أفَـخـراً و بــابُ الـفَـخرِ دُونَــكَ
مُـغلَقُ و كِـبـراً و طَـيـرُ الـكِـبرِ عَـنـكَ
مُـحَـلِّقُ
و مَـــن بِـــدؤُهُ مِـــن نُـطـفَـةٍ و
مَـآلُـهُ إلــى جـيـفَةٍ أنَّــى بِــهِ الـفَـخرُ
يَـلـحَقُ
و مــــا شَــــرَفُ الإنــسـانِ إلَّا
بـدِيْـنِـهِ و أخـــلاقِــهِ الــلَّاتــي بِــهــا
يَـتَـخَـلَّـقُ
و أن يَـتَـلَقَّى الـرِّضـا مُـقـتَضَى
الـقَـضَا و لَـــــو أنَّــــهُ بـالـمُـرهَـفَاتِ
يُــمَــزَّقُ
كــمـا صَـنَـعَـت أهـــلُ الـوَفَـاءِ
بِـكَـربَلا و خَـيـلُ الــرَّدى فـيـها تَـخِـبُّ و
تُـعـنِقُ
غَـدَاةَ أُنُـوفُ الـبِيْضِ تَـرعَفُ في
الوَغَى دَمَــاً و صُــدُورُ الـسُّـمَّرِ الـنُّجعِ
تُـشرِقُ
إذا استَبَقُوا في الحَربِ لَم يَفرُقُوا و لَم يُـبـالُوا سَـقَـوا كــاسَ الـمَنِيَّةِ أو
سُـقُوْا
يَــــروقُ لَــهُـم وِردُ الـمَـنـيَّةِ
فــالـرَّدى ســـواءٌ لَـدَيـهِـم و الـسُّـلافُ
الـمُـرَوِّقُ
رأوا فــي جِـنـانِ الـخُلدِ ألـطَافَ
رَبِّـهِم فَــتَـاقـوا إلـــى رِضــوانِـهِ و
تَـشَـوَّقُـوا
أمــاجِـدُ فــي الـعَـليَاءِ جَــدُّوا
فَـوُفِّـقُوا و مَـن جَـدَّ فـي كَـسبِ الـمَعَالي
يُوَفَّقُ
و حَـسـبُهُمُ نَـصرُ الـحُسَينِ عُـلَىً
فَـكَم لَـهُم فـيهِ فَـخرٌ صـادِقُ الـفَخرِ
مُـشرِقُ
فَـإن سُوهِمُوا حازوا المُعَلَّى مِنَ
العُلى و إن سُـوبِقُوا في حَلبَةِ الفَضلِ
يَسبَقوا
فـيـا لَـيـتَني أصـبَـحتُ فـيـهِم
مُـجـاهِداً أَجُــودُ كـما جـادُوا و ألـقَى الَّـذي
لَـقُوا
و لَـهفي و قَـد أضحى الحُسَينُ
عَقيبَهُم غَـريـباً وَحـيـداً حَـولَـهُ الـجَيشُ
مُـحدِقُ
أُمَـثِّـلُـهُ يَـبـغـي الـجِـهـادَ و قَــد
غَــدَت أكُــــفَّ الـنِّـسـا فـــي ذَيــلِـهِ
تَـتَـعَـلَّقُ
إلــى أيــنَ يـا كَـهفَ الـيَتَامَى و
عِـزَّهُم و حـافِـظُهُم مِـمَّـا بِــهِ الـدَّهـرُ
يَـطـرقُ
أتَـتـرُكَنَا فــي عَـرصَـةِ الـطَّـفِّ مـا
لَـنَا كَـفـيـلٌ و أنـــتَ الـكـافِـلُ
الـمُـتَـشَفِّقُ
فَـــرَقَّ لــهـا مُـسـتَـعبِراً مِــن
مَـقَـالِهَا و فــاضَ بِـجَـفنَيهِ الـجِـمانُ
الـمُـرَقرَقُ
و قــالَ لَـهُـنَّ اصـبِرنَ يـا خِـيرَةَ
الـنِّسا فَـــإِنَّ خِــيـارَ الـنَّـاسِ بـالـصَّبرِ
أَخـلَـقُ
