شعراء أهل البيت عليهم السلام - ذكرت بكربلا الخطب المهولا

عــــدد الأبـيـات
51
عدد المشاهدات
3676
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
6:10 صباحاً

ذَكَرْتُ بِكَربَلا الخَطبَ المَهُولَاْ=فَلَم أملِك لَهُ الدَّمعَ الهَمُولَاْ لَقَد عظُمَ المصابُ و جَلَّ وَقعاً=فكانَ الصَّبرُ فيهِ مُستحيلَا هو الخَطبُ الذي عَمَّ البرايا=على أصنافِها إلَّا قليلَا عَشيَّةَ آذَنَت حَربٌ بِحَربِ=الحُسَينِ الطُّهرِ تَطلِبُهُ ذُحُولَا ذُحُولٌ شَبَّ جَذوَتَها عَلِيٌّ=أطاعَ اللهَ فيها و الرَّسولَا شَفَوا أضغانَهُم بصَنيعِ سُوءٍ=فما تَرَكُوا لَهُم في النفسِ سُولَا حَمَوا سِبطَ النبيِّ الماءَ ظُلماً=و فيهِ الوَحشُ قائِلَةٌ مَقيلَا و جاءُوا يَزحَفونَ إلَيهِ زَحفاً=تخالُهُمُ إذا ازدَحَمُوا سُيُولَا فَلاقَهُم و هُم سَبعونَ ألفاً=و لَم يَكُ مِن لقائِهِم جَفولَا يَصولُ على الكتائِبِ و هوَ ظامٍ=فيَروي مِن دمائِهِمُ النُّصولَا فيَخطِفُ سَيفُهُ الأرواحَ خَطفاً=كَبَرقٍ لاحَ مُتَّسِقَاً عَجولَا يَطيرُ فُؤادُ مَن لاقاهُ رُعباً=إذا ما كَرَّ شِبراً فَرَّ مِيلَا و حَيثُ دعاهُ رَبُّ العرشِ سَعياً=إلى جَنَّاتِهِ حَسُنَت مَقيلَا سَطَت فيهِ القواضِبُ و العوالي=فَخَرَّ لِوَجهِهِ مُلقىً جَديلَا شَكوراً مُطمَئِنَّ القلبِ سِلماً=لِحُكمِ الرَّبِّ لا سَئِمَاً مَلُولَا يرى تَجريعَه لِلحَتفِ فَتحاً=و فَوزاً بالكَرَامَةِ لَن يَزولَا فَذَاقَ مِنَ الشَّهادَةِ أيَّ كأسٍ=شَهيَّ الطَّعمِ عَذباً سَلسَبيلَا فَضَجَّت عِندها الأملاكَ حُزناً=و إعجاباً بِما بَهَرَ العُقُولَا هُجُومُ مصائِبٍ و ثَبَاتُ قَلبٍ=و حِلمُ اللهِ أجدَرُ أن يَهولَا أبَعدَ السِّبط يَبقى قاتِلوهُ=يَفوقونَ الجِبالَ الشُّمَّ طَولَا و لَم يَعجَل عَلَيهِم بانتِقامٍ=يَصِبُّ عَلَيهِمُ صَبَّاً وَبيلَا و لَكن هانَتِ الدُّنيَا عَلَيهِ=فَأَمهَلَهُم و مَتَّعَهُم قَليلَا غَدَاةَ يُخاصِمُونَ بِها عَليَّاً=و فاطِمَةَ المُطَهَّرَةَ البَتولَا و يأتي السِّبطُ لَيسَ عَلَيهِ رأسٌ=فَتَصرَخُ فاطِمٌ تَدعو الجَليلَا إلهي خُذ بِحَقِّكَ قاتِلَ ابني=و تارِكَهُ على الرَّمضَا جَديلَا و ذابِحَهُ بِحَدِّ السَّيفِ ظُلماً=على ظَمَإٍ و ما بَلَّ الغَليلَا و رافِعَ رأسِهِ في رأسِ رُمحٍ=أصَمِّ الكَعبِ مُعتَدِلاً طَويلَا فَيَأمُرُ ذُو الجَلالِ بِظالِمِهِم=و يُصليهِم عَذاباً لَن يَزولَا بِما انتَهَكُوا مِنَ الحُرُماتِ فِيهِم=و شَنُّوا فيهِمُ الخَطبَ الجَليلَا و سَوقهُمُ الطَّواهِرَ حاسِراتٍ=على الأقتابِ يَدعينَ الرَّسولَا ألا يا جَدُّ قَد خَلَّفْتَ فِينَا=مِنَ الأصحابِ مَد ضَلُّوا السَّبيلَا طَبَعْتَ لَهُم مُهَنَّدَةَ أبادُوا=بِها مِنَّا الأصاغِرَ و الكُهُولَا جَلُونا عَن صَيَاصِي العزِّ قَهرَاً=و سامُونا المَذَلَّةَ و الخُمُولَا و ساقُونا على قُتَبِ المَطايا=يَطُوفونَ المَفَاوِزَ و السُّهُولَا و خَلَّفنَا الحُسَينَ رَهينَ قَفرٍ=تَريبَاً في عَوَاصِفِها رَميلَا و لا جادَت قَريحَةُ ذاتِ ثُكلٍ=كَزينَبَ إذ غَدَت قَرحَى ثَكُولَا تَقُولُ بِصَوتِ مَحزونٍ شَجِيٍّ=يُذيبُ الصَّخرَ لَو فُهِمَ المَقولَا أَخِيْ دَكَّ الأسى طَودَ اصطِباريْ=و كانَ لِكُلِّ نائِبَةٍ حَمولَا أَخِيْ أبكيكَ يا مَولَى المَوَاليْ=و أكرَمَهُم على الإطلاقِ جِيلَا أَخِيْ مَنْ للمَكَارِمِ و المَعَالي=إذا سَدَّ الوَرَى عَنها سَبيلَا أَخِيْ مَنْ للجُيُوشِ و لِلسَّرايا=إذا فَقَدَت مِنَ الكُفرِ المُديلَا أَخِيْ مَنْ لِلمسائِلَ و القَضَايا=إذا اشتَبَهَت لِشُبهَتِها مُزيلَا أَخِيْ مَنْ لِلأرامِلِ و اليَتَامى=إذا طَلَبَت فَلَم تَجِدِ الكَفيلَا لِمِثلِكَ يا أخي فَليَبكِ باكٍ=أسَىً وَلْيَذرُفِ الدَّمعَ الهَمولَا إذا قَبُحَ البُكاءُ على قَتيلٍ=رأيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلَا فَلَعنَةُ ذي الجلالِ تَعِمُّ جِيلًا=بَنَى أو شادَ رِزأَكُمُ الجَليلَا إلَيكُم يا هُداةَ الخَلقِ عُذراً=فَقَد أهدَيتُكُم نَزرَاً قَليلَا و ها حَسَنٌ بِحُسنِ الظَّنِّ فيكُم=عَلَيكُم وافِداً يَرجُو الجَزيلَا لَهُ و لِمَن يَمِتُّ بِهِ بِقُربى=صُعوداً في التَّقَرُّبِ أو نُزُولَا نَعيماً دائِماً في دارِ صِدقٍ=و ظِلّاً في جِوارِكُمُ ظَليلَا صلاةُ اللهِ و الرِّضوانُ مِنهُ=عَلَيكُم ما هَدَى بِكُمُ السَّبيلَا
Testing