كـــم تـفـتِنِينَ بـكَّـفِّكِ
الـمـخضوبِ و تُـرغِـبـيـنَ بــوعـدِكِ
الـمـكـذوبِ
أتَـفـينَ لـي و الـخُلفُ مِـنكِ
سـجيةٌ أهــدَيـتِ أيـسَـرَها إلــى
عُـرقـوبِ
هَــبْ أنـتِ مـانِحتي مـقاليدَ
الـرَّجا هــل أنــتِ مـانِـعَتي لِـقاءَ
شُـعُوبِ
أيــنَ الـقرونَ الأولـونَ و أيـنَ
مَـنْ شــادَ الـحُصونَ و فـازَ
بـالمطلوبِ
جـرَّعـتِهِم كـأسَ الـمنونِ و
هـدَّمتْ مـــا يـسـكِنونَ مـجـانقُ
الـتَّـخريبِ
كـفـى فـضَـربُكِ فــي حـديـدٍ
بـارِدٍ لا هَــمَّ لــي بـالـدَّرهَمِ
الـمـضروبِ
لـكِـنَّ لــي هـمَّـاً بِـمَا سـاقَ الـقضا لِـلـمُرتضى مــن فـادِحاتِ خُـطوبِ
جَـعَـلـوا مــقـامَ عـلـيِّـهِم
لِـدَنِـيِّـهِمْ و مِــزِيَّــةَ الـمَـعـصوبِ
لِـلـمَـثلُوبِ
جـريَـاً عـلـى سُـنـنِ الـيهودِ
فـإنَّهُم جَـعَـلـوا مــقـامَ الــرَّبِّ
لِـلـمربوبِ
كَـبَـنِي أبـي سُـفيانَ و ابـنِ الـعَاصِ و الـضَّحَّاكِ شـرِّ شُـرَاتِها و
شَـبيبِ
و الـمـارِدِ الـرِّجسِ الـمُرادي
الَّـذي لَـعِـبَـت قِــطـامُ بِـقَـلبِهِ
الـمـقلوبِ
شَـرَطَـتْ عـليهِ أن يـكونَ
صِـدَاقُها قَـتـلَ الـوصـيِّ و ذاكَ أكـبَـرُ
حُـوبِ
فـأجـابَـها و أعَـــدَّ مِــمَّـا
يُـرتَـجـى فِــيـهِ الـنَّـجَـاحُ بِــذَلِـكَ
الـمَـطلوبِ
سـيـفَاً سَـقَـاهُ الـسًّـمَّ حَـتَّى
عَـافَهُ فَـجَـرِيـحُـهُ لا يُــوْتَـسَـى
بِـطَـبـيـبِ
و نَحَاهْ في غَسَقِ الغَدَاةِ وَ قَدْ هَوَى لِــسُـجُـودِهِ و اللهُ خــيــرُ
رَقــيـبِ
فَــعَــلاهُ بـالـبَـتَّـارِ فــــوقَ
قَــذالِـهِ فَــهَـوَىْ بــوَجـهٍ بـالـدِّماءِ
خَـضـيبِ
فـــأتَــمَّ إيــمَــاءً بَــقِـيَّـةَ
فَــرضِــهِ بِــخُـشُـوعِ قَــلــب لــلإلـهِ
مُـنِـيـبِ
و يـقولُ فِـزتُ و حَـبَّذا مِـنْ
مَصرَعٍ إذ كَـــانَ وِفـــقَ إرَادَةِ
الـمَـحـبُوبِ
فـارتَـجَّتِ الأفــلاكُ و الأمـلاكُ
فـي أرجــائِـهـا فــــي رَنَّـــةٍ و
نَـحـيـبِ
و الـــرُّوحُ جـبـرائيلُ يـدعُـو
مُـعـلِنَاً إعـــوالَ مُـحـتَـرِقِ الـفُـؤادِ
كَـئـيبِ
قُـتِـلَ الأمـيـنُ فَـيَا جـوانِحُ
بـالجَوَى ذُوبـي وَيَـا شَـمسَ الـمَسَرَّةِ
غـيبي
إنَّ الأمـيـرَ غَــدَاةَ غُــودِرَ
غُــودِرَتْ شَـمـسُ الـنَّـهارِ لَــهُ بِـغَـيرِ
غُـروبِ
و سُـرادِقُ الحُجُب المُنيفَةِ
أصبَحَتْ و الـحُـزنُ عَـنهَا لـيسَ
بـالمَحْجُوْبِ
و الـبيتُ باتَ مِنَ الأسى و
أسَاسُهُ مُــتَــزَلْـزِلٌ مُـــتَــدَارِكُ
الـتَّـقـلـيبِ
و غَـدَا الـحَطِيمُ لَهُ حَطيمَاً و
الصَّفا مُــتَــكَــدِّراً مُــتَـنَـكِّـرَ الأُســـلُــوبِ
و الـدَّهـرُ كَــابٍ فــي شَـبابِ
كـآبَةٍ مِـثـلَ الـغُـرابِ الـواقَـعِ
الـمَـخلُوبِ
تَـنـفَـكُّ تَــذكُـرُهُ الـمَـنَـابِرُ
خـاطِـبَـاً بــسَـوَانِـحِ الـتَّـرغـيبِ و
الـتَّـرهِـيبِ
و الـشَّـرعُ و الـشِّكرُ الـحكيمُ
مُـبَيِّنَاً مــا فـيـهِمَا مـن مُـشْكِلٍ و
غَـريبِ
و الـخـيلُ و الـلـيلُ الـبهيمُ
مُـجاهِداً و مُــرَتِّـبـاً لِــوَظـائِـفِ
الــمَـنـدُوبِ
فَـيَحِقُّ أن يـبكي و إن طـالَ
الـمَدَا بِـغَـزيـرِ دَمـــعٍ بـالـدِّمـاءِ مَــشُـوبِ
يــا سَــادَةَ الـنُّـجَبَاءِ يــا مَـنْ حُـبُّهُمْ سِــمَـةٌ و مـكـرُومَـةٌ لِـكُـلِّ
نَـجـيبِ
بِـكُمُ عَـلَوتُ فـإنْ أُساهِمُ في
العُلا يَـكُـنِ الـمُـعَلَّى و الـرَّقـيبُ
نَـصيبي
حَـسبُ الـفَتَى حَـسَنٍ خُلُوصُ
ولائِهِ لَـكُـمُ خَـلاصَـاً مِــنْ وَثَــاقِ
ذُنُـوبـي
عـطـفَاً عـلـيَّ و والِــدَيَّ و
أخـوَتِيْ فـيـكُمْ و أحـمَـدُ مُـهجَتي و
حَـبيبي
و عَـلَيكُمُ صَـلَّى الـمُهَيمِنُ ما
وَعَتْ آذانُ مُـسـتَـمِعٍ خِــطَـابَ
خَـطِـيـبِ