خُـضِ الـهَولَ في العلياءِ و اقتحِمِ
الوَعرَا وَإنْ عَــضَّ نـابُ الـخَطبِ فـادَّعِ
الـصَّبرَا
وَحُــثَّ قِــواكَ الـوانـيَاتِ عـلى
الـسُّرى إلـى الـمَجدِ إن الـصُبحَ مَحمَدُهُ
المَسرَى
وَكُــن ثـابـتاً فــي الـشُّكرِ بـينَ
مُـحيطِهِ وَمَــركَــزِهِ لا تَــخــطُ عَــنـهُ ولا
شِــبـرَا
ألا إنَّ أنـــفـــاسَ الــحــيــاةِ
نَــفـيـسَـةٌ لإمـكانِ أن يَسري بِهَا الفَوزُ في
الأُخرَى
لَــعَـمـريَ إن الــعُـمـرَ خــيــرُ
ذَخــيــرةٍ فـأسـفَهُ خَـلـقِ اللهِ مَــنْ ضَـيَّـعَ
الـعُمرَا
فَـــوَا أسَـفَـاً لَــوْ كــانَ يُـجـدي
تـأسُّـفٌ عـلـى عُـمُـرٍ وَلَّــى كــأن لـم يَـكُن
مَـرّاً
تَـــراءَت لـــيَ الـدُّنـيـا بِـرائِـقِ
قِـشـرِهَا وَلَـــو كُــنـتُ ذا لُـــبٍّ تَـبَـيَّـنتُهَا
قِــشـرَا
فَـذُو الـلٌّبِّ صـافي الـفِكرِ يقشِرُ
قِشرَهَا فَـيَـبدو لــهُ الـخُـبثُ الــذي تـحـتَهُ
قُــرَّا
كَـفَـاسِـدَةِ الـبَـيضِ الــذي قــد
تَـعَـفَّنَت فـقـد خَـبُـثَت لُـبـاً كـمـا حَـسُنَت
قِـشرَا
سَـقَتني عِـقارَ الـخُدعِ حـتَّى عَـمِلتُ
مِنْ كَـثـيرِ الـخَـطَا مــا يَـمـلأُ الـبَـرَّ و
الـبَحرَا
فَــلَـمَّـا صَــحَـا عَـقـلـي تَـبَـيَّـنتُ
أنَّــنِـي كّـــدُودَةِ قَـــزٍّ كـاثَـفَـت فَـوقَـهَـا
سِـتـرَا
فَــلَـم أرَ كـالـدُّنـيا عَـــدواً لِــذِي
حِـجَـىً تَــبُـرُّ بـمـن أكــدى و تَـحـرِمُ مَــن
بَــرَّا
ألَــــــم تَـــــرَ أنَّ الله أيَّـــــدَ
حَـــيــدَراً فَـمَـهـمَا أرادَ الــحَـربَ أردَفَــهُ
الـنَّـصرَا
فَـكَـفَّ أكُــفَّ الـكُـفرِ عــن ديــنِ
أحـمَدٍ فــكَـم مَـــرَّةٍ مُـــدَّت فَـقَـصَّرَهَا
جَــزرَا
أمَـــا كـــانَ فـــي أُحْـــدٍ وَبَــدرٍ
وَخَـيـبَرٍ وَيَــومَ حُـنَـينٍ مــا يَـسُـوقُ لَـهُـم
ذَعــرَا
وَلَــكِـنَـهُـم حـــــقَّ الــشَّـقـاءُ
عـلـيـهـمُ و قــادَهُــمُ لِـلـحَـتفِ غَــدرُهُـمُ
قَــسـرَا
فَـلَـمَّـا الـتَـقَـى الـجَـمعَانِ خَــرَّ
بَـعِـيرُها عَـقـيرَاً مَــعَ الـقَـتلى وَسَـايَرَهُم
أسـرَى
فـأركـبـهُـم سُــفْــنَ الــسَّـلامـةِ
مِــنَّــةً عَـلَـيهم و كــم لـلـمُرتضى مِـنَّـةٌ
كُـبرَى
وأمَّـــا الـــذي خَــيـرُ الـوَصـيِّينَ
مُـهـرُها فَـتِـلكَ سَـمَت مَـهراً بِـهِ انـخَفَقَتْ
قَـدرَا
تَــــرَاءَت لِـمَـشـغـوفِ الــفُـؤادِ
بِـحُـبِّـهَا فَـلَـم يَـسـتطيع عَـنـها سُـلُـواً ولا
صَـبرَا
فـأغـرَتـهُ تَـحـريـضاً عـلـى قَـتـلِ
حَـيـدَرٍ فَــيَـا قَــبَّـحَ اللهُ الـمُـحَرِّضَ و
