أترعتُ من لغة القصيد دواتي = ووقفتُ تنظمني هوىً كلماتي
والشوق ينفضني يساقطُ أحرفي = زاداً من الآمال والتمراتِ
والدمع يغسل ما يرين بحرقةٍ = ينسابُ بينَ الروحِ نهرَ فراتِ
متلحِّفاً بالحلمِ أخصف خافقي = وأخبئ الآهاتِ في خلجاتِ
أستمطر الخير العظيمَ أناملاً = وجهتُ نحو العسكريِّ صلاتي
مستوحشا من كلِّ هذي الناس لا = أنس لدي سوى هواه مناتي
في ليلة الميلادِ أنشر أحرفي =وأبثُّ للمولى الرحيم شكاتي
سبحانَ من يحوي مقاليدَ السما = والأرضِ من أهداكَ خير صفاتِ
أنزلتَ من فوق البسيطةِ منَّةً = بدراً من الألطافِ والرحماتِ
تفتضُ ليلَ الجهلِ تنسفُ عجلَه = وتمزِّقُ التزيِّفَ بالآياتِ
مذ كنتَ في المهد الشريف تهزهُ = تهتزُّ كل الارضِ بالخيراتِ
وتموج من عطر الإمامة بالندى = وتثور بالثمرات والزهراتِ
واليوم هذي الأرض أجذب تربها = والظلم من فوقِ البسيطةِ عاتي
قلبي يحدِّثكم بنبضٍ مجهدٍ = أعيته أطنانٌ من العبراتِ
يا سيدي في ( عسكرٍ ) قد عسكرتْ = كالأمسِ اقنعةٌ مِن الظلماتِ
عاثت بجوقتها الفسادَ وأتقنتْ = عزفَ المواتِ بنوتة الطلقاتِ
أطفالنا النجماتُ قهراً رصِّعتْ = بالسمِ فوقَ بيارقٍ لبغاةِ
ودمائهم خطَّتْ على أعلامها = فتراقصت كالطيرِ لحنَ مماتِ
ياسيدي أأقول عن سجانهم = و( أبو غريبَ ) ونكبةِ النكباتِ
وعن النساءِ المومساتِ وحكمها = برقابنا ولهيبِ سوطِ زناةِ
وعن الطوامير التي لا تنتهي = لازلتَ تذكرها.. فداكَ حياتي
لا لن أطيل فأنتَ أعلم بالذي = نحويه من جزعٍ ومن مأساةِ
أنت الذي علمتنا أنَّ الهوى = ألمٌ ونيل الحقِّ بالجمراتِ
إني شكرتُ الربَّ أنت إمامنا = سأطوف حولكَ سائلاً حاجاتي
أو لستَ من نسل السليلِ فكيف لا = أعطى وقد ألححتُ في دعواتي
أسلمتُ عمري لا أروم عجالةً = إن كنتَ تبصر صالحي بأناتي
متيقنٌ بالرد ليس مخالطي= شكٌّ بقدسكَ أنتَ أنتَ نجاتي
إن كان خيري في الهناءِ فزده لي = أو كان في التعذيبِ زد آهاتي
في ليلة الميلادِ عذراً سيدي = مازجت لحن الحزنِ بالبسماتِ
لأودِّع الحزنَ السجيمَ بفيضكم = وأذوب في التهليلِ والصلواتِ
إني ابن رومييِّ الهوى فتحنن = واقبل صلاة الشعر في أبياتي