شعراء أهل البيت عليهم السلام - هذي الطفوف و تلك شمّ قبابها

عــــدد الأبـيـات
58
عدد المشاهدات
10124
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

هذي الطفوفُ و تلكَ شُمُّ قِبابِهَا=فاحطُط رحالكَ في رَحيبِ رِحابِهَا في روضةٍ لم يخلُقِ الباري لها=فيما براهُ من الرِّياضِ مُشابِهَا فاقَت على رَوضِ الجِنانِ و كيفَ لا=و أريجُها من زعفرانِ تُرابِهَا فامشِ الهُوينا قاصِدَ القِبَبِ الَّتي=تَتَهافَتُ الأملاكُ في أعتابِهَا و اجهَد بنَفسِكَ أن تفوزَ بلَثمَةٍ=مِنهَا فَيَا طُوبى لمن يَحظى بِهَا و استمطِرِ الأجفانَ ماء شُؤُونِهَا=حتَّى إذا انهَمَرَت بُرُوقُ دِبابِهَا فاعلَمهُ إذناً في الزيارةِ و احتفِظ=و احذر من التَّفريطِ في آدابِهَا فادخُل بأثوابِ السَّكينَةِ خاشعاً=و انشُر على عِطفَيكَ في جِلبابِهَا فإذا دَنَوتَ من الضَّريحِ فَقِف و لا=تَحبِس دُموعَكَ فهوَ وَقتُ صَبابِهَا و اعلم بأنَّ السِّبطَ مُطَّلِعٌ يَرَى=زُوَّارَهُ وَيَعي جَميعَ خِطابِهَا فَزُرِ الحُسينَ و لو زيارَة موجِزٍ=إن عاقَتِ الأوقاتُ عن إطنابِهَا و قُلِ السلامُ عليكَ يابنَ المُصطفى=هادي الوَرَى لِمَعَاشِهَا و مآبِهَا يابنَ الوصيِّ المُرتضى عَلَمِ الهُدَى=تِبيانِ طُرقِ ضَلالِها و صَوَابِهَا يابنَ المُطَهَّرَةِ البَتولِ و من غَدَا=جبريلُ فوقَ العَرشِ من خُطَّابِهَا و يُعينُها و خليلُهُ ميكالُ في=بَعضِ الأمورِ إراحَةً لِجَنَابِهَا يا مَن يُلاطُفُهُ الأمينُ بمَهدِهِ=و اللُّطفُ بالأطفالِ من أحبَابِهَا يا مَن مَلائِكَةُ السَّماءِ تَبَرَّكَت=بِشَميمِ تُربَتِهِ و باستِصحابِهَا يا مَن أعادَ جُناحَ فُطرُسَ سالِمَاً=من كَسرِهِ فَسَمَا إلى أسبَابِهَا مَن دَرِدْيَائِيلُ عَتيقَ دُعائِهِ=فَسَمَا بِهِ فَخراً على ألقابِهَا يا وارِثَ الحَسَنِ الزَّكيِّ شَقيقِهِ=و هُمَا لَدَى الجنَّاتِ خيرَ شبابِهَا يا مَن فَدَاهُ الطُّهرُ أحمَدُ بابنِهِ=حَيثُ المَنيَّةُ كَشَّرَت عن نابِهَا يا مَن مُصيبَتُهُ إذا عَنَّتَ لَنَا=في كُلِّ هَمٍّ يَنجَلي عَنَّا بِهَا أنتَ الوَليُّ ابنُ الوَليِّ أخو الوَليِّ=أبو الوُلاةِ الغُرِّ من أنجَابِهَا النَّاسِكُ البَكَّاءُ في مِحرابِها=و الفاتِكُ البَسَّامُ بَينَ حِرابِهَا الخاطِفُ الأرواحَ من أجسادِها=بالصَّارِمِ السَّفَّاح فَيضِ رِقابِهَا الطَّاعِنُ الأبطالَ في أكبادِهَا=و المُخرِجُ العَسَّالَ من أصلابِهَا القاصِمُ الأصلابَ من آسادِهَا=و التَّارِكُ الأسلابَ لا يَعبَى بِهَا المُحتَسي كأسَ الشَّهادَةِ راغِبَاً=فيهَا لِأَنَّ اللهَ جَلَّ قَضَى بِهَا يا سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ يا مَن رِزؤُهُ=عَمَّ الوَرَى طُرَّاً عَدَا نُصَّابِهَا يا مَن بَلابِلُ حُبِّ شِيعَتِهِ لَهُ=وَلَعَت بِلَقطِ الحَبِّ من ألبَابِهَا و استَودَعَتها في كُؤُوسِ شُؤُونِها=فَمَدَامِعُ العَينَينِ عَينُ حِجَابِهَا ثُمَّ الثُمِ القَبرَ الشَّريفَ فَإنَّهُ=من شَأنِ أملَاكِ السَّمَاءِ وَدَابِهَا و اقصُد عَلِيَّ بنِ الحُسينِ مُسَلِّمَاً=و بَقيَّةَ الشُّهداءِ من أطيابِهَا الباذِلِينَ نُفُوسَهُم في طاعَةِ=الرَّحمَانِ فاغتَنِمُوا جَزيلَ ثَوابِهَا لا سِيَّمَا العَبَّاسَ بَدرَ كَمَالِهَا=و شُعاعَ نَيِّرِهَا و ضَوءَ شَهَابِهَا و اعدِل بِقَصدِكَ لا تَمُرَّ بِبُقعَةٍ=ذُبِحَ الحُسَينُ بِهَا دَعِيُّ ضِبَابِهَا إنِّي أخافُ عَلَيكَ أن تَمرُرْ بِها=أن لا تُوَفِّيهَا حُقُوقَ مُصابِهَا لَم يَقضِ مَن أجرَى الدُّمُوعَ بتُربِهَا=حَقاً لَهَا و دَمُ الحُسَينِ جَرَى بِهَا ما أسرَفَت نَفسٌ تَسيلُ بِبُقعَةٍ=سالَت دِمَاءُ السِّبطِ فَوقَ تُرَابِهَا وَلِمَنْ يَبيتُ على الفِراشِ مُنَعَّمَاً=و السِّبطُ عاري الجِسمِ بَينَ شعَابِهَا وَلِمَنْ يَنَامُ على الوِسادِ و رأسُهُ=بِسَنَانِ أسمَر فاقَ صُمَّ كِعابِهَا و اذكُر إذا عايَنتَ أخبيَةَ النِّسَا=إبرازَهَا قَهراً وَهَتكَ حِجَابِهَا عَطشى نَوَاهِلَ مِن دُمُوعِ عُيُونِهَا=ثَكلى ذَوَاهِلَ مِن عَظيمِ مُصابِهَا تُخفي البُكاءَ عَن الأعادي عِفَّةً=مِنهَا و تُغضي الطَّرفَ عن سَلَّابِهَا حَسرَى تُشالُ على صِعابِ جِمَالِهَا=قَسرَاً فَتَحمِلُهَا على أقتابِهَا لا فَوقَها سِترٌ ولا مِن تَحتِهَا=فَرشٌ سِوَى أردانهَا و ثِيَابهَا و السَّيِّدُ السَّجَّادُ في أصفادِها=مِن فَوقِ أجرَدَ مِن أشَدّ صِعَابِهَا يا أُمَّةً نَقَضَت عُهُودَ نَبيِّها=و مَحَت وَصيَّتَهُ الّتي أوصى بِهَا أرسَلتِ في يَومِ (...) أسهُمَاً=لِلبَغي يَومَ الطَّفِّ وَقتَ مُصابِهَا فَتَيَقَّنِي أنَّ النَّبيَّ و آلَهُ=يَومَ القيامَةِ أولياءَ حِسَابِهَا فَوَلِيُّهُم يَحظَى جَزيلَ ثَوَابِهَا=و عَدُوُّهُم يَصلَى وَبيلَ عَذابِهَا يا صَفوَةَ الله الَّتي طِبنا بِمَا=وَهَبَ المُهَيمِنُ من تَمَسُّكِنَا بِهَا يا عِلَّةَ الفَيضِ الإلهِيِّ الَّتي=فاضَت بِهَا الخَيراتُ مِن أسبابِهَا الظَّنُّ مِن حَسَنٍ بِكُم حَسَنٌ فَلا=أخشى غَدَاً ناراً ولا أصلى بِهَا أنا مِن أُصولٍ شُرِّفَت بِوِدَادِكُم=مِن قَبلِ خَلقِ الّرِّ مِن أصلابِهَا فَزَكَت فُروُعاً فالنَّجاةُ مِنَ اللَّظَى=و الفَوزُ بالجَنَّاتِ بَعضُ ثَوَابِهَا يا رَبِّ حَقِّق ما رَجَوتُ وَجُد بِهِ=لِجَميعِ شيعَتِهِم بِيَومِ مَآبِهَا وَأَدِم صَلاتَكَ لِلنَّبِيِّ وَآلِهِ=ما أضحَكَ الرَّوضَ انتِحَابُ سَحَابِهَا
Testing