شعراء أهل البيت عليهم السلام - هلّ المحرّم فاسكب دمعك الغالي

عــــدد الأبـيـات
51
عدد المشاهدات
4898
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
6:10 صباحاً

هَلَّ المُحرَّمُ فاسكُب دَمعَكَ الغالي=و مِل عَنِ الشُّغلِ بالأهلِينَ و المالِ فَفيهِ رِزءٌ عَظيمٌ لو تَحَمَّلَهُ=طَودٌ تَدَكدَكَ مِنهُ طَودُهُ العاليْ فذلِكَ الرِّزءُ أوهَى قوَّتي و بَرَى=عَظمي و أورَى بِبالي نارَ بِلبَالِ و ذلِكَ الرِّزءُ لَمَّا دارَ في خُلُدِي=قَطَّعتُ مِن سلوَةِ الأحزانِ آماليْ كيفَ السُّلُوُ و أهلُ البيتِ في حُزُنٍ=على الحُسَينِ الشَّهيدِ السَّيِّدُ الواليْ ثاني الشَّهيدَينِ مِن أولادِ فاطِمَةٍ=دامي الوَريدَينِ مِن فَيضِ الدّمِ الغاليْ غالٍ على غَيرِ قالٍ لا يُجَلُّ لَهُ=قَدرٌ و لا يُرخَصُ الغالي على القاليْ دَمٌ أطَلَّ و لكِن طالما سُفِكَت=في طَلِّهِ مُهَجٌ مِن جَوفِ أبطالِ إذ كانَ سَيفُ الحُسَين الطُّهر في يَدِهِ=على جوادٍ أقَبِّ البَطنِ جَوَّالِ أفدِيهِ مِن بَطَلٍ يَمشي بلا بَطَرٍ=لِلهِ مُتَّضِعٍ في زَيِّ مُختالِ يَمشي وَقَارَاً بِلا طَيشٍ يُهَيِّجُهُ=بَينَ الأسِنَّةِ مَشيَ الفارغِ البَالِ كأنَّهُ أجَلٌ يَسعى إلى أمَلٍ=يَسطو بِمُشتَعِلٍ مِن غَيرِ إشعالِ كادَت مَهَابَتُهُ فيهِم وَصَولَتُهُ=في البُعدِ تَقتُلُهُم مِن غَيرِ قَتَّالِ لَكِن قَضَى نَبلُهُ عندَ الإلهِ لَهُ=بالقَتلِ مِن كَفِّ سَيَّافٍ و نَبَّالِ فَإن يَكُن خَصمُهُ ألقاهُ مُنجَدِلاً=فَقَد تَلَقَّاهُ مَولاهُ بإجلالِ فكانَ مَهبِطُهُ في التُّربِ مَصعَدُهُ=في القُدسِ فاعجَب لَهُ مِن هابِطٍ عالِ مِن أجلِ ذاكَ استَحَالَ المَوتُ في فَمِهِ=حُلوَ المَذاقِ و لَيسَ المَوتُ بِالحاليْ و ذا إمارَةُ سِرٍّ طالَمَا حَرَصَت=عَلَيهِ أنفُسُ اقطَابٍ و أبدَالِ يا ذابِحَ السِّبطِ ظُلماً مِن قفاهُ أمَا=تَخشَى الإلهَ و لا تَرعى لِأطفالِ أما سَمِعتَ اليتامى يَصرَخونَ و هُم=يَبكونَ في أيِّ تِزفارٍ و إعوالِ ذَبَحتَ والِدَهُم أوهَنتَ ساعِدَهُم=أشْمَتَّ حاسِدَهُم و المُبغِضَ القاليْ عَجِبتُ مِن ضَبعٍ يَسطو على أسَدٍ=و فَضلَةُ الكَلبِ يَعلو صَدرَ مِفضالِ أما درى أيَّ صَدرٍ داسَهُ سَفَهَاً=و مَنحَرٍ ظَلَّ يَفريهِ بِفَصَّالِ صَدرٌ هوَ البَحرُ لكِن أصلُ مَنبَعِهِ=مِن عالَمِ الغَيبِ لا تَرتيبُ أشكالِ و مَنحَرٍ هوَ رُكنُ الدِّينِ قَبلَهُ=فَمُ النَّبيِّ بإشفاقٍ و إقبالِ لَيتَ النَّبيَّ يَرَاهُ حِينَ تَنحَرُهُ=و تَرفَعُ الرَّأسَ مِنهُ فَوقَ عَسَّالِ كِلَا الوريدَينِ مِنهُ يَنهَمي بِدَمٍ=جارٍ على الأرضِ و العَسَّالُ سَيَّالِ إذاً لَمَالَ بِهِ فَرطُ الجَوى و بَكَى=حُزناً بِدَمعٍ على الخَدَّينِ هَمَّالِ و لَيتَ فاطِمَةَ الزَّهرَاءِ ناظِرَةً=بَنَاتَهَا حُسَّرَاً مِن فَوقِ أجمَالِ مِن كُلِّ خافِضَةٍ لِلصَّوتِ مِن خَفَرٍ=حَرَّى الجَوَانِحِ بِالأحزانِ مِثكالِ تَنهَلُّ سُحبُ أماقيها بِمُنسَجِمٍ=جارٍ على فاضِلِ الأردانِ هَطَّالِ يَبكينَ مِن غَيرِ إعوالٍ و لَيسَ لَهَا=والٍ و لا مِن نَكَالِ الدَّهرِ مِن كالِ تُبتَزُّ أَسوِرَةٌ مِنها و أَخمِرَةٌ=لَيسَت مُخَمَّرَةً إلَّا بإذلالِ لَولا كَمَالٌ يُوَقِّيها لأبصَرَها=على جِمالِ الأعادي كُلُّ جَمَّالِ لكِنَّ ضَربَ سِياطِ القَومِ عَوَّضَهَا=عَقدَاً بِعَقدٍ و خَلخَالاً بِخَلخَالِ ضَربُ العَرَائِبِ بَعدَ الذَّودِ عائِدَة=على خَوَامِسَ هِيمٍ قَبلَ تِنهَالِ يا حَربُ لا زالَ فيكِ الحَربُ ساعِرَةً=و في منازِلِكُم أصواتُ إعوالِ ألَيسَ أحمَدُ يومَ الفَتحِ عامَلَكُم=بالصَّفحِ في أنفُسٍ مِنكُم و أموالِ هَلَّا سَلَتكُم بيَومِ الطَّفِّ مَسلَكَهُ=لا يَستَوي صُنعُ أبدالٍ و أنذالِ جَوَاهِرَ القُدسِ يا مَن لا يُدَنِّسُها=عَوَارِضُ النَّقصِ في عِلمٍ و أعمالِ صَحَّت عقائِدُنا فيكُم مُحَصَّنَة=بالعَقلِ و النَّقلِ عَن شَكٍّ و تَضلالِ لا قَولُ مُبتَدِعٍ في الدِّينِ مُرتَفِعٍ=في القَولِ مُختَرِعٍ لِلقِيلِ و لِلقالِ فلا نُوافِقُ فيكُم مَن غَلا و قَلَى=بَل نُوجِبُ الكُفرَ لِلغالي و لِلقاليْ و هاكُمُ عَقدُ دُرٍّ قَد حَلا و عَلا=دُرٍّ مِنَ المَدحِ لا مِن دُرِّ لا آلِ قَد أحسَنَ الظَّنَّ فيكُم عَبدُكُم حَسَنٌ=أَن لا تَرُدُّوهُ لي مِن قُبحِ أفعاليْ أمَا و جَذوَةُ أحزانٍ تَشِبُّ إذا=ذَكَّرتُكُم حالَتي لَبثي و تَرحَاليْ أحرَمتُ عَن طيبِ عَيشي في المُحَرَّمِ مِن=ميقاتِ رِزئِكُمُ مِن غَيرِ إحلالِ فها أنا مُحرِمٌ طولَ الزَّمَانِ بِكُم=لا فَرقَ ما بَينِ شَعبانٍ و شَوَّالِ فَحَرِّمُوني على نارِ الجَحيمِ غَدَاً=حَتَّى أَحُلَّ بِكُم في المَنزِلِ العاليْ كذَاكَ أصلي و فَرعُ الأصلِ مُتَّصِلاً=و سَامِعُو نَظميَ المَتلُوَّ و التَّاليْ عَلَيكُمُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ مَتَى=بِكُم تُوُسِّلَ في إنجاحِ آمالِ
Testing