فَـقَـتلي بـلا جُـرمٍ و ذَبـحي مِـنَ
الـقَفَا و تَـضـريـجُ شَـيـبـي بـالـدِّمـاءِ
مُـحَـقَّقُ
و كــافِـلُـكُـنَّ اللهُ و هـــــوَ
خَـلـيـفَـتي عَـلَـيـكُـنَّ نِــعــمَ الـكـافِـلُ
الـمُـتَـرَفِّقُ
و فــارَقَـهَـا بـالـرَّغـمِ مِـنـهـا و
رَغــمِـهِ و كُــــــلٌّ لِـــكُــلٍّ بــالـكَـآبَـةِ
تَـــأَلَــقُ
و جَــــرَّدَ سَــيـفـاً كـالـشـهاب
تَــوَقُّـدا بُـــرُوقُ الـــرَّدى فـــي غَــربِـهِ
تَـتَـأَلَّقُ
و شَــدَّ عـلـى الـقَومِ الـطُّغاةِ
مُـجاهِداً و ظَــــلَّ لِــهـامـاتِ الــكُـمـاة
يُـفَـلِّـقُ
و مـــا صـــالَ بـالأبـطـالِ إلَّا
تَـطَـايَروا حِــذارَ الــرَّدى مِــن بـأسِـهِ و
تَـفَـرَّقوا
و لَـــمَّــا تَـغَـشَّـتـهُ الــنِّـبـالُ
صَــوائِـبـاً و صــادَفَ مِـنـهُ الـنَّـحرَ سَـهـمٌ
مُـفَرّقُ
هَــوَى وَهــوَ لِـلرَّحمانِ شـاكٍ و
شـاكِرٌ و مُـسـتَـرجِعٌ مِـــن كَــربِـهِ و
مُـحَـولِقُ
و أقـبَلَ شِـمرُ الـرِّجسُ و احـتَزَّ
رأسَـهُ و عَـــلَّاهُ بـالـعَـسَّالِ كـالـبَـدرِ
يُــشـرِقُ
و أظــلَـمَـتِ الآفـــاقُ لَـــولا
شُـعـاعُـهُ يُـمـيطُ عَــنِ الـجَـوِّ الـظَّـلامَ و
يَـمـحَقُ
و مـادَت لَـهُ الأفـلاكُ حُـزناً و
أمـطَرَت دِمـاءً و قَـد كـادَت عـلى الأرضِ
تَطبِقُ
و لَـم يَـنتَهِ الأرجـاسُ عَن سُوءِ
صُنعِهِم عُــتُـوَّاً و لَـــم يَـخـشَوا عَـذَابـاً
فَـيَـتَّقُوا
فَــكَـم هَـتَـكُـوا مِـــن حُـرمَـةٍ
لِـمُـحَمَّدٍ و كَــم خَـرَقُوا مِـن ذِمَّـةٍ لَـيسَ
تُـخرَقُ
فَـكَـم مِــن وَجـيهٍ مِـن بَـنيهِ يَـعِلُّ
مِـن حُـشـاشَـتِهِ نَــصـلُ الـسِّـنـانِ
الـمُـذَلَّقُ
و أبـيَضُ سـامي الـمَجدِ يَـسمو
بِـرأسِهِ رَفــيـعٌ مِـــنَ الــصُّـمِّ الأنـابـيـبِ
أزرَقُ
تَــرَائِـبُـهُ غَــبـراءُ مِـــن ثــائِـرِ
الــثَّـرى و غُـــرَّتُــهُ غَــــرَّاءُ بــالـنُّـورِ
تُــشــرِقُ
و كَـــم بَـضـعَـةٍ مِــنـهُ كـــأنَّ
خِـبـاءَهَا لِــغُـرَّتِـهِ فَــــوقِ الــسِّـمـاكِ
مُــعَـلَّـقُ
و رَبَّـــةِ صَـــونٍ قَـــد تَـرَبَّـت
بِـحِـجرِهِ كِـــلا أبَـوَيـهَـا فــي الـفَـوَاطِمِ
مُـعـرِقُ
تُــهَـتَّـكُ أســتــاراً و تُــسـلَـبُ
أدرعـــاً و تُــجــلَـدُ جَــلــداً لِـلـجُـلُـودِ
يُــمــزِّقُ
