الوليد الثائر
عبد الحميد السنيد
هنا حلبات الشعر للمتسابق= فهيا فقد اطلقت للجري سابقي
ووقعت لحني فوق قيثارة الهوى= بانغام صب واله القلب عاشق
ورحت أغني باسم من ملك الحشا= باجفانه لا بالسيوف البوارق
فلولاه ما رقت شعوري ولا جرت=باعذب معنى في الخواطر رائق
وما الشعر الا نظرة وابتسامة=الى النفس تزجيها مشاعر وامق
وما الشعر الا ما يردد لحنه=بكل فم من أعجمي وناطق
وما الشعر الا روضة رقصت بها=بنات الرؤى كالعين بين الحدائق
وما الشعر الا ثورة النفس رتلت=أهازيجها الاجيال بين الخلائق
فما كل طير كالهزار مغرد= ولا كشقيق الورد عطرا لناشق
ولا مثل يوم بالمسرات مشرقا=كيوم بنور السبط بالامس شارق
بمولده طافت مواكب للمنى=تصافح في دنيا الهنا خير صادق
واشرقت الامال فيه ورفرفت=طيور المنى في روضها المتناسق
وبالافق الاعلى تطوف مواكب=من النور تجلو في الدجى كل غاسق
فيالك مولودا بحجر محمد=تغذى بطيب للنبوة عابق
تفرع من زيتونة احمدية =زكا أصلها كالفرع بالمجد باسق
فكم سن نهجا للاباة بعزمه=وحلق في افق من الحزم سامق
وأوضح درس التضحيات لامة=أبت أن تهاب الموت عند الحقائق
بنهضته الكبرى اهتدى كل ثائر=الى الحق في غرب الدنا والمشارق
لقد طاب غرسا مثلما طاب مولدا=ونال من الرحمن أسمى المرافق
ورف على الارضين بالعدل نوره=فطهرها من رجس كل منافق
وبدد شمل الظالمين وهد من= معاقلهم في سيفه كل شاهق
وخلد للاجيال أروع صفحة=تضيء بانوار الهدى كل غاسق
امام الهدى عفوا فاني ألكن= بمدحك لا اسطيع تعبير ناطق
ولكنني ارجو شفاعتكم غدا=من الله يوم الحشر بين الخلائق