شعراء أهل البيت عليهم السلام - شهر مشوم مستطير

عــــدد الأبـيـات
52
عدد المشاهدات
3557
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
6:10 صباحاً

مُحَرَّمُ لا أهلاً بِوَجهِكَ مِن شَهرِ=و لا بُورِكَت أيَّامُ عَشركَ في الدَّهرِ لَأنتَ المَشومُ المُستَطيرُ على الورى=خُطوباً و رامِيهِم بِقاصِمَةِ الظَّهرِ و لا سيَما العاشورِ مِن عَشرِكَ الَّذي=بِهِ غَرَقَ الإسلامُ في لُجَّةِ الكُفْرِ و أضحَت شُمُوسُ المَجدِ في فَلَكِ العُلى=أوَافِلُ ما بَينَ القواضِبِ و السُّمْرِ و أمسَت بُدُورُ الفَضلِ وَهْيَ كَوامِلٌ=غوارِبُ في غُربِ المُهَنَّدَةِ البتْرِ و غارَت بِحارُ العِلمِ غَوراً و كَم سَقَت=مَوَاتَ قُلوبٍ قد يَئِسنَ مِنَ الذِّكرِ و دُكَّت جِبالُ الحِلمِ دَكَّاً و كَم عَفَت=فَكَفَّت عَنِ الأسرى و فَكَّت مِنَ الأسرِ غَدَاةَ رِجالُ اللهِ آلُ مُحَمَّدٍ=تَذوقُ الرَّدى ظُلماً بِحَربِ بَني صَخرِ فإن أنسَ لا أنسَ الحُسَينَ بكربلا=وَحيداً و قد دارت بِهِ عُصَبُ الغَدرِ إذا جالَ بالأبطالِ خِيلَ إلَيهِمُ=مَجَالَ عَليٍّ بالكتايِبِ في بَدرِ فما شَدَّ نَحوَ القَومِ إلَّا تطايَرُوا=تَطَايُرَ أفواجِ البُغاثِ عَنِ الصَّقرِ فصاراهُمُ في الضَّربِ و الطَّعنِ خِلسَةً=على عَجَلٍ مِمَّا عَرَاهُم مِنَ الذُّعرِ و رَشقُ سِهامٍ سَدَّتِ الأُفقِ سُدِّدَت=إلَيهِ كما سَدَّ الفضا صَيِّبُ القِطرِ فَوَافَاهُ سَهمٌ خارِقٌ في فُؤادِهِ=فَخَرَّ صَريعاً لِليَدَينِ و لِلنَّحرِ بِنَفسي رَفيعَ القَدرِ يَهوي و ما هَوَى=مَنِ ازدادَ في مَهواهُ مِن رِفعَةِ القَدرِ هَوَى و هوَ مَشغولٌ جَنَانَاً و لَهجَةً=بِتَعظيمِ رَبِّ العَرشِ بالحَمدِ و الشُّكرِ سَلا نَفسَهُ حَيثُ اطمَأَنَّ بِرَبِّهِ=و عِندَ الرِّضى يَلتَذُّ بالعَلقَمِ المُرِّ كَأَنِّي بِهِ و الشِّمرُ مِن فَوقِ صَدرِهِ=يُحاوِلُ أمراً جُلَّ ذلِكَ مِن أَمرِ يُخاطِبُهُ يا شِمرُ هَبْكَ قَتَلتَنيْ=فَهَل لَكَ في قَتلي لَكَ الوَيلُ مِن فَخرِ أمِن بَعدِ ما أصبَحتُ مُلقىً على الثَّرى=أُقاسي الرَّدى أَقبَلتَ تَرقى على صَدريْ فَهَلَّا إذا أَزمَعتَ قَتلي لَقَيتَنِيْ=و سَيفي بِكَفِّي عالياً صَهوَةَ المُهرِ فَأُقسِمُ لَو أَنِّي ظَفَرتُ بِشَربَةٍ=تَبُلُّ صدى قلبي لَمَا رُمتُمُ قَهريْ فها أنا ذا يا شِمرُ مِن شِدَّةِ الظَّما=أُحِسُ بِقَلبي كالشِّواءِ على الجَمرِ فإن تَسقيني تُؤجَر و إن تَمتَنِع أَمُت=كَريماً و تَصلى النَّارَ يا شِمرُ في الحَشرِ على أَنَّني أسطيعُ صَبراً على الظَّما=فَهَل لَكَ يا شِمرٌ على النَّارِ مِن صَبرِ فَيَا لَكَ مِن وَعظٍ بَليغٍ لَوِ انتَهَى=لِأُذْنٍ بلا وَقرٍ و قَلبٍ بلا كُفرِ و لا عَجَبَاً مِن مِثلِ شِمرَ إذا اجتَرَى=على اللهِ و استَهزَا بِشأنِ أُولِيْ الأَمرِ و حَكَّمَ حَدَّ السَّيفِ مِن مَنحَرِ الهُدى=و هَبَّر أودَاجَ الإمامَةِ و الفَخرِ و مَيَّزَ رأساً شادَ لِلعُربِ مَفخَراً=و لا سِيَّمَا أشرافهُم مِن بَني النَّضْرِ و شالَ بِهِ فَوقَ السِّنانِ مُكَبِّراً=و قَد قَتَلَ التَّكبيرَ مِن حَيثُ لا يَدريْ عَذيري مِن صَخرِ بنِ حَربٍ و حَربِهِم=بَني أحمَدَ ما ذَنبُ أحمَدَ في صَخرِ جَزُوهُ على إطلاقِهِم يَومَ فَتحِهِ=لِمَكَّةَ في أهلِيهِ بالقَتلِ و الأسْرِ و لَم يَكفِهِم قَتلُ الحُسَينِ و رَهطِهِ=و رَفعِهِمُ تِلكَ الرُّؤُوسَ على السُّمرِ عَنِ السَّبيِ لِلنِّسوَانِ يَبكِينَ حُسَّراً=صَوَاغِرَ مِن فوقِ الجِمالِ بلا سِترِ يُنادينَ يا جَدَّاهُ يا خَيرَ مُرسَلٍ=أَأَنتَ عَليمٌ أَنَّنَا اليَومَ في الأَسرِ يَرِقُّ لَنَا قَلبُ الحَسُودِ لِما جَرَى=عَلَينَا مِنَ التَّنكِيلِ و الجُهدِ و الضُّرِّ أيَامى بلا والٍ سَبَايَا بلا وَطَاً=سُهارى بلا شُغلٍ سُكارى بلا خَمرِ نُكَلِّمُ زَجراً كَي يَرِقَّ لنا فَما=نُكَلَّمُ إلا بالسِّياطِ و بالزَّجرِ تَرَفّق بِنا يا حاديَ العِيسِ سَاعَةً=نُرِح مُهجاً ذابَت مِنَ السَّيرِ و السُّعرِ أيا زَجرُ قَد حانَ المَقيلُ فَقِل بِنا=قَليلاً فَقَد كِدنا نَموتُ مِنَ الحَرِّ أَلَم تَترُكُوا أوتارَكُم مِن رِجالِنَا=فَهَل لَكُمُ عِند الأرامِلِ مِن وِترِ أَلَم تَترُكُوا سِبطَ النَّبيِّ على الثَّرى=تَريباً خَضيباً شَيبُهُ بِدَمِ النَّحرِ عَفيراً على وَعرٍ ذَبيحاً بِمُخْذَمٍ=و لَيسَ بِذِي عَظمٍ سَليمٍ مِنَ الكَسرِ فَذَا رَأسُهُ فَوقَ السِّنانِ كأَنَّهُ=سَنَى البَدرِ أو أَبهَى ضِياءً مِنَ البَدرِ و أوطأتُمُ الخَيلَ السَّوابِقَ صَدرَهُ=و ذاكَ مَحَلُّ السِّرِّ مِن عالَم السِّرِّ فَكَم فيهِ لِلدِّينِ الحَنيفيِّ مِن هُدَىً=و كَم فيهِ لِلعِلمِ الإلهيِّ مِن بَحرِ و كَنَّعتُمُ السَّجَّادَ في القَيدِ موثَقَاً=أسيراً ذَليلاً فاقِدَ النَّصرِ و الظَّهرِ و أعظَمُ ما نِلناهُ مِن ذُلِّ مَوقِفٍ=لِقاءُ يَزيدٍ في رِداءٍ مِنَ الكِبْرِ يُصَعِّدُ فينا طَرفَهُ لَحظَ شامِتٍ=تَظَاهَرَ بالبَغضَاءِ في النَّظَرِ الشَّزْرِ و قَد ظَلَّ مِن طُغيانِهِ و عُتُوِّهِ=يَقُدُّ ثَنَايَا ثَغرِ حامي حِمَى الثَّغْرِ و يَدعو بِثاراتِ الوَليدِ و عُتبَةٍ=و شيبَةَ و العَاصَ الصَّريعَ لَدَىَ بَدرِ عَلَيهِم مِنَ الخَلَّاقِ و الخَلقِ كُلِّهِمْ=لَعَايِنُ لا تُحصى و تَبقَى مَدَى الدَّهرِ
Testing