خُطَّ الحسين على قلبي وفي جسدي = خَطَ الخلود على العشاق للأبد
وخير لي مصرع والروح ساحته =أشتاق لقياه شوق الأم للولد
متى أموت حياة في محبته = مستوطنا غربتي في عشقه الأبدي
أهواه فكراً وأحلاماً ومعتقداً = فكيف أخشى على فكري ومعتقدي
متى يعود أميرا في سواحله = يفجَّرُ الخير دفَّاقاً بلا أمد
ورأسه الشامخ العالي بلا ندب = وصدره المالئ الدنيا بلا وتد
ساءلت نفسي وذكرى الطف مشعِلةً = جمر القلوب بنيرانٍ من الكمد
هل يرجع الجسد المسحوق دون أذى = وقد تناثر أشلاءً بلا عدد
سنابك الخيل لم ترحم جوارحه = حتى غشتها بموج البين كالِبَدِ
وهل يعود له القلب الذي انتُزعَ الث = لثان منه بسهم غاص للكبد
وهل يعود بلا سمٍّ ولا عطشٍ = يمد سطوة جيش السمِّ بالمدد
وهل يعود بلا طيفٍ يؤرِّقه = ويستعيد لهيبا طفَّه النَكدِ
ولا ترى عينه اليمنى يدي شمر = وسيفه يحصد الأوداج في جلد
ولا ترى عينه الأخرى مخيمه = ووِلْدُه بين نار القوم و الوَقَد
ولا يصيخ إلى وقع السياط على = متن العقيلة في سُمْرٍ من الجُدَدِ
وحوله جثث الأنصار شاخصة = أبصارها نحوه تشكوا من اللَحَدِ
ترجوا برغم تشظِّيها فداه وقد = تكاثر الكفر في أعدائهِ اللَبَدِ
فصاح بي راعف الآمال في حزنٍ = وقد تناثر في قلبي وفي خَلَدي
لا والذي خلق الأكوان قاطبة = وفلسفَ النصر في جند من السَبَدِ
تظل ذكرى الحسين الطفِ خالدة = من عالم الذرِّ حتى بعد لا أحد
تنزُّ عاصفة الآمال في ألمٍ = فتنفثُ الصبرَ في أحزاننا الجُدُدِ
وسوف تبقى زهور الرفض يانعة = فيها برغم اشتعال الحقد والحسدِ
حتى يثور إمام العصر مشتملا = ثار الحسين وسيف الله بين يدِ
ويستعيد من الأعداء سطوتهم = فلا ترى لعصاة الله من سَنَدِ
ونحن حتى ظهور الحق شيعته = كفوف متَّحدٍ لُفَّت بمتَّحدِ
نمهد الدرب في قلب وفي عمل = وتربة الطفِّ قد رُشِّتْ على الجسدِ
وها تواقيعنا في عشقه كتبت = وسطَّرت صدقنا في خير مستندِ
ما ينفع الناس يعلوا للحسين هوى = وما سواه سَيُفْنَى في فم الزبدِ