شعراء أهل البيت عليهم السلام - جلّ المصاب بسيّد الشّهداء

عــــدد الأبـيـات
70
عدد المشاهدات
4668
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

جَلَّ المُصاب بسَيِّدِ الشُّهداءِ=سِبطِ النّبي و مُهجةِ الزَّهراءِ النازحِ الثَّاوي بعَرصَةِ كربلا=غَرَضَاً لسَهمي كُربَةٍ و بَلاءِ إنَّ المُصيبةَ بالحُسينِ عَظيمَةٌ=فاقَت جَميعَ مصائِبِ العُظماءِ ما عَنَّ مصرعهُ المَهُولُ بِخاطِري=إلا اختَنَقتُ بعَبرَتي و بُكائي أيُّ الأعاظِمِ مَن أُصيبَ مُصابَه=فَادَّافَعَ الآساءَ بالتَأسَاءِ قد أصبَحَت أمُّ الخُطُوبِ عَقيمَةً=عن مِثلِ تِلكَ الوَقعَة الشَّنعاءِ كَلَّ اللِّسانُ عَنِ البَيَانِ لِما جَرَى=في الطَّفِ مِن نُوَبٍ و مِن أزرَاءِ حيثُ الحُسينُ يرى أطايبِ آلِهِ=و حُماتِهِ صرعَى على الرَّمضاءِ و قد استَدارَت حَولَهُ لقِتالِهِ=سَبعونَ ألفاً مِن ذَوي البَغضاءِ فأتى إلى خِيَمِ النِّسَاء مُوَدِّعاً=تَوديعَ بَرٍّ موقِنٍ بِفَنَاءِ يَدنُو إلى أطفالِهِ فيشُمُّهُم=كُلَّاً على حِدَةٍ على استِقصاءِ و يقولُ و الزَّفَراتُ تَحبِسُ نُطقَهُ=و جُفُونُهُ كَعَوَارِضِ الأنواءِ إنِّي مُفارِقُكُم و ما هوَ عن قِلى=لَكِن لِسِبقِ مَشيئَةٍ و قَضَاءِ اللهُ كافِلُكُم و ملقى كلِّكُمْ=نِعمَ الكَفيلُ و ألطَفُ الخُلَفَاءِ فإذا بَرَزْتُ إلى مُلاقاةِ العِدَا=فَتَحصَّنُوا في مَضرَبي و خِبائيْ و إذا خَررْتُ عن الجوادِ بطَعنَةٍ=نَجلاءَ نافِذَة إلى الأحشَاءِ و رأيتُمُ شِمراً عليَّ قَدِ ارتَقَى=و غِرارُ صَارِمِهِ على عَلبائيْ و رَأيْتُمُونِي فاحِصاً فوقَ الثَّرى=مُتخَضِّباً شَيبي بِفَيضِ دِمَائيْ (1) و رأيتُمُ رأسي على رأسِ القَنَا=كالبَدرِ في جُنحٍ مِنَ الظَّلمَاءِ فَهُنَالِكَ ادَّرِعُوا جَميلَ الصَّبرِ كَيْ=لا تُحطَمُوا بِسَنَابُكِ الأرزَاءِ و إذا بَلَغتُمْ لِلمَدينةِ فاقرِئوا=جَدِّي لَطيفَ تَحيَّتِي و دُعائيْ و على سَليلَتِهِ التي أورَادُها=تُتلى بِهنَّ مَصائِبُ الشُّهَداَءِ و على الذي سَكَنَ البَقيعَ مُجَرَّعِ=السُّمِّ النَّقيعِ مُقَطَّعِ الأمعاءِ قُولوا لِشيعَتي الأطائِب جَدِّدُوا=في كُلِّ عاشورا عَظيمَ عَزَائيْ و اذرُوا على قَتلي مِيَاهَ شُجُونِكُم=و ذَرُوا الهُجُوعَ تَحَرُّزاً لِنَعَائِيْ و إذا شَرِبتُم بارِدَاً فَتَذكَّرُوا=عَطَشي و مَنعي عن مُباحِ المَاءِ و سَعَى ليَقتَحِمَ الوَغَى فَتَعَلَّقَتْ=فيهِ أنامِلُ صِبيَةٍ و نِساءِ مَهلاً بَقيَّةَ آلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ=و سُلالَةَ الكَرَّارِ و الزَّهرَاءِ مَهلاً ثِمَالَ الأرمَلاتِ و كَهفَهَا=و مَلاذَهَا في شِدَّةٍ و رَخَاءِ تَمضي إلى سَبعينَ ألفِ مُقاتِلٍ=فَردَاً و أنتَ عَنِ الشَّريعَةِ نَاءِ هَبْ أنتَ تَمضي لِلجِنَانِ و طيبِها=و مَنَازِلِ الشُّهَدَاءِ و السُّعَدَاءِ أفَلا يُنَغِّصُهَا عَلَيكَ مَقَامُنَا=بَيْنَ العِداةِ بِذِلَّةٍ و سِبَاءِ هذي المَضارِبُ هل تَرَى فيها لَنا=مِن كافِلٍ واقٍ مِنَ الأسوَاءِ فَبَكَى لَهُنَّ كآبَةً و بَكُوا لَهُ=حُزناً يُديرُ بِهِم رَحَى البَرحَاءِ و استَاقَهُ نَحوَ العِدا داعي القَضَا=لِيَصيرَ مِن