لأمير المؤمنين في استشهاد الصديقة(ع) رائد أنيس الجشي
عيناك أم بحر تجاذبه الأسى = ويداك أم جمر بأطراف الكسا
وأنين بوحك أم هدير مخالبٍ = طحنتْ فؤادا بالدماءِ تكلَّسا
تجثو يلاصقُك الجدارُ كأنما = قد كان جدعك للجدار مؤسسا
أحسستَ في كفيكَ لدغة دُمْلُجٍ = كانت تخبئ نضجه خير النسا
ولمستَ أثاراً لكسر أضالعٍ = لرنينها ظهر الزمان تقوَّسَا
يا سيدي ماذا حكى لك ضلعها = أتراه في نكت التجلد قد قسا
أشكى إليكَ نشيجها ورنينها = أم باتَ من فرط المصيبةِ أخْرَسا
الحقُ مسلوب العمامة و الردا = والسامريّ/ العجلُ باتَ مقدَّسا
وال وقَّعوا عقد الولاءِ مودَّةً = كلٌّ مع الحطب/العداوةِ كُدِّسَا
ولأنتَ أنتَ أبو الإباءِ وحتفهم = واللهِ لو ملئوا الصباح مع المسا
الكل داس على الوصية هاتكاً = إلاكَ تتخذُ الوصيةَ محبسا
يا أيها العبدُ الصبورُ خططتَ لوحاً = بات للصبر الممضِّ مدرِّسا
أنَّى لصبركَ أن يطالَ وقد مضى = وشموخ مجدك في كمالكَ مؤنسا
لكنه نَزَفَ المصابُ جريحَكَ المعطاء = فاستغنى وأصبحَ مُفلسا
وأنا كشيعتك الثواكل لابس = حزني وتلبسني الحزانة مجلسا
هذي الظليمة في الحنايا أوغلت = تغتال في رئة الحياة تنفسا
نشكوا بلطم الصدر ( لم ليلا مضتْ؟) = وبلطمنا للرأس تحطمنا (عسى..)
وكأننا نشفي الجراحَ بجرحنا = هيهات يشفى جرح ظلم عسعسَا
نبكي التلملمنا بفيض عطائها = وبكفها الخضراء تكسو الأنفسا
نبكي ال تنير إلى العوالم رحمة = تهدي الخليقة بالحقيقة ملبسا
نبكي ال علا منها المقام على العلا = والأنبياء وبات طهراً مقدسا
نبكي افتجاعاً حين يسبق دمعنا = دمع الرسول إذا روى حزنا (وَ س)
يا سيدي عشقيك والزهراء لي = نور يبلسم خافقي عند الأسى
أبحرت فيه منى فؤاد حالمٍ = لم ينفلتْ منه الشراعُ وما رسا
ودمي اليخالطه السواد توسلت = كفاه أن يمحو الذي قد دنسا
دعني أخالط كل حرف تائقٍ = وأكون لللغة الهيام ممارسا
هدرتْ وما قرت (كُريَّاتُ) الهوى = بوحاً ودونك كلُّ شعر ٍ أخْرسا