شعراء أهل البيت عليهم السلام - حبّك إيمان و بغضك ضدّه

عــــدد الأبـيـات
62
عدد المشاهدات
3349
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

خُضِ الهَولَ في العلياءِ و اقتحِمِ الوَعرَا=وَإنْ عَضَّ نابُ الخَطبِ فادَّعِ الصَّبرَا وَحُثَّ قِواكَ الوانيَاتِ على السُّرى=إلى المَجدِ إن الصُبحَ مَحمَدُهُ المَسرَى وَكُن ثابتاً في الشُّكرِ بينَ مُحيطِهِ=وَمَركَزِهِ لا تَخطُ عَنهُ ولا شِبرَا ألا إنَّ أنفاسَ الحياةِ نَفيسَةٌ=لإمكانِ أن يَسري بِهَا الفَوزُ في الأُخرَى لَعَمريَ إن العُمرَ خيرُ ذَخيرةٍ=فأسفَهُ خَلقِ اللهِ مَنْ ضَيَّعَ العُمرَا فَوَا أسَفَاً لَوْ كانَ يُجدي تأسُّفٌ=على عُمُرٍ وَلَّى كأن لم يَكُن مَرّاً تَراءَت ليَ الدُّنيا بِرائِقِ قِشرِهَا=وَلَو كُنتُ ذا لُبٍّ تَبَيَّنتُهَا قِشرَا فَذُو اللٌّبِّ صافي الفِكرِ يقشِرُ قِشرَهَا=فَيَبدو لهُ الخُبثُ الذي تحتَهُ قُرَّا كَفَاسِدَةِ البَيضِ الذي قد تَعَفَّنَت=فقد خَبُثَت لُباً كما حَسُنَت قِشرَا سَقَتني عِقارَ الخُدعِ حتَّى عَمِلتُ مِنْ=كَثيرِ الخَطَا ما يَملأُ البَرَّ و البَحرَا فَلَمَّا صَحَا عَقلي تَبَيَّنتُ أنَّنِي=كّدُودَةِ قَزٍّ كاثَفَت فَوقَهَا سِترَا فَلَم أرَ كالدُّنيا عَدواً لِذِي حِجَىً=تَبُرُّ بمن أكدى و تَحرِمُ مَن بَرَّا ألَم تَرَ أنَّ الله أيَّدَ حَيدَراً=فَمَهمَا أرادَ الحَربَ أردَفَهُ النَّصرَا فَكَفَّ أكُفَّ الكُفرِ عن دينِ أحمَدٍ=فكَم مَرَّةٍ مُدَّت فَقَصَّرَهَا جَزرَا أمَا كانَ في أُحْدٍ وَبَدرٍ وَخَيبَرٍ=وَيَومَ حُنَينٍ ما يَسُوقُ لَهُم ذَعرَا وَلَكِنَهُم حقَّ الشَّقاءُ عليهمُ=و قادَهُمُ لِلحَتفِ غَدرُهُمُ قَسرَا فَلَمَّا التَقَى الجَمعَانِ خَرَّ بَعِيرُها=عَقيرَاً مَعَ القَتلى وَسَايَرَهُم أسرَى فأركبهُم سُفْنَ السَّلامةِ مِنَّةً=عَلَيهم و كم للمُرتضى مِنَّةٌ كُبرَى وأمَّا الذي خَيرُ الوَصيِّينَ مُهرُها=فَتِلكَ سَمَت مَهراً بِهِ انخَفَقَتْ قَدرَا تَرَاءَت لِمَشغوفِ الفُؤادِ بِحُبِّهَا=فَلَم يَستطيع عَنها سُلُواً ولا صَبرَا فأغرَتهُ تَحريضاً على قَتلِ حَيدَرٍ=فَيَا قَبَّحَ اللهُ المُحَرِّضَ و المُغرَى بِنَفسي مَقتولاً خِلالَ صَلاتِهِ=بِنورِ جَلالِ اللهِ مُستَغرِقاً فِكرَا مُقيماً على سَمتِ الخُشُوعِ وَلَو غَدَا=فَمُ القُبَّةِ الخَضرَاءِ يَلتَقِمُ الغَبرَا لَعَمرُكَ ما الحِسُّ الكَثيفُ بِمَانِعٍ=مَشَاعِرَهُ أن تُدرِكَ الألطَفَ الأطرَى هُوَ القُطبُ دَفعي اليَقينِ إفاضَةً=مِنَ الله دَرَّت قَبلَ أن يَخلُقَ الدُّرَّا وَبُرهانُهُ القّطعيُّ لَو كُشِفَ الغِطَا=وَذَاكَ مَقَامٌ رَدَّ عَينَ الوَرَى حَسرَى تَصَدَّى لَهُ المَلعونُ و الفَجرُ سَاطِعٌ=فَجَرَّدَ مَصقولاً فَثَنَّى بِهِ الفَجرَا وَصَوَّبَهُ مِنْ فَوقِ مَفْرِقِ رأسِهِ=فَخرَّ عَفيراً في الثَّرى ساجِداً شُكرَا يَقولُ وَرَبِّ البَيتِ فِزتُ و حَبَذا=مُقاماً بِهِ نِلتُ الكَرَامَةَ و البِشرَا فَفَاضَ دَمَاً رأسُ الإمامِ مَضَرِّجاً=لِجُثمانِهِ حتَّى اكتسى حُلَّةً حَمرَا فَدَيتُ إماماً أَمَّهُ في صَلاتِهِ=بَوَارِقُ بَتْرٍ أقبَلَتْ نَحوَهُ بَترَا فَمَا ضَرَّهُ شَفعٌ أُقيمَت وَراءَهُ=فَصَلَّتْ و لكِن من تَنَاوُلِهِ وِترَا لَقَد وُتِرَ الإسلامُ غَدرَاً بِوِترِهِ=فَمَنِ الذي من بَعدِهِ يُدرِكُ الوِترَا أتَعلُوا مَبَاتِيرُ الضُّبَا فَوقَ رأسِهِ=وَكَعبَاهُ قد جازا النَّعَائمَ وَ النِّسرَا و يَسري غِرارُ السَّيفِ في رأسِهِ وَقَد=رَقى فَوقَ كَتفَي مُرتَقِيْ سُلَّمَ الإسرَا بِنَفسي مَقتولاً شَهيداً مُجَدَّلاً=عَفيراً خضيبَ الوَجهِ و الشَّيبَةِ الغَرَّا يَسِيرُ بِهِ السُّمُّ الكَثيرُ و لهبُهُ=لو اكْتَنَّ في جَمر الغَضَا احرَقَ الجَمرَا بِنَفسيَ مَن ذاقَ الرَّدَى وَهوَ صائِمٌ=وَقَد فَطَرَ البَتَّارُ مَفرَقَهُ فَطرَا مَحَى حَدَّهُ رَسمُ انكِشَافِ حَيَاتِهِ=لَنَا وَهُوَ حَيٌّ عِندَ خَالِقِهِ يُقرَى دَمُ المُرتضى يَجري صَبيبَاً على الثَّرى=ولا كَبْدٌ ولا مَدمَعٌ يُذرَى أتَطوِيْ طَوِيَّاتُ العُلَى نَشرَ بِشْرِهَا=ولا يَنطوي مِنَّا السُّرُورُ وَلا البُشرَى أمَا قُبَّةُ الإسلامِ خَرَّ عَمُودُهَا=كَسيراً فَحَتَّامَ الذُّهُولُ عَنِ الذِّكرَى ألَم يَبكِهِ جِبريلُ في أُفُقِ السَّمَا=وأحمَدُ و السِّبطانُ و البَضعَةُ الزَّهرَا فَيَا قاتِلَ الكَرَّارِ حالَ صَلاتِهِ=ألا كُنتَ قاتَلتَ الإمامَ إذَا كَرَّا فَيَقذِفُ مِنكَ الرُّوحَ في جَوفِ صارِمٍ=كَمِثلِ عَصَا مُوسى إذا التَقَفَتْ سِحرَا فَيا عَجَبَاً لِلجَروِ يَقتُلُ حَيدَراً=وَيَا عَجَبَاً لِلنَّملِ يَفتَرسُ الصَّقرَا وَحَيثُ أُذيقَ الصَّقرُ صَابَ حِمَامِهِ=فَقُلْ لِتَفَاريقِ القَطَا تألَفُ الوَكرَا فَلا فَطَمَتْ بعدَ ابنِ فاطِمَ مُرضِعٌ=رَضيعاً ولا دَرَّتْ على مُرضَعٍ دَرَّا فَمَن ذا الذي يُغني غِناهُ بِحَربِهِ=و مِحرابِهِ أو حِينَ سَرَّاءَ أو ضُرَّا و لا سُلَّتِ البِيضُ الرِّقاقُ لِحادِثٍ=سِوىَ أن تَرَى الجُردَ العِتاقَ بِهَا عَقرَا عَقَرتُ جَنَانِي إن سَلا عَنكَ حَيدَرٌ=و أعرَضتُ أن أعرَضتُ عَنكَ إلى الأخرى فَحُبُّكَ إيمَانٌ و بُغضُكَ ضِدُّهُ=و أنتَ أمينُ اللهِ و الآيَةُ الكُبرَى أيا عِلَلَ الإيجَادِ و الفَوزِ في غَدٍ=خٌذٌوا بِيَدِي لا تَترُكُونِي و الوِزرَا فَمَاليَ ذُخرٌ غَيرُ خَالِصِ حُبِّكُمْ=و أعظِم بِهَذَا للفَتَى حَسَنٍ ذُخرَا سَمَوتُ إليكُمْ مَاضِيَ العَزمِ لا كَمَنْ=يُقَدِّمُ رِجلاً ثُمَّ لا يَرفَعُ الأُخرَى شَرِبتُ رَحيقُ الحُبِّ فِيكُمْ مُمَسَّكَاً=فَمَهمَا أَصُغْ شِعرَاً يَضَع في الوَرَى عِطرَا فَشُمَّا لِمِعطَارِ المَفَارِقِ طِفلَةً=عَرُوساً نَكُولاً في الزَّفَافِ و لا بِكرَا تُضيءُ مِنَصَّاتِ الجَلاءِ بِلُؤلُؤ=تَلألَأَ في عِقدِ الوِلا زَيَّنَ النَحرَا عُرُوضاً لِقَولِ العَالِمِ العَلّمِ الّذي=سَمَا فَوقَ قَرنِ الشَّمسِ أخمَصُهُ فَخرَا مُحَمَّداً المَحمُودُ فِعلاً وَعُنصُراً=سَليلُ ابنِ عُصفُورٍ مَنِ افتَرَسَ الصَّقرَا إلامَ التَّمَادُعِ في الضَّلالَةِ و الخُسرَى=و تَتْرُكُ ما يُجديكَ في النَّشأَةِ الأُخرَى عَلَيكُمْ سَلامُ اللهِ يا خِيرَةَ الوَرَى=مَتَى امتَنَعَ الأعدَادُ أن تَقْبَلَ الحَصرَا
Testing