شعراء أهل البيت عليهم السلام - ذكرى استشهاده زين العباد (ع)

عــــدد الأبـيـات
36
عدد المشاهدات
1998
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
20/05/2010
وقـــت الإضــافــة
2:56 مساءً

آثار نعلك في التراب دوائي = أشفي بها الأسقام في أعضائي وأرى الفؤاد متيم بطهورها = الساري ضياءاً في حليب دمائي والروح تتبعه بلهفة عاشق = يرجو لقاءك رغم جهد عناءِ ويرى بقيعكَ مكةً في حجرها = آيات قدسكَ كعبةً للرائي ويراك ذاتاً بالكمال تَجسَّدتْ = فغدوت مصداقاً لكل علاء ويرى جرابك كَفُّ ربٍّ واهبٍ = قد أغرق الدنيا ببحر عطاء ويرى حسامك في الطفوف وقد سرى =يفري رقاب الكفر والأعداء موجاً يطيح بألف ألف سفينة = ويخر منكسرا على الرمضاء تروي السهامَ دماءه وكأنها = ألفافُ أفواهٍ تغوص بماء حتى ذبلتَ وقد تخشَّب خافقٌ = ظمئ ومات عليه كل لحاء وسرى بك الألم العضال مُكبِّلاً = أوصال عشقك في حديد شقاءِ وسمعتَ أصداء الحسين منادياً = هل ناصر حرٌّ يجيب ندائي فخرجتَ تزحفُ رغمَ نزفِ جراحةٍ = وقيودَ آلام وجهد بلاءِ لبيكَ تعلنها بعينِ مجاهدٍ = وجناحَ خيَّالٍ وقلبَ فدائي فارتُثَ جسمكَ والنبال تشرَّبت = من نزفكَ المتدفِّقِ المعطاءِ تكبو وتنهض بعد كلِّ تكسرٍ = ومناكَ نصر الدين بالأشلاءِ حتى عجزتَ عن النهوض وحسرة = تسري كداءٍ مشعل بالداء ويراكَ تَرفلُ في القيود مجرَّة = رغم السديمِ تضيء بالأنواءِ ربَّقتَ آلكَ كي تصونَ حجابهم = أصعدتهم نوقاً بغير وطاءِ ومضيتَ عطشاناً وقلبكَ مُشْعَلٌ = والنزفُ غيثٌ فاض باستسقاءِ تأبى الهوانَ وإن أُسِرتَ وأقْبَلتْ= سحبُ الشَأَمِ تلوح في الأجواءِ عزَّاً تكشِّف ظلمها وظلامها = بالخطبةِ العلويةِ العصماءِ حتى أعدتَ إلى البيانِ حسامهُ = وغدوتَ للإسلام خير وقاءِ وأعدتَ للطفِّ الرؤوس مسجِّلاً = نصر الإباءِ على بني الطلقاءِ وأقمتَ بالطف العزاءِ مجدداً = سننَ الرسولِ وأمِّكَ الزهراءِ سبحانَ هديكَ ألفُ ألف مغرَّرٍ = لمسوا حقيقةَ هديكَ البنَّاءِ والتائبون على هواك تزاحموا = يتعبَّدونَ بثورةِ نوراءِ ويراك أرعبتَ الطغاةَ بدمعةٍ = قد عُظِّمتْ في ساحة البلغاءِ حتى طغى الحنقُ المكينُ بغيضهم = إعصار حقدٍ ثار بالبغضاءِ لكنهم قد خبئوه بزيفهم = وتلونوا بالخبثِ كالحرباءِ دسوَّا لك الموتَ النقيعَ ولم تكن = من بدعة في القتلِ والإيذاءِ زينَ العبادِ وها فراقك مبضعٌ = في جرحنا قد سال فيضَ عزاءِ وتَهاطل اللطم المؤيَّدُ بلسماً = فوق الصدورِ وغاصَ للأحشاء فاهتزت الأعماقُ من فرطِ الهيام (م) = وأنبتتْ زهراً بعطرِ ولاءِ وتطاير الحرف الفراشُ قصيدةً =فتزاحمتْ وقصائدِ الشعراءِ ترجوا القبول ولا يشد هزالها = إلا غرامكَ سيدي وبكائي
Testing