وَصَـلَـتكَ ضـاحِـكَةً فَـعِفتَ
وِصَـالَهَا و صَـرَمـتَهَا لَـمَّـا عَـرَفـتَ
خِـصـالَهَا
حَـسـنَـاءُ لــكِـن مِـــن وَرَاءِ
ثِـيـابِها شَــوهــاءُ إن جَــرَّدَتـهـا
سِـربـالَـهَا
تَـسقيكَ مِـن غـربِ الملاحَةِ
أكؤُسَاً مَـزَجَـت بِـأَنـواعِ الـسُّـمومِ
زُلالَـهَـا
و إذا حَــبَـتـكَ يَـمـيـنَـهَا
بِـيَـسَـارِهـا سَـلَـبَـتهُ مِــنـكَ يَـمـينُها و
شِـمـالُهَا
إنِّـــي أخـــافُ عَـلَـيكَ إن
وافَـقـتَهَا مِــن مُـعـضِلَين إنِ اتَّـقَـيتَ
وَبَـالَـهَا
طُــولَ الـعذابِ إذا أصَـبتَ
حَـرَامَهَا و كَـذَا الـحِسابَ إذا جَـمَعتَ
حَلالَهَا
دَع عَـنكَ طُـولَ هُـمُومِها و
غُمومِها و سـقـامِـها و صُــدودَهَـا و
مَـلالَـهَا
مَـلَـكَت عُـقـوقَ الـهِرِّ تـأكُلُ
وِلـدَها و تَــدِعُّ فــي حُـفَرِ الـمَنونِ
رِجـالَهَا
مَــن تُـلـقِهِ تَـعـرِض عَـلَيهِ
وِصـالَهَا مَــكـراً و تَــبـذِلُ مـالَـهَا و
جَـمَـالَهَا
فَـأبَـوا و أحــرَزَتِ الـنَّـجاةَ كِـرَامُـها و صَـغَوا لـها و اسـتأسَرَت
أرذَالَـهَا
أمَّــــا الــنَّـبـيُّ فَـكَـتَّـبـها
لِـجَـبـينِها حَــتَّـى تَـخَـلَّـلَ قُـرطُـهـا
خِـلـخالَهَا
و كَـــذَا أمــيـرُ الـمـؤمِـنينَ
فَـإنَّـهـا خَـطَـبَـتـهُ راغِــبَـةً فَــبَـتَّ
حِـبـالَـهَا
بَــتَّــاً و طَـلَّـقـهـا ثــلاثــاً
فـانـبَـرَت قَــد قَـطَّـعَت مِــن وَصـلِـهِ
آمـالَـهَا
لا غَـــروَ لَــو أَغــرَت بِــهِ
أَوغـادَهَـا يَــــــوم (..) تــابِــعِـيـنَ
ضَــلالَــهَـا
و نَـفَتهُ مِـن حَـقِّ الخِلافَةِ و هُوَ
مِن دُونِ الــوَرَى أولَــى بِــهِ أولَـى
لَـهَا
و تَـقَـيَّـلَت لِـقِـتَـالِ عِــتـرَةِ أحــمَـدٍ مــا تَـسـتَطيعُ بِــهِ الـغَـدَاة
قِـتـالَهَا
حَــتَّـى إذا كــانَ الـحُـسَينُ
بِـكَـربلا جَـلَـبَـت عَـلَـيـهِ خَـيـلَـها و رِجـالَـهَـا
فَـحَمَتهُ عَـن وِردِ الـفُراتِ فَمَن
يَرِد مِــن حِـزبِـهِ تُـرسِـل عَـلَـيهِ
نـبَـالَهَا
فَـقَضَوا و مـا بَـلُّوا غَـليلَ
صُدُورِهِم إلَّا إذا سَـــــالَ الــدِّمــاءُ
خِــلالَـهَـا
و الـطَّاهِراتُ تَرَى الفُراتَ
مشَارِكَاً فـــي الـنَّـهـلِ أبــتَـر ذَيـلـه
ذَيَّـالَـهَا
يــــا لِـلـرِّجـالِ أمُـسـلِـمُونَ
أُمَــيَّـةٌ كَـــلَّا و لا فَـعَـلَـت ثَــمُـودُ
فِـعـالَـهَا
مــا عَـقـرُ نـاقَـةِ صـالـحٍ و
فَـصيلَها مِــن قَـتـلِ أنــذالِ الــوَرَى
أبـدَالَهَا
و لــقــد دَرَوا أنَّ الـنَّـبـيَّ
مُـحَـمَّـدَاً أوصـى بِـها مِـن بَـعدِ ما أوصَى
لَهَا
فَـعَـصَـت و سَـقَّـتـهَا أُمَــيَّـةُ
بَـعـدَهُ أوصَـابَـهَـا بَـــل قَـطَّـعَت
أوصـالَـهَا
لَـيتَ الـنَّبيَّ يَـرَى الـحُسَينَ
تَـنُوشُهُ بِـسُـيُـوفِـها و رِمــاحِـهـا و
نِـبـالِـهَـا
و يَــرَى الـحُـسَينَ مُـضَرَّجَاً
بِـدِمائِهِ أجــرَى الـنِّـصالَ بِـجِـسمِهِ
هَـطَّالَهَا
و يَــرَاهُ و الـشِّـمرُ الـزَّنِـيمُ
مُـحَكِّمٌ بـالـحِـقدِ فـــي أوداجِـــهِ
فَـصَّـالَـهَا
و يَــرَاهُ مَـكبوباً عـلى وَجـهِ
الـثَّرى تُـسـفي عَـلَـيهِ الـسَّـافياتُ رِمـالَـهَا
لَـيتَ الـبَتُولَ تـرى الـطَّواهِرَ
حُسَّرَاً أَســرَى تَـحِـثُّ بِـها الـعِداةُ
جِـمالَهَا
الــرَّحـلُ يُـؤلِـمُها كَـحَـرِّ
شُـمُـوسِها قَـد غَـيَّرَت شَـمسُ الـهَجيرِ
جَمَالَهَا
و الـسَّيِّدُ الـسَّجَّادُ فـي أسـرِ
الـعِدا قَــد ضُـيِّـقَت فــي عُـنـقِهِ
أغـلالُـهَا
لا تَـسـتَريحُ و لا تُـقـيلُ و لَــم
تَـزَل تَــطـوي بِــهِـنَّ سُـهُـولَهَا و
جِـبـالَهَا
و إذا تَـعَـثَّرَتِ الـمَطِيُّ مِـنَ
الـوَجَى ضَــمَّـت إلـــى أحـضـانِهَا
أطـفـالَهَا
و إذا رَأَت رأسَ الـحُـسَينِ
أمـامَـهَا صَــكَّـت بِــحَـرِّ وُجُـوهِـهِنَّ
رِحـالَـهَا
يــا دَهـرُ أيَّـةُ نَـكبَةٍ فـي الـدِّينِ
قَـد زَلَّــت بِـهـا قَـدَمَـاكَ لَـستَ
مُـقالَهَا
مَـكَّـنتَ مِـن قَـتلِ الـحُسَينِ
عِـدَاتَهُ و سَـقَيتَ مِن دَمِهِ الشَّريفِ
نِصالَهَا
إذ يَـسـتَغِيثُ فــلا يُـغـاثُ و لا
تَـعِيْ مِـنـهُ الأعــادي نُـصـحَهَا و
جِـدالَـهَا
أيــــنَ الـمـلائِـكَةُ الَّــذيـنَ
بِـجـاهِـهِ نـالَت رِضى الرَّحمانِ حَيثُ دَعا
لَهَا
كَـــم عَـثـرَةٍ لَـهُـمُ اسـتَـقَالوها بِــهِ مِـــن رَبِّـهِـم فَـدَعَـا لَـهُـمَّ
فَـأَقـالَهَا
سَـل فُطرُسَ المَكسورَ مِنهُ
جَنَاحُهُ مَــن فَــكَّ عُـقـدَةَ ضُــرِّهِ
فَـأزالَـهَا
يــــا دَردَيَــائِـيـلَ ألَــسـتَ
عَـتـيـقَهُ نـاهـيـكَ مَـرتَـبَـةً عَــرَفـتَ
جَـلالَـهَا
يـــا ســادَةَ الأمــلاكِ يــا
أشـرافَـهَا يـــا جَـبـرَئـيل الــرُّوح يــا
مِـيـكَالَهَا
أوَلَـسـتُـمَـا الـمُـتَـكَـفِّلَينِ
بِــمَـهـدِهِ و الـمُـكـمِـلَـينِ لِأُمِّـــــهِ
أعـمَـالَـهَـا
هَــلَّا حَـضَـرتُم عِـنـدَهُ فــي
كَـربَـلا حَــيـثُ الــعِـداةُ تُـذيـقُـهُ
أهـوَالَـهَـا
و رُوِي لَـنَـا حَـضـرُ الـمَـلائِكِ
عِـندَهُ مُـسـتَـأذِنِينَ لِـنَـصـرِهِ فَــأَبـى لَــهَـا
و مَـقـالُهُ لَـو شِـئتُ عـاجَلتُ
الـعِدا بِـالـحَتفِ لَـكِـن أَكــرَهُ
اسـتِـعجَالَهَا
حَـيثُ الإلهُ قَضَى بِأَن أُسقى
الرَّدَى فــي كَـربَـلا و قـضـى لَـها
إمـهَالَهَا
سَتَكُونُ أرضُ الطَّفِّ مَقصَدُ شيعَتي لِــزِيــارتــي و بُــلُـوغِـهـا
آمَــالَــهَـا
كَــم مِــن دُعــاءٍ مُـستَجابٍ عِـندَهَا و مُــلِـمَّـةٍ فَــتَـحَ الــدُّعـا
أقـفَـالَـهَا
مِـن عـاهَةٍ تُـشفى و كَـربِ
كَـريهَةٍ يُـكـفى و ذَتــبٍ مُـوبِـقٍ يُـعفى
لَـهَا
ظَـفَرَت أُمَـيَّةُ بـالحُسَينِ و
أدرَكَـت أَوتَـــارَهَــا و تَـــجَــاوَزَت
آمَــالَـهَـا
و أَبَـــانَ خُــبـثَ أُصُـولِـها
تَـهـتيكُها حُـــرَمَ الـنَّـبـيِّ و ذَبـحُـها
أطـفـالَهَا
هــذا و يَــومُ الـفَـتحِ نَـصبِ عُـيُونِها إذ فَــــكَّ عَــنـهـا أحــمَـدٌ
أغـلالَـهَـا
إذ كـــانَ يَـمـلِـكُ مَـكَّـةً و
فِـجَـاجَهَا و رُبُـوعَـهَـا و نِـسـاءَهَـا و
رِجـالَـهَـا
فَـعَـفى و أعـتَـقَها و صـانَ
نِـساءَهَا فـــي دُورِهـــا و أبَـاحَـهَـا أمـوالَـهَـا
فـانـظُـر تَــفَـاوُتَ ذاتِـــهِ و
ذَوَاتَـهَـا سَـبـرُ الـرِّجـالِ بِـفِـعلِهَا أجـلَى
لَـهَا
أجَـوَاهِـرُ الـقُـدسِ الَّـتـي فُـزنا
بِـما وَهَــبَ الـمُـهَيمِنُ مِــن مَـوَدَّتِنا
لَـهَا
أنـتُـم سَـحَـائِبُ رَحـمَـةِ اللهِ
الَّـتـي نُـشِرَت عـلى مَـن يَـستَظِلُّ
ظِلالَهَا
فَــإذا أظَـلَّـت عَـبـدَكُم حَـسَـنَاً
فَـلا يَـخـشـى غَـــداً نــاراً و لا
أهـوالَـهَا
الـــرَّبُّ بَـــرٌّ و الـشَّـفـيعُ
مُــقَـرَّبٌ و الـنَّـارُ سـامِـعَةٌ لِـمـا يُـوحـى
لَـهَا
و صَـــلاةُ رَبِّـكُـمُ الـسَّـلامُ
عَـلَـيكُمُ مــا نـاوَحَت رِيـحُ الـجَنوبِ
شِـمالَهَا