مُــحَـرَّمُ لا أهـــلاً بِـوَجـهِـكَ مِــن
شَـهـرِ و لا بُـورِكَـت أيَّــامُ عَـشركَ فـي
الـدَّهرِ
لَأنـتَ الـمَشومُ الـمُستَطيرُ عـلى
الورى خُـطـوبـاً و رامِـيـهِـم بِـقـاصِـمَةِ
الـظَّـهرِ
و لا سـيَما الـعاشورِ مِـن عَـشرِكَ
الَّـذي بِــهِ غَــرَقَ الإســلامُ فــي لُـجَّـةِ
الـكُـفْرِ
و أضحَت شُمُوسُ المَجدِ في فَلَكِ العُلى أوَافِــلُ مــا بَـيـنَ الـقـواضِبِ و
الـسُّـمْرِ
و أمـسَـت بُــدُورُ الـفَضلِ وَهْـيَ
كَـوامِلٌ غـــوارِبُ فـــي غُــربِ الـمُـهَنَّدَةِ
الـبـتْرِ
و غـارَت بِـحارُ الـعِلمِ غَـوراً و كَم
سَقَت مَــوَاتَ قُـلـوبٍ قــد يَـئِـسنَ مِـنَ
الـذِّكرِ
و دُكَّـت جِـبالُ الـحِلمِ دَكَّـاً و كَـم
عَـفَت فَـكَفَّت عَـنِ الأسـرى و فَكَّت مِنَ
الأسرِ
غَـــــــدَاةَ رِجــــــالُ اللهِ آلُ
مُــحَــمَّــدٍ تَـذوقُ الـرَّدى ظُـلماً بِـحَربِ بَـني
صَـخرِ
فــإن أنــسَ لا أنــسَ الـحُـسَينَ
بـكـربلا وَحـيـداً و قــد دارت بِــهِ عُـصَـبُ
الـغَدرِ
إذا جــــالَ بــالأبـطـالِ خِــيــلَ
إلَــيـهِـمُ مَــجَـالَ عَــلـيٍّ بـالـكـتايِبِ فـــي
بَـــدرِ
فــمـا شَـــدَّ نَــحـوَ الـقَـومِ إلَّا
تـطـايَرُوا تَـطَـايُـرَ أفـــواجِ الـبُـغاثِ عَــنِ
الـصَّـقرِ
فـصاراهُمُ فـي الضَّربِ و الطَّعنِ
خِلسَةً عـلـى عَـجَـلٍ مِـمَّـا عَـرَاهُم مِـنَ
الـذُّعرِ
و رَشــقُ سِـهـامٍ سَـدَّتِ الأُفـقِ
سُـدِّدَت إلَـيـهِ كـمـا سَــدَّ الـفـضا صَـيِّبُ
الـقِطرِ
فَــوَافَـاهُ سَــهـمٌ خـــارِقٌ فـــي
فُــؤادِهِ فَـــخَــرَّ صَــريـعـاً لِـلـيَـدَيـنِ و
لِـلـنَّـحـرِ
بِـنَفسي رَفـيعَ الـقَدرِ يَـهوي و مـا
هَـوَى مَـنِ ازدادَ فـي مَـهواهُ مِـن رِفـعَةِ
القَدرِ
هَــوَى و هــوَ مَـشـغولٌ جَـنَـانَاً و
لَـهـجَةً بِـتَعظيمِ رَبِّ الـعَرشِ بـالحَمدِ و
الـشُّكرِ
سَـــلا نَـفـسَـهُ حَــيـثُ اطــمَـأَنَّ
بِــرَبِّـهِ و عِــنـدَ الـرِّضـى يَـلـتَذُّ بـالـعَلقَمِ
الـمُـرِّ
كَـأَنِّـي بِــهِ و الـشِّمرُ مِـن فَـوقِ
صَـدرِهِ يُــحـاوِلُ أمـــراً جُـــلَّ ذلِــكَ مِــن
