أضـرَمَ الـشَّوقُ فـي صَـميمِ
فُـؤاديْ نــــارَ وُجــــدٍ تَــشِــبُّ ذاتَ
اتِّــقَـادِ
لِـشَـهـيـدٍ بــعَـرصَـةِ الــطَّــفِّ
ثـــاوٍ جَــرَّعَـتـهُ الـــرَّدَى شِـــرارُ
الـعِـبـادِ
عَــظُـمَ الـــرِّزءُ بـالـحُسَينِ
فَـخَـرَّت مِــــن عُــلاهــا شَــوَامِـخُ
الأطـــوادِ
لَـسـتُ أنـسـاهُ فـي عِـراصِ
الـمَنَايَا و الأعـــادي مِـــن حَـولِـهِ
كـالـجَرَادِ
شُــرَّعــاً نَــحــوَهُ بِــرَشـقِ
سِــهـامٍ و رِمـــــاحٍ زٌرقٍ و بِـــيْــضٍ
حِــــدْادِ
يُـنـذِرُ الـقَومَ راقِـبُوا الله و
اخـشَوهُ و خــافُـوا الـقِـصـاصَ يَــومَ
الـمَـعَادِ
أوَمَـــا تَـعـلَـمُونَ أنِّـــي ابـــنُ
بِـنْـتِ الـمُـصطفى أحـمَـدِ الـنّـذيرِ
الـهاديْ
إنَّ جَــــدِّيْ بِــغَـيـرِ رَيـــبِ و
أُمِّـــيْ أفـــضَــلُ الأُمَـــهــاتِ و
الأجـــــدادِ
و أبـــي الـمُـرتَضَى قَـسـيمُ
جَـحـيمٍ و نَــعـيـمٍ بــيَــومِ عَـــرضِ
الـمَـعَـادِ
لا يُـــوافــي الــجِـنـانَ إلَّا
مُــجـيـبٌّ خَــصَّــنَـا مِـــنــهُ بِــــوَلَا و
الــــوِدَادِ
فـاستَبَانَ الـنُّفورُ مِـن عُـصَبِ
الزُّورِ و فَــــــورَ الـــصُّـــدورِ
بــالأحــقَـادِ
و دَعَـــوا قُـــمْ إلـــى الــجِـلادِ و
إلَّا فــــارضَ بـالانـقِـيـادِ لابــــنِ
زيـــادِ
مـــا لَــهُـم عــامـي الــرَّشـادِ
تُـقـادُ سُــــــــرَاةُ الـــعِــبــادِ
لِــــلأوغَـــادِ
فـاستَوى فَوقَ ضامِرٍ يَسبِقُ
الطَّرفُ تَــهَــيَّــا مِـــــن وَقـــتِــهِ
لِــلـجِـهـادِ
و ثَــنَـى الـقَـصـدَ لِـلـخِـيَامِ
لِـتَـوديـعِ ذَويــــــــــهِ و الأهـــــــــلِ و
الأولادِ
فَـتَـبَارَكُوا مِــن حَـسـرَةٍ قــالَ
مَـهلاً فـالـبُـكا بَـعـدَ مَـصـرَعي و
ابـتِـعاديْ
و عَلَيكُم بالصَّبرِ فالصَّبرُ في الخَطبِ لَــعَـمـري مِــــن شِـيـمَـةِ
الأجـــوادِ
لا تَـشُـقُّـوا الـجُـيُـوبَ بَـعـدَ
فِـراقـيْ و عَــلَــيـكُـم بِــطــاعَـةِ
الــسَّــجَّـادِ
و عَـلَـيـكُم مِــنِّـي الــسَّـلامُ
فَــإنِّـي راحِــــلٌ و الــلِّـقـاءُ يَـــومَ
الـمَـعَـادِ
و اسـتَحَثَّ الـجَوَادَ و اقـتَحَمَ
المَوتَ و خـــاضَ الـمَـنـونَ فَـــوقَ
الـجَـوَادِ
يَـطـرُدُ الـقَـومَ فَــوقَ مُـهـرٍ
سَـبوقٍ مُــســتَـجَـادٍ مُـــعَـــوَّدٍ
بــالــطِّــرَادِ