الـمُـغرَى
بِــنَـفـسـي مَــقــتـولاً خِــــلالَ
صَــلاتِــهِ بِــنــورِ جَـــلالِ اللهِ مُـسـتَـغرِقاً
فِــكـرَا
مُـقيماً عـلى سَـمتِ الـخُشُوعِ وَلَـو
غَـدَا فَـــمُ الـقُـبَّـةِ الـخَـضرَاءِ يَـلـتَقِمُ
الـغَـبرَا
لَـعَـمـرُكَ مـــا الـحِـسُّ الـكَـثيفُ
بِـمَـانِعٍ مَـشَـاعِرَهُ أن تُــدرِكَ الألـطَفَ
الأطـرَى
هُـــوَ الـقُـطبُ دَفـعـي الـيَـقينِ
إفـاضَـةً مِـــنَ الله دَرَّت قَـبـلَ أن يَـخـلُقَ
الــدُّرَّا
وَبُـرهـانُهُ الـقّـطعيُّ لَــو كُـشِـفَ
الـغِطَا وَذَاكَ مَـقَـامٌ رَدَّ عَـيـنَ الــوَرَى
حَـسـرَى
تَـصَـدَّى لَــهُ الـمَـلعونُ و الـفَجرُ
سَـاطِعٌ فَــجَـرَّدَ مَـصـقـولاً فَـثَـنَّـى بِــهِ
الـفَـجرَا
وَصَــوَّبَـهُ مِـــنْ فَـــوقِ مَــفْـرِقِ
رأسِــهِ فَـخرَّ عَـفيراً فـي الـثَّرى سـاجِداً
شُـكرَا
يَــقــولُ وَرَبِّ الـبَـيـتِ فِـــزتُ و
حَــبَـذا مُـقـامـاً بِــهِ نِـلـتُ الـكَـرَامَةَ و
الـبِـشرَا
فَــفَـاضَ دَمَـــاً رأسُ الإمـــامِ
مَـضَـرِّجاً لِـجُـثـمانِهِ حـتَّـى اكـتـسى حُـلَّـةً
حَـمـرَا
فَــدَيــتُ إمــامــاً أَمَّــــهُ فـــي
صَــلاتِـهِ بَــــوَارِقُ بَــتْــرٍ أقــبَـلَـتْ نَــحـوَهُ
بَــتـرَا
فَــمَــا ضَــــرَّهُ شَــفــعٌ أُقـيـمَـت
وَراءَهُ فَـصَـلَّـتْ و لــكِـن مـــن تَـنَـاوُلِـهِ
وِتــرَا
لَــقَــد وُتِــــرَ الإســـلامُ غَـــدرَاً
بِــوِتـرِهِ فَـمَـنِ الــذي مــن بَـعـدِهِ يُـدرِكُ
الـوِترَا
أتَـعـلُـوا مَـبَـاتِـيرُ الـضُّـبَـا فَــوقَ
رأسِــهِ وَكَـعـبَاهُ قــد جــازا الـنَّـعَائمَ وَ
الـنِّـسرَا
و يَـسري غِـرارُ الـسَّيفِ فـي رأسِهِ
وَقَد رَقـى فَـوقَ كَـتفَي مُـرتَقِيْ سُلَّمَ
الإسرَا
بِـنَـفـسـي مَــقـتـولاً شَــهـيـداً
مُــجَــدَّلاً عَـفـيراً خـضيبَ الـوَجهِ و الـشَّيبَةِ
الـغَرَّا
يَــسِـيـرُ بِـــهِ الــسُّـمُّ الـكَـثـيرُ و
لـهـبُـهُ لـو اكْـتَنَّ فـي جَمر الغَضَا احرَقَ
الجَمرَا
بِـنَـفسيَ مَــن ذاقَ الــرَّدَى وَهـوَ
صـائِمٌ وَقَـــد فَــطَـرَ الـبَـتَّـارُ مَـفـرَقَـهُ
فَــطـرَا
مَــحَـى حَــدَّهُ رَســمُ انـكِـشَافِ
حَـيَـاتِهِ لَــنَـا وَهُـــوَ حَـــيٌّ عِـنـدَ خَـالِـقِهِ
يُـقـرَى
دَمُ الـمُرتضى يَـجري صَـبيبَاً عـلى
الثَّرى ولا كَــــبْــــدٌ ولا مَــــدمَــــعٌ
يُـــــــذرَى
أتَـطـوِيْ طَـوِيَّـاتُ الـعُـلَى نَـشرَ
بِـشْرِهَا ولا يَـنـطوي مِـنَّـا الـسُّـرُورُ وَلا
الـبُشرَى
أمَــــا قُــبَّـةُ الإســـلامِ خَـــرَّ
