قِــــف بِــالـغَـرِيِّ مُـقـبِّـلاً
عَـتَـبَـاتِهِ وَالــثُــمْ ثَــــراهُ نــاشِـقـاً
نَـفَـحَـاتِهِ
مُــتَــأمِّــلاً ذَاكَ الــمَــقَـامَ
فـــإنَّــهُ رَوضٌ بَـــــرَاهُ اللهُ مِــــن
جــنَّـاتِـهِ
رَوضٌ تَـضَـمَّنَ مَـنـبِعَ الـنُّـورِ
الَّــذي شَمسُ الضُحى مِن بَعضِ
إشرَاقاتِهِ
أُعـجـوبَـةً الــكَـونِ الـــذي
لِـجَـلالِهِ تَـاهَـت عُـقـولٌ فــي مَــدَى
غـايَاتِهِ
جـبـريلُ فــي حَـرَكَاتِهِ مـيكَالُ
فـي مَـلَـكَـاتِـهِ عِــزرِيـلُ فـــي
فَـتَـكَـاتِهِ
أُنـمُوذَجُ الـفَضلِ الَّـذي قد فَاقَ
في كُـــلِّ الـفَـضَـائِلِ جَـامِـعِيْ
أشـتَـاتِهِ
الـبَـحْرُ يَـغـرَقُ فـي صِـفاتِ
كَـمَالِهِ و الـعَـقلُ يُـبهَرُ فـي كَـمَالِ
صِـفاتِهِ
شَـبَحٌ خَـفيُّ الـسُّنحِ ما اطَّلَعَ
امرئٌ غـيـرُ الـرَّسـولِ عـلى حَـقيقَةِ
ذَاتِـهِ
نُـــــوحٌ و آدَمُ شُـــرَّفَــا
بِــجِــوَارِهِ يــا فَــوزَ قَــومٍ حَـاضِرِيْ
حَـضَرَاتِهِ
لا سَــيَّـمَـا يــــومَ الــغَـديـرِ
فــإنَّـهُ في الفَضلِ فوقَ الكَونِ في عَرَفَاتِهِ
فـانهَض إلى الفَضلِ الذي مَنْ حازَهُ يَـظـفُـر بِـسَـعْـدِ حَـيَـاتِـهِ
وَمَـمَـاتِـهِ
فـــإذا بَـلَـغتَ إلــى عِـتَـابِ
قِـبَـابِهِ فـالـبَثْ تِـجَـاهَ الـقَـبرِ خَـيـرِ
جِـهاتِهِ
مُــتَــوَخِّـيـاً إذنَ الإلــــــهِ
فـــإنَّـــهُ يُـلـقى إلــى الـمأذون فـي
عَـبَرَاتِهِ
فـإذا هَـمَتْ عـيناكَ مِـن شوقٍ
إلى مَـــولاكَ أو ذِكـــراكَ رِفـعَـةُ
ذاتِــهِ
فـادخُـل دُخُــولَ مُـسَـربَلٍ
بِـوَقَـارِهِ مُـتَـحَـنِّكٍ بـالـفَـضلِ مِـــنْ
أحـبَـاتِـهِ
وَقُــلِ الـسلامُ عـليكَ يـا مَـولايَ
يـا مَــن حُـبُّـهُ فـي الـقلبِ مِـن
حَـباتِّهِ
يـا مَـن تَشَعشَعَ نُورُهُ في قلبِ
مَن يَـهـواهُ كـالـمِصباحِ فــي
مِـشـكاتِهِ
يــا مَــن زيـارَتُـهُ تَـحُطُّ الـوِزرَ
عَـنْ مَـــنْ زارَهُ وَتَــزيـدُ فــي
حَـسَـناتِهِ
يـا مَـن تَـسَربَلَ بـالإمامَةِ مِـن
لَدُنْ رَبِّ الـعُـلـى بِـالـنَّـصرِ فـــي
آيَـاتِـهِ
وَمُـفـطَّراً بـالـسَّيفِ مَـفـرِقُ
رأسِـهِ عِــنـدَ اقــتِـرانِ صِـيـامِـهِ
بِـصـلاتِـهِ
حـتَّى غـدا الـمُحْمَرٌّ مِن فَيضِ
الدِّما يَـهـمي عـلى الـمُبيَضِّ مـن
شَـيباتِهِ
فـكـأنَّـهُ سَـيـفٌ لَــهُ يَــومَ
الـوَغَـى قــد ورَّدَت عَـلَـقُ الـدِّمَـا
صَـفَـحاتِهِ
فــي فَـتـكِ سُـعلاةِ الـشُّرَاةِ
بِـحَيدَرٍ عِــبَـرٌ لِـمُـبتاعي الـهُـدى
وُشُـراتِـهِ
أو لا حَــقَـارَةُ هَـــذِهِ الـدُّنـيـا
لَــمَـا فَـتَـكَـت بِـضَـرغَـامٍ يَـــداً
سُـعـلاتِـهِ
تَـبَّـاً لِـدَهـرٍ يَـعـكِسُ الـمَحمُودَ
مِـن عــاداتِــهِ رَغــمــاً عــلـى
