شعراء أهل البيت عليهم السلام - يبكيك مسجدك الذي تحييه نفلا

عــــدد الأبـيـات
64
عدد المشاهدات
2991
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

أتَظَلُّ تُطربُكَ الطُّلولُ الهُمَّدُ=حيثُ استقلَّ قَطينُها و تبعَّدوا و تَبيتُ ترتقبُ النُّجومَ مُقلقَلَاً=و حَلاً إذا عَفَتِ العُيُونُ الرُّقَّدُ و تِسِحُّ مَدمَعَكَ الهَتُونِ لِمعشَرٍ=مِن فَوقِهِم ثَبُتَ الحَصَى و الجَلمَدُ لا يَسمعونَ إذا دعا الدَّاعي و لا=يَتَوَدَّدونَ لِمَن لَهُم يَتَوَدَّدُ لِمَ لا يَكونُ عَزيزُ دَمعِكَ لِلأُلى=وُجِدُوا و لَم يَكُ مَن سِواهُم يُوجَدُ عِلَلُ الوُجُودِ و صَفوَةُ الباري و مَن=لَهُمُ المفاخِرُ و العُلى و السُّؤدَدُ آلُ النَّبيِّ الطَّاهرينَ مِنَ الخَنَا=و المُتَّقونَ الرَّاكعونَ السُّجَّدُ حَسَدَتهُمُ الأعداءُ مَجدَهُمُ الذي=خُصُّوا بِهِ دُونَ الورى و تَفَرَّدُوا و عليهِم كُلَّ المسالِكِ سدَّدُوا=و إلَيهم سَهمَ المهالِكِ سَدَّدُوا ما في البَسيطَةِ بُقعةٌ إلا لَهُم=فيها قَتيلٌ أو طَريدٌ مُبعَدُ فَلَهُم بِطَيبَةَ و الغَريِّ و كوفَةٍ=و بِطُوسَ أجداثٌ تُزارُ و تُقصَدُ و إذا جرى ذِكرُ القَتيلِ بكَربَلا=تَنفَتُّ مِن عِظَمِ المُصابِ الأكبُدُ أفديهِ فَردَاً في المجالِ و ما بِهِ=دَهَشٌ يَرِدُّ القومَ عَنهُ و يَطرِدُ تَتَفَلَّقُ الهاماتِ مِن ضَرَبَاتِهِ=و تَبينُ منهُنَّ الرُّؤُوسُ و تُبعَدُ أسَدٌ تخافُ الأُسدُ مِن وَثَبَاتِهِ=وَثَبَاتِهِ بَينَ النِّصال و تُرعِدُ ما زالَ يَختَطِفُ النُّفوسَ و سَيفُهُ=يَنسَلُّ مِن تِلكَ الرؤُوسِ و يُغمَدُ حتَّى أُتيحَ بِنَبلَةٍ في قَلبِهِ=فانصاعَ يَشكُرُ لِلإلهِ و يَحمَدُ فَهَوَى على حَرِّ الجَبينِ مُعَفَّراً=و عُلاهُ في دَرَجِ الوَسيلَةِ يَصعَدُ نَفسي الفِداءُ لَهُ يَجودُ بنَفسِهِ=و عَلَيهِ لِلشِّمرِ المُزَنَّمِ مَقعَدُ قَدَمَاهُ قَد عَلَتَا على حَيزُومِهِ=و بِكَفِّهِ صافي الفِرَنْدِ مُجَرَّدُ و الطَّاهِراتُ صوارِخٌ مِن حَولِهِ=زَفَرَاتُهُنَّ فَجيعَةٌ تَتَصَعَّدُ كُلٌّ تُحاولُ ضَمَّهُ في صَدرِها=فيَصُدَّها عَنهُ اللَّعينُ و يَطرِدُ يَدعونَ بالشِّمرِ اللَّعينِ و قد جَثَا=مِن فَوقِهِ يا أَيُّها المُتَمَرِدُ خَلِّ الحُسَيْنَ فما لنا مِن بعدِهِ=مِن كافلٍ يَحمي الذِّمارَ و مُنجِدُ خَلِّ الحُسَيْنَ لِصِبيَةٍ لو خُيِّروا=لَرَضَوا بأن يَبقى الحُسَيْنُ و يُفقَدُوْا خَلِّ الحُسَيْنَ لِسائِلٍ يَرجُو الغِنَى=و مسائِلٍ في العِلمِ عَنهُ تُنشَدُ فطغى اللَّعينُ و كَبَّهُ فوقَ الثَّرى=و غدا لِأودَاجِ الحُسَيْنِ يُقَدِّدُ و أشالَ مِنهُ الرَّأسَ فَوقَ قَنَاتِهِ=كالبَدرِ قارَنَهُ منازِلُ سُعَّدُ فاغبَرَّتِ الآفاقُ و اعتَكَرَ الدُّجى=و استهلَكَ النُّورَ الظَّلامُ الأسوَدُ لولا سنا رأسِ الحُسَيْنِ على القنا=أغنى غِنى شَمس الضُّحى لَم يَهتَدُوا و أُبيحَ رَحلُ السِّبطِ نَهبَاً بَينَهُم=فَغَدَت تقاسمُهُ الطُّغاةُ الجُحَّدُ و نِساؤُهُ بينَ الأعادي و هيَ مِن=ثُكْلٍ و مِن ثِقلِ المَصَائِبِ ضُهَّدُ و حُمِلنَ فوقَ اليَعمُلَاتِ حَواسِراً=لكِن تُقَنَّعُ بالسِّياطِ و تُجلَدُ أَسرَى على قُتُبِ المطايَا شُعَّثَاً=سُغَبَاً بغَيرِ النَّوحِ لا تَتَزَوَّدُ أجفانُها مَقروحَةٌ و قُلُوبُها=مَجروحَةٌ و دُمُوعُها لا تَجمَدُ و سُكَينَةٌ تَدعو أباها يا أَبيْ=مَن ذَا خِلافَكَ لي يُعينُ و يُرشِدُ مَن ذا إذا عَضَّ الزَّمانُ بِنَابِهِ=نَلجَأ لِظِلِّ جَنابِهِ فَنُؤَيَّدُ مَن ذا يَحوطُ المُسلمينَ بسَيفِهِ=يَكلي الثُّغورَ مِنَ العِدا و يُسَدِّدُ مَن لِلكِتابِ و سُنَّةِ الهادي و مَن=يَحمي حشمَى الدِّينِ الحَنيفِ و يَعضِدُ أبكيكَ إذ يَبكيكَ الليلُ الَّذي=فيهِ إذا هَجَدَ الوَرَى تَتَهَجَّدُ أبكيكَ إذ يَبكيكَ مَسجِدُكَ الَّذي=تُحييهِ نَفلاً و الخلايِقُ هُجَّدُ اليومَ ذا سُحُبُ الرَّشادِ تَقَشَّعَت=و الغَيُّ عارَضَهُ بُرُوقٌ تُرعِدُ و العِلمُ قَد جَفَّت شَرَايِعُ وِردِهِ=و الجَهلُ مِلءُ الأرضِ طَامٍ مُزبِدُ و الدِّينُ مُندَفِعُ العِمَادِ مُهَدَّمٌ=و الكُفرُ مُرتَفِعُ البِنَاءِ مُشَيَّدُ و تَظَلُّ مِن وَجدٍ تُنادي جَدَّهَا=يا جَدَّنا جارَ الزَّمَانُ الأنكَدُ يَا جَدَّنَا أخذَت أُمَيَّةُ ذُحلَهَا=مِنَّا و أبدَت ما تُجِنُّ و تَحْقِدُ يَا جَدَّنَا قَتَلوا حَبيبَكَ جَهرَةً=و لِشَملِ عِترَتِكَ الأطائِبِ بَدَّدوا يَا جَدُّ هذا جِسمُهُ فوقَ الثَّرى=تَسفي عَلَيهِ الرَّائِحَاتُ العُوَّدُ شِلوَاً تَحَامَاهُ الأُسُودُ فَوقَ الثَّرى=تَسفي عَلَيهِ الرَّائِحاتُ العُوَّدُ قد لَفَّهُ فُرشُ الصَّعيدِ و مُطرَفٌ=مِن قَسطَلٍ بِدَمِ الوَريدِ مُورَّدُ لكِنَّهُ يا جَدُّ غَيرُ مُوَسَّدٍ=مَن رأسُهُ في الرُّمحِ كَيفَ يُوَسَّدُ و الطُّهرُ زَينُ العابِدِينَ مُغَلغَلٌ=عانٍ أسيرٌ في القُيُودِ مُصَفَّدُ يُسرى بِنا و بِهِ و رأسِ أبيهِ في=رأسِ السِّنانِ و نُورُهُ يَتَوَقَّدُ نُهدى جَميعاً و الرُّؤُوسُ أمامَنَا= لِسَليلِ وَغدٍ قد نَمَتهُ الأوغُدُ فَيَظَلُّ مَسروراً طَروبَاً شامِتاً=جَذلانَ مِن فَرَحٍ يَقومُ و يَقعُدُ و يَظَلُ يَقرَعُ بالقَضيبِ شَمَاتَةً=ثَغرَ الحُسَيْنِ فأيُّ عَينٍ تَرقَدُ فعلى يَزيدُ و تابِعيهِ و رَهطِهِ=لَعنٌ يَزيدُ مُؤبَّداً لا يَنفَدُ يا آلَ أحمَدَ إنَّ أحمُدَكُم بما=في الآيِ مِن كُلِّ المحامِدِ أحمَدُ أنا عَبدُكُم ما لي سِواكُم مَفزَعٌ=هَل مَفزَعٌ لِلعَبدِ إلَّا السَّيِّدُ يَرجُوكُمُ حَسَنٌ بِأن تَتَشَفَّعُوا=فيهِ إذا ضَمَّ الأنامَ المَوعِدُ و لِوالِدَيَّ تَتشفَّعوا يا سَادَتي=لا سِيَّما أَبِيَ الشَّفيقُ مُحَمًّدُ و كذا شَقيقَيَّ اشفعوا لَهُمَا إذا=أَتَيَا غَدَاً عَبدُ النَّبيِّ و أحمَدُ و لِسامِعٍ داعٍ يَدينُ بِحُبِّكُمْ=و كذا المُقيمُ عَزَاءَكُم و المُنشِدُ ثُمَّ السَّلامُ مِنَ السَّلامِ عَلَيكُمُ=ما نَاحَ طَيرٌ في الغُصُونِ يُغَرِّدُ
Testing