أَمــرِ
يُـخـاطِـبُـهُ يـــا شِــمـرُ هَــبْـكَ
قَـتَـلـتَنيْ فَـهَل لَـكَ فـي قَتلي لَكَ الوَيلُ مِن
فَخرِ
أمِـن بَـعدِ مـا أصبَحتُ مُلقىً على
الثَّرى أُقاسي الرَّدى أَقبَلتَ تَرقى على
صَدريْ
فَــهَــلَّا إذا أَزمَــعــتَ قَــتـلـي
لَـقَـيـتَنِيْ و سَـيـفي بِـكَـفِّي عـالـياً صَـهـوَةَ
الـمُهرِ
فَـأُقـسِـمُ لَـــو أَنِّـــي ظَـفَـرتُ
بِـشَـربَةٍ تَـبُـلُّ صــدى قـلـبي لَـمَـا رُمـتُـمُ
قَـهريْ
فـهـا أنــا ذا يـا شِـمرُ مِـن شِـدَّةِ
الـظَّما أُحِــسُ بِـقَـلبي كـالـشِّواءِ عـلـى
الـجَمرِ
فــإن تَـسقيني تُـؤجَر و إن تَـمتَنِع
أَمُـت كَـريماً و تَصلى النَّارَ يا شِمرُ في
الحَشرِ
عـلى أَنَّـني أسـطيعُ صَـبراً عـلى
الـظَّما فَـهَل لَـكَ يـا شِـمرٌ عـلى النَّارِ مِن
صَبرِ
فَـيَـا لَــكَ مِــن وَعــظٍ بَـلـيغٍ لَــوِ
انـتَهَى لِأُذْنٍ بــــلا وَقـــرٍ و قَــلـبٍ بـــلا
كُــفـرِ
و لا عَـجَـبَاً مِــن مِـثلِ شِـمرَ إذا
اجـتَرَى عـلى اللهِ و اسـتَهزَا بِـشأنِ أُولِـيْ
الأَمرِ
و حَـكَّمَ حَـدَّ الـسَّيفِ مِـن مَـنحَرِ
الـهُدى و هَـــبَّــر أودَاجَ الإمـــامَــةِ و
الــفَــخـرِ
و مَــيَّـزَ رأســـاً شــادَ لِـلـعُربِ
مَـفـخَراً و لا سِـيَّـمَا أشـرافـهُم مِـن بَـني
الـنَّضْرِ
و شـــالَ بِـــهِ فَـــوقَ الـسِّـنـانِ
مُـكَـبِّراً و قَــد قَـتَلَ الـتَّكبيرَ مِـن حَـيثُ لا
يَـدريْ
عَـذيري مِـن صَـخرِ بـنِ حَـربٍ و
حَربِهِم بَـنـي أحـمَدَ مـا ذَنـبُ أحـمَدَ فـي
صَـخرِ
جَـــزُوهُ عــلـى إطـلاقِـهِـم يَــومَ
فَـتـحِهِ لِـمَـكَّـةَ فـــي أهـلِـيهِ بـالـقَتلِ و
الأسْــرِ
و لَــم يَـكـفِهِم قَـتلُ الـحُسَينِ و
رَهـطِهِ و رَفـعِـهِمُ تِـلكَ الـرُّؤُوسَ عـلى
الـسُّمرِ
عَــنِ الـسَّـبيِ لِـلـنِّسوَانِ يَـبـكِينَ
حُـسَّراً صَـوَاغِـرَ مِــن فــوقِ الـجِـمالِ بـلا
سِـترِ
يُـنـاديـنَ يـــا جَـــدَّاهُ يــا خَـيـرَ
مُـرسَـلٍ أَأَنــتَ عَـلـيمٌ أَنَّـنَـا الـيَـومَ فــي
الأَســرِ
يَــرِقُّ لَـنَـا قَـلـبُ الـحَـسُودِ لِـمـا