عَـمُـودُهَـا كَـسـيراً فَـحَـتَّامَ الـذُّهُـولُ عَـنِ
الـذِّكرَى
ألَــم يَـبـكِهِ جِـبـريلُ فــي أُفُــقِ
الـسَّمَا وأحـمَـدُ و الـسِّـبطانُ و الـبَضعَةُ
الـزَّهرَا
فَــيَــا قــاتِــلَ الــكَـرَّارِ حـــالَ
صَــلاتِـهِ ألا كُــنــتَ قــاتَـلـتَ الإمــــامَ إذَا
كَـــرَّا
فَـيَقذِفُ مِـنكَ الـرُّوحَ فـي جَـوفِ
صارِمٍ كَـمِثلِ عَـصَا مُـوسى إذا الـتَقَفَتْ
سِحرَا
فَــيــا عَــجَـبَـاً لِـلـجَـروِ يَـقـتُـلُ
حَــيـدَراً وَيَـــا عَـجَـبَـاً لِـلـنَّملِ يَـفـتَرسُ
الـصَّـقرَا
وَحَـيـثُ أُذيــقَ الـصَّـقرُ صَــابَ
حِـمَـامِهِ فَـقُـلْ لِـتَـفَاريقِ الـقَـطَا تـألَـفُ
الـوَكـرَا
فَــلا فَـطَـمَتْ بـعـدَ ابـنِ فـاطِمَ
مُـرضِعٌ رَضــيـعـاً ولا دَرَّتْ عــلــى مُــرضَـعٍ
دَرَّا
فَــمَـن ذا الـــذي يُـغـنـي غِـنـاهُ
بِـحَـربِهِ و مِـحـرابِـهِ أو حِــيـنَ سَـــرَّاءَ أو
ضُـــرَّا
و لا سُــلَّـتِ الـبِـيـضُ الــرِّقـاقُ
لِـحـادِثٍ سِـوىَ أن تَـرَى الـجُردَ الـعِتاقَ بِـهَا
عَقرَا
عَـقَـرتُ جَـنَـانِي إن سَــلا عَـنـكَ
حَـيـدَرٌ و أعرَضتُ أن أعرَضتُ عَنكَ إلى الأخرى
فَــحُــبُّـكَ إيــمَــانٌ و بُــغـضُـكَ
ضِــــدُّهُ و أنـــتَ أمــيـنُ اللهِ و الآيَـــةُ
الـكُـبـرَى
أيـــا عِـلَـلَ الإيـجَـادِ و الـفَـوزِ فــي
غَــدٍ خٌـــذٌوا بِــيَـدِي لا تَـتـرُكُـونِي و
الـــوِزرَا
فَـمَـالـيَ ذُخـــرٌ غَــيـرُ خَــالِـصِ
حُـبِّـكُـمْ و أعــظِـم بِـهَـذَا لـلـفَتَى حَـسَـنٍ
ذُخــرَا
سَـمَـوتُ إلـيـكُمْ مَـاضِيَ الـعَزمِ لا
كَـمَنْ يُــقَـدِّمُ رِجـــلاً ثُـــمَّ لا يَــرفَـعُ
الأُخــرَى
شَـرِبـتُ رَحـيـقُ الـحُـبِّ فِـيكُمْ
مُـمَسَّكَاً فَمَهمَا أَصُغْ شِعرَاً يَضَع في الوَرَى
عِطرَا
فَــشُـمَّـا لِـمِـعـطَـارِ الـمَـفَـارِقِ
طِـفـلَـةً عَـرُوسـاً نَـكُـولاً فـي الـزَّفَافِ و لا
بِـكرَا
تُـــضــيءُ مِــنَـصَّـاتِ الــجَــلاءِ
بِــلُـؤلُـؤ تَـــلألَأَ فـــي عِـقـدِ الــوِلا زَيَّــنَ
الـنَـحرَا
عُــرُوضـاً لِـقَـولِ الـعَـالِمِ الـعَـلّمِ
الّــذي سَـمَا فَـوقَ قَرنِ الشَّمسِ أخمَصُهُ
فَخرَا
مُــحَـمَّـداً الـمَـحـمُـودُ فِــعـلاً
وَعُـنـصُـراً سَـليلُ ابـنِ عُصفُورٍ مَنِ افتَرَسَ
الصَّقرَا
إلامَ الـتَّـمَادُعِ فــي الـضَّلالَةِ و
الـخُسرَى و تَـتْرُكُ مـا يُـجديكَ فـي النَّشأَةِ
الأُخرَى
عَـلَـيـكُمْ سَــلامُ اللهِ يــا خِـيـرَةَ
الــوَرَى مَـتَـى امـتَـنَعَ الأعـدَادُ أن تَـقْبَلَ
الـحَصرَا