بؤسٍ إلى نَعمَاءِ فَسَطَا بِهِم كالصَّقرِ في سَربِ القَطَا=أو كالغَضَنْفَرِ في قَطيعِ الشَّاءِ و القَومُ تَنهَبُ عِندَ ذلكَ جِسمَهُ=بثَعالِبٍ زُرقٍ و بِيضِ ظِبَاءِ تَمحُو حُدودَ البِيضِ رَسمَ حَياتِهِ=كَي يَستَفيدَ حَقيقَةَ الأحيَاءِ ما زال يَختَطِفُ النُّفُوسَ بِسيفِهِ=حَتَّى أُتيحَ بِطَعنَةٍ نَجلاءِ فَهَوَى على عَفرِ الثَّرى مُتَعَفِّرَاً=و عُلاهُ يَصعَدُ فَوقَ كُلِّ سَمَاءِ فَبَكَتْ لَهُ حُزناً مَلائِكَةُ السَّمَا=و كذا السَّماءُ هَمَت لَهُ بِدِماءِ تَبكي لَهُ مَيتاً دَمَاً يا لَيتَهَا=جادَت لَهُ حَيَّاً بِقَطرَةِ مَاءِ و لقد حَكَتْ بِنتُ الحُسَينِ حِكايَةً=حَلَّتْ وِكَاءَ مَدَامِعِ الحُلَمَاءِ قالَت خَرَجْتُ مِنَ الخِبَاءِ فَلَاحَ لي=جَسَدُ الشَّهيدِ أبي عَلَى البَوغَاءِ عُريان مَخضُوبٌ بِفَيضِ دِمَائِهِ=فَكَأنَّهُ في حُلَّةٍ حَمرَاءِ تَرِدُ العِتَاقُ على عَوَاتِقِهِ و قّد=أضحَت تَرَائِبُهُ على التُّرُبَاءِ فَلَطَمْتُ وَجهيَ حَسرَةً و صَرَخْتُ وَاْ=ذُلِّي عَقِيبَكَ يا أبي و سِبَائِيْ و شَكَكْتُ أنَّ القَومَ تُورِثُ قَتلَنَاْ=أو سَبيَنَا بالذُّلِّ سَبيَ إِمَاءِ و إذا بِرِجْسٍ يَسلِبُ النِّسوانَ قَدْ=أهدى لَهُنَّ مَلابِسَ البَأسَاءِ فَفَرِرْتُ مِنهُ و قُلتُ ما لِيَ مَلجَأٌ=إلاَّ الفِرارَ بِهَذِهِ القَفْرَاءِ فَقَفَا خُطايَ وَلَمْ يَقِفْ مِنْ خَطوِهِ=إلاَّ و كَعبُ الرُّمحِ فَوقِ قَفَائيْ فَصُعِقْتُ من فَزَعي و هَلَّت أدمُعِيْ=و الرِّجسُ يَسلِبُ بُرقُعِي وَرِدَائِيْ وَسَعَى إلى أُذْنَيَّ يَنزَعُ مِنهُمَا=قُرطَيهِمَا خَرمَاً أسَالَ دِمَائِيْ و بَقِيتُ تَصهَرُ هَامَتِيْ الشَّمسُ الَّتي=تَشوي الشَّوَى وَالهَامُ شَيَّ شِوَاءِ و إذا بِعَمَّتيَ الثَّكُولُ تَضِمُّنِي=ضَمَّ الغَرَامِ شَجِيَّةً لِشَجَائِيْ و تَقولُ قُومي لَستُ أدري ما جَرَى=لِأَخِيْكِ و الفِتيَانِ مِنْ لَأْوَاءِ فَدَعَوتُ هَل مِن خُرقَةٍ يا عَمَّتا=أكْمِيْ بِهَا رأسي عنِ الأعدَاءِ قالَت وَهَا حالي كَحالِكِ ما على=رأسي يُرى شَيءٌ مِنَ الأشياءِ و إذا بِجُثَّتِهَا لِشِدَّةِ ضَربِهَا=كالنَيلِ ليسَ بِها رَوَاقَ بَهَاءِ و استَنهَضَتْنِي لِلخِبَا و إذا بِهِ=جَمُّ الرَّزَايَا مُظلِمُ الأرجَاءِ و أخي العَليلُ عَلَى جَليلِ مُصَابِهِ=يَبكي تَليلَ الوَجهِ في الغَبراءِ لا يَستَطيعُ على النِّسَاءِ حِمايَةً=لِتَرادُفِ الآلامِ و الإيذاءِ و يَقولُ مِن ألَمٍ أمَضَّ فُؤادَهُ=يا لَيتني ما كُنتُ في الأحياءِ يا صَفوَةَ الجَبَّارِ ما لِمَعَاشِكُمْ=في الدَّهرِ ذو كَدَرٍ بغَيرِ صَفَاءِ و إلامَ تُقرَعُ في الزَّمَانِ صِفاتُكُمْ=دأبَاً على إثرِ الفَلا بِبَلاءِ لا غَروَ في الدُّنيَا الدَّنِيَّة إنَّمَا=كُتِبَ البلا فيها على النُبَلاءِ أنتُم سَلاطينُ المَعَادِ و أنتُمُ=غَوثُ العِبَادِ و أقرَبُ الشُّفَعَاءِ فَتَشَفَّعُوا في عَبدِكُم حَسَنٍ وَفِيْ=أبَوَيهِ و الإخوَانِ و الخُلَطَاءِ ما لي إلى اللهِ العَظيمِ وَسيلَةً=إلاَّ وَلائِيْ فيكُمُ وَبَرَائِيْ وَعَلَيْكُمُ صَلَّى السَّلامُ مَتى ارتَقَى=جَوْنُ الغَمَامِ مَنَاكِبَ النُّكَبَاءِ
Testing