و تُـلـطَمُ خَــدَّاً و هــوَ لـلصَّونِ
مُـطرِقٌ و تُـشـتَمُ جَــدَّاً و هــوَ بـالفَضلِ
مُـغدِقُ
مُـــرَوَّعَــةُ ثَــكــلـى كـــــأَنَّ
قُـلُـوبَـهَـا خَوَافي القَطَا عَطشى إلى الماءِ
تُسبَقُ
تَــهِـمُّ بِـــأن تَـنـعـى فَـيَـمـنَعَها
الـحَـيَـا فَـيَـخـنِـقُها كَـــربُ الــغَـرَامِ
فَـتَـشـهَقُ
و لِـلـحُـزنِ مـــا بَـيـنَ الـضُّـلُوعِ
تَـوَقُّـدٌ و لِـلـدَّمعِ فــي صَـحـنِ الـخُدُودِ
تَـدَفُّقُ
فـبـاطِنُها مِــن لاهِــبِ الـحُـزنِ
مُـحرَقٌ و ظـاهِرُها مِـن سـاكِبِ الـدَّمعِ
مُـغرَقُ
تُـسـاقُ عـلـى قَـتَـبِ الـمَطيِّ بِـلا
وَطَـاً يَــرِقُّ لـهـا قَـلـبُ الـحَـسودِ و
يُـشـفِقُ
و لـكِـنَّ حـاديـها صَـبـورٌ عـلى
الـسُّرى غَــلــيـظٌ فــــلا يَــحـنـو و لا
يَــتَـرَفَّـقُ
فَـيَـعـنَـفُ بـالـسَّـجَّـادِ و هــــوَ
مُــقَـيَّـدٌ عَــلـيـلٌ و بــالـغِـلِّ الـثَّـقـيلِ
مُــطَـوَّقُ
يَـشِـقُّ عـلـيهِ ضَـيِّـقُ الـقَـيد و
الـضَّـنى و يَـبـهَـضُهُ الــغِـلُّ الَّـــذي هُــوَ
ضَـيِّـقُ
لَــــهُ جَــسَــدٌ بــــالٍ و بَـــالٌ
مُـبَـلَـبَلٌ و جـانِـحَـةٌ حَـــرّى و طَـــرفٌ
مُـــؤرَّقُ
فـلا غَـروَ لـو عَـينُ الـعُلى غَـرَقَت
دَمَـاً و كـادَت نُـفُوسُ الـمَجدِ لِـلوَجدِ
تُـزهَقُ
إلَــيـكُـم سُــــراةُ الـعـالَـمينَ
خَــريـدَةً لــهـا مِـــن مَـعَـانيكُم ضِـيـاءٌ و
رَونَــقُ
حَـبَـاكُم بِـها الـقَنُّ الـذي غَـرْسُ
حُـبِّكُم بِـمُـهـجَـتِـهِ رَيَّــــانُ أخــضَــرُ
مُــــورِقُ
يَــمــيـسُ بِـــأنــواعِ الــثِّـمـارِ
أقَــلِّـهـا هـوَ الـصَّفحُ عَـن ذَنـبي الَّذي هُوَ
مُوبِقُ
و أكـبَـرُها الـرِّضـوانُ و الـعِزُّ فـي
ذُرى إمــارَتِـكُـم هــــذا الــرَّجـاءُ
الـمُـحَـقَّقُ
فــمـا حَــسَـنٌ يَـــومَ الـمَـعَادِ
بِـخـائِفٍ و لا مُـشـفِقٍ و الـنَّـاسُ راجٍ و
مُـشفِقُ
و لا أحَـــــدٌ مِــــن والِــــدَيَّ و لا
ذَويْ قــرابَــتِـنـا مِـــمَّــن بِـــكُــم
يَــتَـعَـلَّـقُ
فَــمِــنُّـوا مَــوَالـيـنـا عَــلَـيـنَـا
بِـعِـتـقِـنا مِــنَ الـنَّـارِ فـالـمَولَى إذا شــاءَ
يُـعتِقُ
عَـلَـيكُم سَــلَامُ اللهِ مــا الـصَّـبُّ
لِـلِّـقا تَــشَـوَّقَ أو نـــاحَ الـحَـمَـامُ
الـمُـشوَّقُ