ســادَاتِـهِ
الـصَّـقرُ قــد كــانَ الـقَطَا
لَـقَطَاتُهُ وَالــيَـومَ أصــبَـحَ لَـقـطَـةً
لِـقَـطَاتِهِ
أردَى الإمــــامُ لِــشَـجَّـةٍ
مـأمـونَـةٍ لَـحِـقَتْهُ مِــن قَـبـلِ انـقِضاءِ
صَـلاتِهِ
تَــبَّــت يَــــدَاهُ و شُـلَّـتَـا
كِـلـتـاهُما هــــذا جَــــزَاءُ عَـطَـائِـهِ
وَصَــلاتِـهِ
مــا عَـقـرُ كَـلبِ ثَـمودَ نَـاقَةَ
صـالِحٍ مِــن عَـقـرِ حَـيـدَرَة عَـقورَ
شُـراتِهِ
أتُـشَـجُّ هـامَـةُ مَــن عَـلَـت
أقـدَامُهُ كَـتِـفَيْ رسُــولِ اللهِ فـي
مَـرضَاتِهِ
أمَـنَـاكِـبُ الـمُـخـتارِ تَــحـتَ
نِـعـالِهِ وَمَــضَـارِبُ الـبَـتَّـارِ فَــوقَ
شُـواتِـهِ
أيُّ الــفَـوَادِح فـــي فُــؤادِ
مُـحَـمَّدٍ وَفُــــؤادِ فــاطِـمَـةٍ أجَــــلَّ
بَـنَـاتِـهِ
لَــــوْ عــايَـنَـاهُ مُــغَـسَّـلاً
بِــدِمَـائِـهِ مُـلـقىً طَـريـحَاً فـي سِـياقِ
وَفَـاتِهِ
يُـغشى عَـلَيهِ مِـنْ نَـزيفِ دَمٍ
وَمِـنْ لَـسَـعَـات سُـــمٍّ مُـوجِـبِ
لِـسُـبَاتِهِ
نَـبَـتَ الـعَـرَاءُ مَـكَـانَ وَردِ
خُــدُودِهِ و ارتَــدَّ ابـرِيـزاً عَـقيقُ شِـفاتِهِ
(1)
لَـهْفِيْ لِـصَوَّام الـهَجيرِ على
الطّوى لِـلـضَّعفِ لـيسَ يَـصومُ
مَـفروضَاتِهِ
لَـهْـفِيْ لِـقَـوَّامِ الـكَثيرِ مِـنَ
الـدُّجى لِـلـعَجزِ لَـيـسَ يَـقـومَ فـي صَـلَواتِهِ
لَـهْـفِيْ لِـقَـسَّامِ الـسَّـعيرِ
مُـقَـسَّماً مِـنـهُ الـقَـذالُ بِـسَـيفِ شَـرِّ
عِـدَاتِهِ
لَـهْـفِيْ عَـلى الـوَجهِ الـمُنيرِ
مَـعَفَّرَاً وَدِمـــاؤُهُ تَــجـري عــلـى
وَجَـنَـاتِـهِ
لَـهْـفِيْ عـلـى كَـنـزِ الـفَـقيرِ
مُـغَـيّباً أنــوَارُهُ فــي الـتُّـربِ مِـنْ
طَـبَقَاتِهِ
فَـلـيَـبكِ مِـنـبَـرُهُ خٌـصُـوصاً
عِـنـدَمَا يَــرقَـاهُ مَـــروَانٌ لِــوَعـظِ
غُــواتِـهِ
وَدَّت مَـرَاقـي الـوَاعِـظِينَ لَـوْ
أنَّـهَا صَـارَت عِضِينَ لَدَى استِمَاعِ
عِظاتِهِ
مــا بَــالُ أُمَّــةِ أحـمَدٍ تَـقسُو
عَـلَى أحــبـابِـهِ وَتَــلـيـنُ عِــنــدَ
عِــدَاتِــهِ
هَــذَا الــذي أردى الـحُسَينَ
بِـكَربَلا وَحُــمَـاتَـهُ وَحَــمَــاهُ مَـــاءَ
فُــرَاتِـهِ
أفــدَيْـهِ لَــمَّـا خَــرَّ عَــن
قُـرْبُـوْسِهِ مُـتَـصَـرِّمَـاً مِــنــهُ حِــبَـالُ
حَـيَـاتِـهِ
تَـتَـنَـافَسُ الأتـــرابُ فـــي
جَـنَّـاتِهَا بِـلِـقـائِهِ و الــتُّـربُ فـــي
وَجَـنَـاتِـهِ
آلُ الـنَّبيِّ غَـرَستُ فـي قَـلبي
لَـكُم صَـفوَ الـوِدَادِ فَـمَاسَ فـي
رَوضَـاتِهِ
أَعـظِمْ بِـذاكَ الـغَرسِ نَـفعَاً
لِـلفَتَى حَـسَـنٍ فَــإنَّ الـفَـوزَ مِــنْ
ثَـمَرَاتِهِ
صَـلَّـى الإلــهُ عَـلَـيكُمُ خَـيرَ
الـوَرَى مــا غَــرَّدَ الـقُـمْرِيُّ فــي
شَـجَراتِهِ