شعراء أهل البيت عليهم السلام - تنفكّ تذكره المنابر

عــــدد الأبـيـات
35
عدد المشاهدات
3021
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

كم تفتِنِينَ بكَّفِّكِ المخضوبِ=و تُرغِبينَ بوعدِكِ المكذوبِ أتَفينَ لي و الخُلفُ مِنكِ سجيةٌ=أهدَيتِ أيسَرَها إلى عُرقوبِ هَبْ أنتِ مانِحتي مقاليدَ الرَّجا=هل أنتِ مانِعَتي لِقاءَ شُعُوبِ أينَ القرونَ الأولونَ و أينَ مَنْ=شادَ الحُصونَ و فازَ بالمطلوبِ جرَّعتِهِم كأسَ المنونِ و هدَّمتْ=ما يسكِنونَ مجانقُ التَّخريبِ كفى فضَربُكِ في حديدٍ بارِدٍ=لا هَمَّ لي بالدَّرهَمِ المضروبِ لكِنَّ لي همَّاً بِمَا ساقَ القضا=لِلمُرتضى من فادِحاتِ خُطوبِ جَعَلوا مقامَ عليِّهِم لِدَنِيِّهِمْ=و مِزِيَّةَ المَعصوبِ لِلمَثلُوبِ جريَاً على سُننِ اليهودِ فإنَّهُم=جَعَلوا مقامَ الرَّبِّ لِلمربوبِ كَبَنِي أبي سُفيانَ و ابنِ العَاصِ=و الضَّحَّاكِ شرِّ شُرَاتِها و شَبيبِ و المارِدِ الرِّجسِ المُرادي الَّذي=لَعِبَت قِطامُ بِقَلبِهِ المقلوبِ شَرَطَتْ عليهِ أن يكونَ صِدَاقُها=قَتلَ الوصيِّ و ذاكَ أكبَرُ حُوبِ فأجابَها و أعَدَّ مِمَّا يُرتَجى=فِيهِ النَّجَاحُ بِذَلِكَ المَطلوبِ سيفَاً سَقَاهُ السًّمَّ حَتَّى عَافَهُ=فَجَرِيحُهُ لا يُوْتَسَى بِطَبيبِ و نَحَاهْ في غَسَقِ الغَدَاةِ وَ قَدْ هَوَى=لِسُجُودِهِ و اللهُ خيرُ رَقيبِ فَعَلاهُ بالبَتَّارِ فوقَ قَذالِهِ=فَهَوَىْ بوَجهٍ بالدِّماءِ خَضيبِ فأتَمَّ إيمَاءً بَقِيَّةَ فَرضِهِ=بِخُشُوعِ قَلب للإلهِ مُنِيبِ و يقولُ فِزتُ و حَبَّذا مِنْ مَصرَعٍ=إذ كَانَ وِفقَ إرَادَةِ المَحبُوبِ فارتَجَّتِ الأفلاكُ و الأملاكُ في=أرجائِها في رَنَّةٍ و نَحيبِ و الرُّوحُ جبرائيلُ يدعُو مُعلِنَاً=إعوالَ مُحتَرِقِ الفُؤادِ كَئيبِ قُتِلَ الأمينُ فَيَا جوانِحُ بالجَوَى=ذُوبي وَيَا شَمسَ المَسَرَّةِ غيبي إنَّ الأميرَ غَدَاةَ غُودِرَ غُودِرَتْ=شَمسُ النَّهارِ لَهُ بِغَيرِ غُروبِ و سُرادِقُ الحُجُب المُنيفَةِ أصبَحَتْ=و الحُزنُ عَنهَا ليسَ بالمَحْجُوْبِ و البيتُ باتَ مِنَ الأسى و أسَاسُهُ=مُتَزَلْزِلٌ مُتَدَارِكُ التَّقليبِ و غَدَا الحَطِيمُ لَهُ حَطيمَاً و الصَّفا=مُتَكَدِّراً مُتَنَكِّرَ الأُسلُوبِ و الدَّهرُ كَابٍ في شَبابِ كآبَةٍ=مِثلَ الغُرابِ الواقَعِ المَخلُوبِ تَنفَكُّ تَذكُرُهُ المَنَابِرُ خاطِبَاً=بسَوَانِحِ التَّرغيبِ و التَّرهِيبِ و الشَّرعُ و الشِّكرُ الحكيمُ مُبَيِّنَاً=ما فيهِمَا من مُشْكِلٍ و غَريبِ و الخيلُ و الليلُ البهيمُ مُجاهِداً=و مُرَتِّباً لِوَظائِفِ المَندُوبِ فَيَحِقُّ أن يبكي و إن طالَ المَدَا=بِغَزيرِ دَمعٍ بالدِّماءِ مَشُوبِ يا سَادَةَ النُّجَبَاءِ يا مَنْ حُبُّهُمْ=سِمَةٌ و مكرُومَةٌ لِكُلِّ نَجيبِ بِكُمُ عَلَوتُ فإنْ أُساهِمُ في العُلا=يَكُنِ المُعَلَّى و الرَّقيبُ نَصيبي حَسبُ الفَتَى حَسَنٍ خُلُوصُ ولائِهِ=لَكُمُ خَلاصَاً مِنْ وَثَاقِ ذُنُوبي عطفَاً عليَّ و والِدَيَّ و أخوَتِيْ=فيكُمْ و أحمَدُ مُهجَتي و حَبيبي و عَلَيكُمُ صَلَّى المُهَيمِنُ ما وَعَتْ=آذانُ مُستَمِعٍ خِطَابَ خَطِيبِ
Testing