شعراء أهل البيت عليهم السلام - يعشقون ظبى الهند

عــــدد الأبـيـات
65
عدد المشاهدات
3153
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

مُحيطُ البلايا مُستَديرٌ على المَجدِ=فلا مَجدَ إلا للصَّبورِ على الجُهدِ و لو لا وُقوُعُ المَجدِ في مَركَزِ البلا=لَدَاسَ ذَرَاهُ أخمُصُ الحُرِّ و العَبدِ و ما امتَازَتِ الأشرافُ في طَبَقَاتِهَا=مِنَ الفضلِ إلَّا بالتَّفاوُتِ في الجِدِّ إذا اشتدَّتِ البَلوَى تَضَاعَفَ أجرُهَا=و مِن ثَمَّ فاقَت كَربلاءُ على أُحدِ و إن لَفَّ بُردُ الفَضلِ بَدرَاً فَكَرْبَلا=جِميعَاً ثَوْتَ بَدراً بِحاشيَةِ البُردِ لِأَصحابِ بَدرٍ مِن وراءِ ظُهُورِهِم=ظَهيراً يُغَطِّيْ سَاحَةَ الجَزْرِ بالمَدِّ و مُزْنُ مَواعيدِ الإلهِ بنَصرِهِ=عَلَيهِم هُطُولٌ دَوقَةُ مَحْمَد الوَقْدِ إذا أرعَدَت في الرَّوعِ مِنهُم كَتيبَةُ=فَالَّقَ النَّصرِ في ذَلِكَ الرَّعدِ و لَيسوا كأنصَارِ الحُسَينِ بِكَربلا=فإنَّهُم في كُلِّ ذَلِكَ بالضِّدِّ فلا مَعقِلاً إلا ظلَالُ سُيُوفِهِمْ=و إلَّا قَرَابيسُ المُضَمَّرَة الجُردِ و لا مَوعِداً إلَّا بقتلٍ و مِثلَةٍ=و هَتكِ نِساءٍ ثُكّلِ الأهلِ و الوِلْدِ و مَنهْلَاً إلا دِماءٌ تَحَدَّرَتْ=على اللَّهْدَم الخّطِّيِّ و المِخْذَمِ الهِنْدِيْ شَرى اللهُ مِنهُم بالجِنانِ نُفُوسَهُم=تَبَارَكَ مِن شَارٍ و بُورِكَ من نَقدِ رأوا ما أعَدَّ اللهُ فيها لِأهلِها=عَيَانَاً و شَمُّوا رايحَ المِسكِ و النَّدِّ فَتَاقَ إلى طِيبِ الجِنَانِ جنَانُهُم=و ما طَيِّبٌ في الطَّيِّباتِ بِذِي زُهْدِ يَعِدُّونَ لَذَّاتِ الحياةِ و طيبَهَا=سُمُوماً و صابَ المَوتِ ضَرباً مِنَ الشَّهدِ أُسُودَ شَرَىً لا يَعشقونَ جَآذِرَاً=مِنَ الهِندِ لَكِن يَعشقونَ ظُبى الهِندِ مَتَى صَلَّتِ البِيضُ الرِّقاقُ أمامَهُم=لإدرَاكِ ثارٍ يَشفَعوا الشُّكرَ بالحَمدِ فَلِلَّهِ كَم قَدَّت ظِباهُم قَسَاوِراً=عَلَيهَا دِلاصٌ لُمَّعٌ حُبَّكُ السَّردِ و للهِ كَم عَفَّت حُدُودُ سُيوفِهِم=رُسومَ سُيوفٍ لا تُهدَّى و لا تَهديْ إلى أن ضَفَت مِن حَولِهِم حُلَلُ الرَّدى=قَوَانِيُّ لكن سَوفَ تَخضَرُّ في الخُلدِ بُدُورُ سُرُوجِ الخَيلِ خيرُ بُرُوجِها=فَمَهمَا تَهَاوَت ذُبَّحاً تُمسِ في سَعدِ و ظَلَّ وَحيدُ العَصرِ فَردَاً يَخوضُ في=بُحُورِ دِمَاءٍ مِن نُحُورِ بَني هِنْدِ إذا جالَ بالأبطالِ خِيلَ إلَيهِمُ=مَجَالُ عَلِيٍّ بالكَتَائِبِ في أُحْدِ إلى أن هَوَى مِن نَبلَةٍ في فُؤَادِهِ=ضَعيفَ القِوَى إلَّا عَنِ الشُّكرِ و الحَمدِ صَريعاً على حَرِّ الجَبينِ مُعَفَّرَاً=يُعالِجُ نَزعَ السَّهمِ مِن وَسَطِ الكَبْدِ و يُضرِمُ وِجدي قَولُ زَينَبَ لِلنِّسَا=و حَولَ أخيهَا دَائِرٌ سائِرُ الجُندِ صُفوفاً يُريدُونَ احتِزازَ كَريمَهِ=قُلُوبُهُمُ تَغلي عَلَيهِ مِنَ الحِقْدِ و مَن يَدنُ يُرجِف قَلبُهُ مِنهُ خِيفَةً=و يِخشاهُ طَبعَاً خِيفَةَ الأسَدِ القِردِ (1) تَقولُ لِتِلكَ الطَّاهِراتِ أغفلَةً=و هذا حُسَينٌ ذايقٌ حَتفَهُ المُرديْ أَأَحْمَدُ يَفديهِ مِنَ المَوتِ بابنِهِ=و يُذبَحُ جَهراً ما لَهُ أحَدٌ يَفديْ تَعَالَينَ نَبذِلْ جُهدنا في فِدائِهِ=فَكُلُّ جَليلٍ دُونَهُ هَيِّنُ الفَقدِ فَلَمَّا رأينَ السِّبطَ و الشِّمرُ مُتَّكٍ=عَلَيهِ و قَد سَلَّ الحُسَامَ مِنَ الغَمدِ (2) سَقَطْنَ على حَرِّ الوُجُوهِ ذَواهِلاً=زَوَاجِرَ شِمرٍ وَيلُ أُمِّكَ مِن وَغدِ أَيَا شِمْرُ هذا واحِدُ العَصرِ سُؤدَدَاً=و فَخرَاً و ثاني قُرطَيِ العَرشِ و المَجدِ أيا شِمرُ ذا رَيحانَةُ المُصطفى الَّتي=يُرْجِّحُهَا شَمَّاً على أَرَجِ الوَرْدِ و كانَ يُرَبِّيهِ صَغيراً و فَاطِمٌ=جَميعَاً جِبريلٌ يُناغِيهِ في المَهدِ إذا حَزُنَ اغتَمُّوا و إن سُرَّ يَفرَحُوا=يُكِنُّونَهُ عَن شِدَّة الحَرِّ و البَردِ فَمَا حالُهُم لو عَايَنُوهُ مُجَدَّلاً=طَريحَاً على الرَّمضاءِ مُنعَفِرَ الخَدِّ ألا ارفَع غِرارَ السَّيفِ عَن نَحرِهِ فَقَد=تَحَلَّقَتِ الأملاكُ تَبكي مِنَ الوَجدِ فما ازدادَ إلا قَسوَةً و جَرَاءَةٌ=و حَكَّمَ في أودَاجِهِ مُرهَفَ الحَدِّ و تَوَّجَ بالرَّأسِ الشَّريفِ مُثَقَّفاً=فأشرَقَ نُوراً في الأهاضيبِ و الوُهدِ فَخَرَّت على أذقانِهِنَّ ذُرى العُلى=و لَم يَبقَ رُكنٌ لِلهُدى غيرُ مُنْهَدِّ و سيقَت نِساءُ السِّبطِ أسرَى حَوَاسِرَاً=على قُتُبِ النِّيقِ الهِزَالِ مِنَ الجُهْدِ تُنادي أبَاهَا في الأُسَارَى سُكَينَةٌ=بِقَلبٍ وَجِيعٍ بالمَصَايِبِ مُنقَدِّ أيا أبَتَا ما لي أرَاني أسيرَةً=بِكَفِّ طَليقٍ عاِبسِ الوَجهِ مُرتَدِّ أبي مَضَّني ضَربُ السِّياطِ بِعَاتِقِيْ=و آلَمَنِي لَطمُ الأكُفِّ على خَدِّيْ فها أنا قد أُلبِستُ ثَوبَاً مُسَهَّمَاً=مِن الجِلدِ لا يَبلَى بِدُونِ بِلَىْ جِلدِيْ و غُلَّتْ أشَدَّ الغِلِّ يا والِدِي يَدي=و عِيقَت بِضيقِ الشَّدِّ عَن سَعَةِ المَدِّ أبي كُنتَ سُلطاني المَديدِ على الوَرَى=و كَنزيْ مَتَى احتاجُ الوُفُودَ إلى رَفْدِ فَذَا اليَومُ لا الوُغَّادُ يَقرَعُ سَمعَهَا=و عِيدِي و لا الوُفَّادُ تَطمَعُ في وَعديْ أبي يا ذَبيحَاً مِن قَفَا غَيرُ بالِغٍ=منَىً و حَطيماً في صَفَا خَشِنٍ صَلْدِ قَتيلاً تَحَامَاهُ الأُسُودُ مَهَابَةً=و قَد ظَلَّ عُرياناً ثَلاثَاً بِلَا لَحدِ بَكَنْهُ بِقانِيهَا السَّماءُ و ما لَهَا=و قَد بَخَلَت مِن قَبلُ مَعذِرَةً عِندِيْ أتَبكي دِماءً حَيثُ لا يَنفَعُ البُكَا=فَهَلَّا بَكَت بالغَيثِ حَيثُ البُكَا يُجدِيْ عَشيَّةَ باتَ السِّبطُ عَطشَانَ صادِياً=و أصبَحَ مَسجورَ الحَشَا مُحرَقَ الكَبدِ يَوَدُّ لو ابتَلَّت جَوَانِحُهُ و لو=بِتَضميدِهَا بالنَّتنِ مِن حَمَأ الثَّمدِ (3) أَرَأْسُ حُسَينٍ فَوقَ رُمحٍ هَدِيَّةٌ=لِشَرَّابِ خَمرٍ دأبُهُ اللَّعْبُ بالنَّردِ و يترُكُ مِنهُ الثَّغرَ قَرعَاً كأَنَّهُ=نَثيرُ لآلٍ قَد تَسَاقَطنَ مِن عَقدِ يَزيدٌ عَلَيهِ اللَّعنُ دأبَاً و أُمُّهُ=و والِدُهُ و العَمُّ و الخالُ و الجَدُّ نِظامُ وُجودِ الخَلقِ هاكُم لآلِئَاً=مُنَظَّمَةً فاقَت على كُلِّ ذيْ ضِدِّ و مُستَقْبِحَاً قَولاً بَليغاً عَذَرتُهُ=لِقُبحِ ضِيَاءِ الشَّمسِ في الأعيُنِ الرَّمْدِ أَقَلُّ قَليلٍ في جَليلِ جَلالِكُم=و لَكِنَّما المُهدَى عَلَى قَدرِ المُهدِيْ إذا حَسَنٌ حَازَ القبُولَ فإنَّهُ=قبُولٌ لِعَقدِ الحُورِ في جَنَّةِ الخٌلدِ عَلَيكُمْ سَلَامٌ لَا انحِصَارَ لِعِدِّهِ=مَتَى انحَصَرَ التَّعدَادُ في الزَّوجِ و الفَردِ
Testing