ثـابِـتِ الـجـاشِ و هــوَ فَــردُ
غَـريبٍ لَـيـسَ يَـخـشى مِـن غُـربَةٍ و
انـفِرَادِ
واحِـــداً يَــضـرِبُ الـجُـمُـوعَ
دَرَاكَـــاً فَــــيَــــرِدُّ الـــجُــمُــوعَ
لِــــلآحَـــادِ
لَــم يَـزل يَـخطِفُ الـنُّفوسَ إلـى
أن خَـرَّ مُـلقىً مِـن فَـوقِ ظَـهر
الـجَوَادِ
لَـهـفَ نَـفـسي لَــهُ صَـريـعاً
عَـفـيراً شــاكـيـاً وَجــــدَهُ إلــــى
الــجَــوَّادِ
و غَــــدَا الــمُـهـرُ لِـلـخـيَامِ
يُــنـادي قُــتِـلَ الــفـارِسُ الـرَّفـيـعُ
الـعِـمَـادِ
فَــخَــرَجـنَ الــنِّــسـاءُ
مُـنـفَـجِـعاتٍ مُــحــرَقَـاتِ الــقُـلُـوبِ و
الأكــبَــادِ
ثُـــــمَّ أدرَكــنَــهُ و شِــمــرٌ
عَــلَـيـهِ يَـقـطَعُ الــرَّأسَ و الـحُـسَينُ
يُـنـاديْ
يــا رَقـيـباً عـلـى الــوَرَى إنَّ
شِـمراً رامَ ذَبــحــي و أنــــتَ
بـالـمِـرصـادِ
يــا إلـهـي رَضِـيـتُ مـا أنـتَ
راضِـيهِ و مَــهــمَـا أرَدتَ فَـــهــوَ
مُــــراديْ
فَـتَـسَـاقَـطـنَ فـــوقَــهُ
ذاهِـــــلاتٍ قــائِـلاتٍ لِـلـشِّـمرِ يـــا شَـــرَّ
عَــادِ
وَيْـــكَ خَـــلِّ الـحُـسَـيْنَ إنَّ
حُـسَـيناً حُــجَّــةُ اللهِ فــــي جَـمـيـعِ
الـعِـبَـادِ
وَيْـــكَ خَـــلِّ الـحُـسَـيْنَ إنَّ
حُـسَـيناً فــي سِـنـيِّ الـجَـدْبِ كَـعـبَةُ
الـوُفَّادِ
وَيْــكَ خَـلِّ الـحُسَيْنَ كَـهفَ
الـيتامى إن رَمَـــاهُــم زمــانُــهُـم
بــالـعَـنَـادِ
أيُّـهـا الـرِّجسُ هـل تُـدينُ بِـدِينِ
اللهِ أم أنــــــتَ مِـــــن ذَوي
الإلـــحَــادِ
إن تَـكُـن مُـسـلِماً فَـوَاللهِ إنَّ
الـقَتلَ لِــلــسِّــبــطِ آيَــــــــةُ
الإرتِـــــــدَادِ
فـاسـتَـشَاطَ الـلَّـعينُ غَـيـظاً
فَـكَـبَّ الـسِّـبـطَ مــا كــانَ عَـنـهُ
بـالـمُنحَادِ
و بَــرَى الــرَّأسَ بـالـحُسَمِ و
عَــلَّاهُ عــــلـــى رأسِ أَســـمَـــرٍ
مَـــيَّـــادِ
فَـبَـكَتْهُ الـسَّـمَاءُ و الأرضُ و
الـكائِنُ فــيــهَـا مِـــــن نــاطِــقٍ و
جَــمَــادِ
ثُـــمَّ مــالُـوا إلــى الـنِّـساء
بـسَـلبٍ و بـسَـحبٍ عـلـى الـرُّبـى و
الـوِهَـادِ
ثُـــمَّ ســـارُوا بِــهِـنَّ أعــنَـفَ
سَـيـرٍ فَـــوقَ بَـــزلٍ عُـجـفى بِـغَـيرِ
مِـهَـادِ
يَـتَـنـاجَـيـنَ مِــــن ألــيــمِ
الــرَّزَايَــا يَـتَـخَـفَّـينَ مِـــن عُــيُـونِ
