شعراء أهل البيت عليهم السلام - قف بالغريّ

عــــدد الأبـيـات
49
عدد المشاهدات
3985
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

قِف بِالغَرِيِّ مُقبِّلاً عَتَبَاتِهِ=وَالثُمْ ثَراهُ ناشِقاً نَفَحَاتِهِ مُتَأمِّلاً ذَاكَ المَقَامَ فإنَّهُ=رَوضٌ بَرَاهُ اللهُ مِن جنَّاتِهِ رَوضٌ تَضَمَّنَ مَنبِعَ النُّورِ الَّذي=شَمسُ الضُحى مِن بَعضِ إشرَاقاتِهِ أُعجوبَةً الكَونِ الذي لِجَلالِهِ=تَاهَت عُقولٌ في مَدَى غايَاتِهِ جبريلُ في حَرَكَاتِهِ ميكَالُ في=مَلَكَاتِهِ عِزرِيلُ في فَتَكَاتِهِ أُنمُوذَجُ الفَضلِ الَّذي قد فَاقَ في=كُلِّ الفَضَائِلِ جَامِعِيْ أشتَاتِهِ البَحْرُ يَغرَقُ في صِفاتِ كَمَالِهِ=و العَقلُ يُبهَرُ في كَمَالِ صِفاتِهِ شَبَحٌ خَفيُّ السُّنحِ ما اطَّلَعَ امرئٌ=غيرُ الرَّسولِ على حَقيقَةِ ذَاتِهِ نُوحٌ و آدَمُ شُرَّفَا بِجِوَارِهِ=يا فَوزَ قَومٍ حَاضِرِيْ حَضَرَاتِهِ لا سَيَّمَا يومَ الغَديرِ فإنَّهُ=في الفَضلِ فوقَ الكَونِ في عَرَفَاتِهِ فانهَض إلى الفَضلِ الذي مَنْ حازَهُ=يَظفُر بِسَعْدِ حَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ فإذا بَلَغتَ إلى عِتَابِ قِبَابِهِ=فالبَثْ تِجَاهَ القَبرِ خَيرِ جِهاتِهِ مُتَوَخِّياً إذنَ الإلهِ فإنَّهُ=يُلقى إلى المأذون في عَبَرَاتِهِ فإذا هَمَتْ عيناكَ مِن شوقٍ إلى=مَولاكَ أو ذِكراكَ رِفعَةُ ذاتِهِ فادخُل دُخُولَ مُسَربَلٍ بِوَقَارِهِ=مُتَحَنِّكٍ بالفَضلِ مِنْ أحبَاتِهِ وَقُلِ السلامُ عليكَ يا مَولايَ يا=مَن حُبُّهُ في القلبِ مِن حَباتِّهِ يا مَن تَشَعشَعَ نُورُهُ في قلبِ مَن=يَهواهُ كالمِصباحِ في مِشكاتِهِ يا مَن زيارَتُهُ تَحُطُّ الوِزرَ عَنْ=مَنْ زارَهُ وَتَزيدُ في حَسَناتِهِ يا مَن تَسَربَلَ بالإمامَةِ مِن لَدُنْ=رَبِّ العُلى بِالنَّصرِ في آيَاتِهِ وَمُفطَّراً بالسَّيفِ مَفرِقُ رأسِهِ=عِندَ اقتِرانِ صِيامِهِ بِصلاتِهِ حتَّى غدا المُحْمَرٌّ مِن فَيضِ الدِّما=يَهمي على المُبيَضِّ من شَيباتِهِ فكأنَّهُ سَيفٌ لَهُ يَومَ الوَغَى=قد ورَّدَت عَلَقُ الدِّمَا صَفَحاتِهِ في فَتكِ سُعلاةِ الشُّرَاةِ بِحَيدَرٍ=عِبَرٌ لِمُبتاعي الهُدى وُشُراتِهِ أو لا حَقَارَةُ هَذِهِ الدُّنيا لَمَا=فَتَكَت بِضَرغَامٍ يَداً سُعلاتِهِ تَبَّاً لِدَهرٍ يَعكِسُ المَحمُودَ مِن=عاداتِهِ رَغماً على سادَاتِهِ الصَّقرُ قد كانَ القَطَا لَقَطَاتُهُ=وَاليَومَ أصبَحَ لَقطَةً لِقَطَاتِهِ أردَى الإمامُ لِشَجَّةٍ مأمونَةٍ=لَحِقَتْهُ مِن قَبلِ انقِضاءِ صَلاتِهِ تَبَّت يَدَاهُ و شُلَّتَا كِلتاهُما=هذا جَزَاءُ عَطَائِهِ وَصَلاتِهِ ما عَقرُ كَلبِ ثَمودَ نَاقَةَ صالِحٍ=مِن عَقرِ حَيدَرَة عَقورَ شُراتِهِ أتُشَجُّ هامَةُ مَن عَلَت أقدَامُهُ=كَتِفَيْ رسُولِ اللهِ في مَرضَاتِهِ أمَنَاكِبُ المُختارِ تَحتَ نِعالِهِ=وَمَضَارِبُ البَتَّارِ فَوقَ شُواتِهِ أيُّ الفَوَادِح في فُؤادِ مُحَمَّدٍ=وَفُؤادِ فاطِمَةٍ أجَلَّ بَنَاتِهِ لَوْ عايَنَاهُ مُغَسَّلاً بِدِمَائِهِ=مُلقىً طَريحَاً في سِياقِ وَفَاتِهِ يُغشى عَلَيهِ مِنْ نَزيفِ دَمٍ وَمِنْ=لَسَعَات سُمٍّ مُوجِبِ لِسُبَاتِهِ نَبَتَ العَرَاءُ مَكَانَ وَردِ خُدُودِهِ=و ارتَدَّ ابرِيزاً عَقيقُ شِفاتِهِ (1) لَهْفِيْ لِصَوَّام الهَجيرِ على الطّوى=لِلضَّعفِ ليسَ يَصومُ مَفروضَاتِهِ لَهْفِيْ لِقَوَّامِ الكَثيرِ مِنَ الدُّجى=لِلعَجزِ لَيسَ يَقومَ في صَلَواتِهِ لَهْفِيْ لِقَسَّامِ السَّعيرِ مُقَسَّماً=مِنهُ القَذالُ بِسَيفِ شَرِّ عِدَاتِهِ لَهْفِيْ عَلى الوَجهِ المُنيرِ مَعَفَّرَاً=وَدِماؤُهُ تَجري على وَجَنَاتِهِ لَهْفِيْ على كَنزِ الفَقيرِ مُغَيّباً=أنوَارُهُ في التُّربِ مِنْ طَبَقَاتِهِ فَليَبكِ مِنبَرُهُ خٌصُوصاً عِندَمَا=يَرقَاهُ مَروَانٌ لِوَعظِ غُواتِهِ وَدَّت مَرَاقي الوَاعِظِينَ لَوْ أنَّهَا=صَارَت عِضِينَ لَدَى استِمَاعِ عِظاتِهِ ما بَالُ أُمَّةِ أحمَدٍ تَقسُو عَلَى=أحبابِهِ وَتَلينُ عِندَ عِدَاتِهِ هَذَا الذي أردى الحُسَينَ بِكَربَلا=وَحُمَاتَهُ وَحَمَاهُ مَاءَ فُرَاتِهِ أفدَيْهِ لَمَّا خَرَّ عَن قُرْبُوْسِهِ=مُتَصَرِّمَاً مِنهُ حِبَالُ حَيَاتِهِ تَتَنَافَسُ الأترابُ في جَنَّاتِهَا=بِلِقائِهِ و التُّربُ في وَجَنَاتِهِ آلُ النَّبيِّ غَرَستُ في قَلبي لَكُم=صَفوَ الوِدَادِ فَمَاسَ في رَوضَاتِهِ أَعظِمْ بِذاكَ الغَرسِ نَفعَاً لِلفَتَى=حَسَنٍ فَإنَّ الفَوزَ مِنْ ثَمَرَاتِهِ صَلَّى الإلهُ عَلَيكُمُ خَيرَ الوَرَى=ما غَرَّدَ القُمْرِيُّ في شَجَراتِهِ
Testing