هَــبْ هُــمْ فَـعـلوا مـا قـد
فـعلوا غـــضـــبــاً لِــسُــراتِــهِــمُ
الأولِ
فـــمــا عُــــذرُ الــمـؤتـمِّ
بــهِــمْ مـــمــن بِـــهِــمُ لـــــم
يــتَّـصِـلِ
يُـخـفـونَ الــحـقَّ كــمـا
يُــبـدُونَ الــبـاطِـلَ فــــي أهـــلِ
الـنِّـحَـلِ
و إذا بَــاحَــثــتَـهُـم
اقــتَــحَــمـوا لُـــجَــجَ الـعـصـبـيـةِ و
الـــجَــدَلِ
تــتــضَـرَّرُ أنــفُـسُـهُـم
بــالــحَـقِّ كــــمـــا تـــتــضــرَّرُ
بــالــعِـلَـلِ
إن أعــمــى الــحــقُّ
بَـصَـائِـرَهُم فـالـشَمسُ عَـمَـى بـعضَ
الـمُقَلِ
أو ضـــــرَّ الـــحــقُّ
ضـمـائِـرَهُـم فــالـطـيـبُ مُـــضِــرٌّ
بِــالـجُـعَـلِ
يـــا لِـلـحـمقى الـبُـلْـهِ
الـخَـرقَـى الـطُّـمْسِ الـغَـرقى فــي
الـجَهَلِ
هــــــل تـمـنَـعُـهُـم
عَـصَـبـيـتُـهُم عــــن حــــرِّ ســعـيـرٍ
مُـشـتَـعِلِ
أمُــقــايـسُ حـــيــدَرَةَ
الـــكــرَّارِ بِـــمَـــنْ نــــــاواهُ مِــــــنَ
الأوَلِ
أيُـــــقــــاسُ أوجٌ
بِـــالــسُّــفــلِ و يُــضــاهـى صَــقَــرٌ
بِـالـحِـجْـلِ
و يُــقــاسُ الــخَـالِـصُ
بِــالـزُّغْـلِ و تـــكــونُ الــصَّـفـوة
بـالـحُـثَـلِ
و يُـقـاسُ ضِـياءُ الـشَّمسِ
ضُـحَىً بِـــظــلامِ الــلَّــيـلِ
الــمُـنـسَـدِلِ
و يُــقــاسُ مُـدَحـرِجـةُ
الأحــجـارِ أمَــــامِ الــنَّـاقَـةِ فــــي
الـجَـبَـلِ
بــالــبــاذِلِ مُــهــجَـتَـهُ
صَـــونـــاً لِـــرسُــولِ الله مِـــــنَ
الــغِـيَـلِ
بـــأَحَـــبِّ الــخَــلــقِ
لِــخَـالِـقِـهِ و حَــديـثُ الـطَّـيـرِ بِــذاكَ
مَـلِـي
و الــمُــنْــهَـزِمُـونَ
بِــرايَــتِــهِــمْ فـــي حـــربِ خـيـابِـرَ
بـالـفَـشَلِ
بـمَـلـيكِ الـفَـتحِ و داحِــي
الـبـابِ و قَـــاتِــلَ مَـــرْحَــبٍ
الــبَــطَـلِ
لـــــو لا ضـــرَبَــاتُ
صَـــوَارِمِــهِ آلَ الإســـــلامُ إلـــــى
الــعَـطَـلِ
كـــم قــطَّـرَ مِـــن بَـطَـلٍ
بَـطِـرٍ بـــيـــنَ الــهِــنـديَّـةِ و
الأسَـــــلِ
كـــم مــزَّقَ مِــن جـيـشٍ
لَـجِـبٍ بــجــنــانٍ لـــيـــسَ
بــمُــنـذهِـلِ
و لـضـربـة عَــمْـرو قــد
عَـدَلَـتْ أعــمــالُ الأُمَّــــةِ عــــن
كَــمَـلِ
إذ جـــــاءَ الــخَــنـدَقَ
مُـقـتـحِـماً كـالـرُّكـنِ الـسـاقِـطِ مِــن
جَـبَـلِ
و دَعَـــا أنَـــا عــمـرُو