الأعَـــاديْ
و شَـجَـتـنِيْ سُـكَـيـنَةٌ حــيـنَ
تَـرثـيْ لِأَبـــيــهَــا بــالــنَّــدبِ و
الــتَّــعــدَادِ
لَـسـتُ أنـسَـاكَ يــا أبـي يـا
صَـريعَاً قـد قَـضَى و هـوَ مَحرَقُ القَلبِ
صَادِ
يـــا مُـعَـلَّـىً كَـريـمُـهُ فَـــوقَ
رُمــحٍ و رَضــيــضــاً جُــثـمـانُـهُ
بــالـجِـيَـادِ
يَـــا أَبِـــيْ يَـــا مُـؤَمَّـلـي و
ثُـمـالـي و مــــلاذي و مَـعـقِـلـي و
عِــمَـاديْ
يَــا أَبِــيْ يَـا عَـمُودَ فِـسطاطِ
عِـزِّيْ بَـعـدَكَ الـيَـومَ مَــن عَـلَيهِ
اعـتِمَاديْ
يَـا أَبِـيْ يَـا فـاطِمُ الـصَّغيرَةُ لا
تَقوى عــلــى الــهَـجـرِ مِــنـكَ و
الإبــعَـادِ
يَــا أَبِــيْ يَــا ضُـمَّـها إلَـيـكَ و
صُـنهَا عَــــن عُـــونِ الـنُّـظَّـارِ و
الــرُّصَّـادِ
يَـــا أَبِـــيْ لــو تــرى الـعَـليلَ
عَـلـيّاً مُـسـتَـكـيناً يُــقــادُ فـــي
الأصــفـادِ
يــا لـهـا مــن مُـصـيبَةٍ قــد
أنـاخَـت بِـــصُــدُورِ الـــصُّــدُورِ و
الأمــجَــادِ
أرغَـمَـت مَـعـطِسَ الـعُلى و
أبـاحَت حَـــوزَة الـدِّيـن فــي جَـمـيعِ
الـبِـلادِ
أَيُــعــلـى رأسُ الـحُـسَـيـنِ
بِــلُــدنٍ و يُـخـلَّـى الـجِـسمُ الـشَّـريفُ
بِــوَادِ
و بَــنَـاتُ الــرَّسـولِ تُـسـبـى
كــمـا تُـسـبـى بَــنَـاتُ الـزُّنُـوجِ و
الأكــرادِ
حــاسِـرَاتٌ عــلـى الـجِـمـالَ
بِـــوادٍ بَـيـنَ أهــلِ الـقُـرى أهــلِ
الـبَـوَاديْ
بـــاكِــيــاتٌ جُــفُــونُـهُـنَّ
هَــــــوَامٍ حـــائِــمــاتٌ قُــلُــوبُـهُـنَّ
صَــــــوَادِ
مُــهـدَيَـاتٌ إلــــى يَــزيــدَ
الــغَــويِّ الَّـــذي لا زالَ غَــيُّـهُ فـــي
ازديَـــادِ
زادَهُ اللهُ لَــــعـــنَـــةً و
عـــــذابــــاً مُـسـتَـمدَّاً و مـــا لَـــهُ مِـــن
نَــفَـادِ
يـــا بَــنـي الأنـبـيـا و أســـرارِ
طَــهَ و طَـوَاسِـيـنِـهَـا و نُـــــونٍ و
صَــــادِ
أنـتُـمُ مــا حَـيِـيْتُ مِـقـباسُ
رُشـديْ و إذا مـــــا بُــعِــثْـتُ زادُ
مَـــعَــاديْ
و لــقـد فــازَ عـبـدُكُم حَـسَـنٌ
مِــن حُـسنِ ظَـنِّي بِـكُم و صِدقِ
اعتِقاديْ
فـاشـفَعُوا لــي و والِــدَيَّ و
وِلْــديْ و تــفــاريــعِـهِـم و أَهـــــــلِ
وِدَاديْ
و صَـــلاةُ الــسَّـلَامِ تُــهـدى
إلَـيـكُـم مــــا تَــرَامَــتْ مَــرَاتِــبُ
الأعـــدَادِ