جَــرَى عَـلَـينَا مِــنَ الـتَّـنكِيلِ و الـجُـهدِ و
الـضُّرِّ
أيَــامــى بــــلا والٍ سَـبَـايَـا بـــلا
وَطَـــاً سُـهـارى بــلا شُـغـلٍ سُـكارى بـلا
خَـمرِ
نُـكَـلِّـمُ زَجـــراً كَـــي يَـــرِقَّ لــنـا
فَـمـا نُــكَــلَّــمُ إلا بــالــسِّـيـاطِ و
بــالــزَّجــرِ
تَـرَفّـق بِـنـا يــا حــاديَ الـعِـيسِ
سَـاعَةً نُـرِح مُـهجاً ذابَـت مِـنَ الـسَّيرِ و
الـسُّعرِ
أيــا زَجــرُ قَــد حــانَ الـمَقيلُ فَـقِل
بِـنا قَـلـيـلاً فَـقَـد كِـدنـا نَـمـوتُ مِــنَ
الـحَـرِّ
أَلَـــم تَـتـرُكُـوا أوتــارَكُـم مِـــن
رِجـالِـنَا فَــهَـل لَـكُـمُ عِـنـد الأرامِــلِ مِــن
وِتــرِ
أَلَــم تَـتـرُكُوا سِـبطَ الـنَّبيِّ عـلى
الـثَّرى تَــريـبـاً خَـضـيـباً شَـيـبُـهُ بِـــدَمِ
الـنَّـحـرِ
عَـفـيـراً عــلـى وَعـــرٍ ذَبـيـحـاً
بِـمُـخْذَمٍ و لَـيسَ بِـذِي عَـظمٍ سَـليمٍ مِـنَ
الـكَسرِ
فَــــذَا رَأسُـــهُ فَـــوقَ الـسِّـنـانِ
كــأَنَّـهُ سَـنَـى الـبَدرِ أو أَبـهَى ضِـياءً مِـنَ
الـبَدرِ
و أوطــأتُـمُ الـخَـيـلَ الـسَّـوابِقَ
صَــدرَهُ و ذاكَ مَـحَـلُّ الـسِّـرِّ مِــن عـالَـم
الـسِّرِّ
فَـكَـم فـيـهِ لِـلدِّينِ الـحَنيفيِّ مِـن
هُـدَىً و كَــم فـيـهِ لِـلـعِلمِ الإلـهـيِّ مِــن
بَـحرِ
و كَـنَّـعتُمُ الـسَّـجَّادَ فــي الـقَـيدِ
مـوثَـقَاً أســيـراً ذَلـيـلاً فـاقِـدَ الـنَّـصرِ و
الـظَّـهرِ
و أعــظَـمُ مــا نِـلـناهُ مِــن ذُلِّ
مَـوقِـفٍ لِــقــاءُ يَــزيـدٍ فـــي رِداءٍ مِـــنَ
الـكِـبْـرِ
يُـصَـعِّـدُ فـيـنـا طَــرفَـهُ لَـحـظَ
شـامِـتٍ تَـظَـاهَرَ بـالـبَغضَاءِ فــي الـنَّـظَرِ
الـشَّزْرِ
و قَـــد ظَـــلَّ مِـــن طُـغـيـانِهِ و
عُـتُـوِّهِ يَــقُـدُّ ثَـنَـايَا ثَـغـرِ حـامـي حِـمَـى
الـثَّـغْرِ
و يَــدعــو بِــثــاراتِ الــوَلـيـدِ و
عُــتـبَـةٍ و شـيـبَةَ و الـعَـاصَ الـصَّـريعَ لَـدَىَ
بَـدرِ
عَـلَـيهِم مِــنَ الـخَـلَّاقِ و الـخَـلقِ
كُـلِّـهِمْ لَـعَـايِنُ لا تُـحـصى و تَـبقَى مَـدَى
الـدَّهرِ