شُدَّ الفؤادَ وقُد كفي وتَبييني = ما عدتُ أبصرُ دمعُ الحرفِ يعميني
وزهرتي كزهور الطفِّ قد ذبلتْ = ومُزِّقتْ بينَ تقطيعٍ و تلحينِ
فاليوم خرَّ على التيماء آسرها = وخرَّ قلبي على تيماء تأبيني
واسَّاقطُ الشعرُ في لطمٍ وفي جزعٍ = ما عاد في سَغبِ الأفراحِ يغنيني
قد كان لي مَثَلَ الشاب الذي اكتملتْ = به الفضائل بالأفضال يرويني
وريثُ أحمد في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ = وابن الزكيِّ ربيبُ العلمِ والدينِ
وحبُّهُ حبُّهم مذ كنتُ في عدمٍ = مُشَكِّلٌ لانبعاثي فاضلَ الطينِ
وحانت الرحلةُ الإصلاحُ فالتحقتْ = (ذراته) كلها في ركب تدشينِ
في فتيةٍ لعُذاباتِ الدنا اقتحمت = كي يُرجعَ الدينُ أحلامَ البساتين
روحُ الإباء بهِ تأبى الحياةَ وقد = بات الشهيدُ فريداً في الميادينِ
وقد رأى عطشَ الأطفالِ يُلهبُهُ = حرُّ الشموسِ و آثامُ الشياطينِ
وجُزِّرتْ حوله الأنصار فارتسموا = كغضبة الله في عين ابن عشرينِ
وطاف كالموتِ مذ أدلى بحجته = وحجة السيف أقوى في البراهينِ
كأنهُ أسدٌ يحمي صغار دَمٍ = من العداةِ ولا يلوي على لينِ
ومذ رأوه رقاب الكفرِ يحصدها = يجدد العهد في حملات صفِّينِ
تُوزِّعُ البسمةَ التبشيرَ ضربتُهُ = بالفوزِ والخُسْرِ ما بين الفريقين
تَرَصَّدَ الكرهُ في شتى معالمه = ب(القاسم ) الحبِّ في شتى المضامينِ
بغدرهم خلَّفوا ذو الحقِّ مُطَّرِحاً = مقسَّماً بين أشلاء المطاعينِ
لهفي عليه وقد أحنى عليه آسى = ظهر الحسين بتنحابٍ و تأبينِ
تظلُ عيني على عشقيهِ ما بقيتْ = أبكي وشيعته العشَّاقُ تبكيني