فـانـهَزَمَتْ لِـمـخـافَـتِـهِ سُـــحَــبُ
الــمُــقَـلِ
و اسـتَـيْـقَـنَـتِ الأنــصَــارُ
بِــــأَنْ عـــمْـــراً لِـمَـدِيَـنَـتِـهِمْ
سَــيَــلِـي
و قُــصـارى الأمـــرَ أنِ
الـتـجـئوا لِـــرســولِ اللهِ مِــــنَ
الــوَجَــلِ
فــأتـى الــكـرارُ إلـــى
الـمُـخـتارِ و قــــالَ الـرُّخـصـةَ يـــا
أمَــلِـي
فــبــكـى و دَعَـــــا وَقَــــاكَ
اللهُ مـــســـاءةَ أربــــــابِ
الــغِــيَــلِ
هُـــوَ عــمـرُو يـــا صِــنـوي
أفَــلَا تـخـشـى بــأسَ الـقـويّ
الـبَـطَلِ
فـــقــالَ ألا أشـــــري
نــفـسـي بـــثـــوابٍ لـــيــسَ
بـمُـنـفـصِـلِ
فــــأتـــاهُ فـــبـــادرَهُ
فـــدَحـــاهُ بــضــربــتِـهِ نــــحـــوَ
الأجَــــــلِ
أفــلــيــسَ عُـــمُــومَ
ريَــاسَــتِـهِ ثــبُــتَــتْ بـخـصـائـصِـهِ
الــنُّــبَـلِ
دع عـــنـــكَ الـــنَّـــصِّ
عــلــيــهِ و عِصمتُهُ في القولِ و في العَمَلِ
أولــيـسَ عــلـى عَــهـدِ
الـمُـختارِ أجَــــلّ الــنــاَّسِ لَــدَيــهِ
عَــلِـي
هـل فـرقٌ بَـينَ الـشَّمسِ
ضُـحى و الـشمس إذا هـي فـي
الـطُّفَلِ
يــا شـمـسَ عُــلاً حَـسُـرَت
عَـنهَا أبـــصَــارُ خَــفَـافِـيـشِ
الــمِــلَـلِ
أبــصـرتُ عُـــلاكَ بــنـورِ
الــحَـقَّ وَهَــــلْ كَــجَــلاءِ عُـــلاكَ
جَــلِـي
وَثَــبَــتُّ بــأغـلـى عَــــرشِ
وَلاَكَ وَمَـــــا أنـــــا عَـــنــهُ
بِـمُـنـتَـقِلِ
و لــيـس لـــدى حَــسَـنٍ
عَــمَـلٌ حَــسَــن سِـــوى هـــذا
الـعَـمَـلِ
فـــإذا قـاسـمـت الـنـاس
لـظـىً خُـذيـني مِــن سـهـمِكً يــا
أمَـلِي
و إلـــيـــكَ هـــديَّـــةِ
مُــشــتـاقٍ لَــــهـــجٍ بِــثــنـائِـكَ
مُــشــتَـغِـلِ
ضــاهَـيـتُ الــقـولَ
الـمُـرتَـضَوِيّ و إنّـــــي مِــنــهُ لّــــذُو
خَــجَــلِ
لِـلـعِـلـمِ بــأنِّــي قـــد
ضـاهـيـتُ الــبــحــرَ الـــزاخِــر
بــالــوَشَـلِ
يـــــا مَـــــن بِــفَـنَـاهُ
مُـعـتَـقـلِي و عـــلـــى جَـــــدواهُ
مُــتَّـكِـلِـي
أنْــجِــحْ طَــلَـبِـي و أزِحْ
كَــربــي و اســتُـرْ خَـلَـلي و اغـفِـر
زَلَـلـي
و أدِم صــلــواتِــكَ و
الـتَّـسـلـيـمِ عـــلـــى آلِ الـــهَــادِي
الــنُّــبُـلِ
مــــــا دامَ كَـــمـــالُ
وِلايَــتِــهِـمْ شَــرطـاً فـــي مَـقـبـولِ
الـعَـمَلِ