تتساقط الأنجم الذكرى لترجمني = دمعاً فتطفأ في ذاتي و تشعلني
بات السواد ردائي والجوى لغتي = والنبض لطم من الآهاتِ والشجنِ
مسمار بؤسٍ بصدري غاص من قدمٍ = ولا يزال يغوص اليومَ بالحَزَنِ
قهرا سقطت على الأعتاب في ألمٍ = وأسقط الشعر دام البوح ينْزفني
حتى الضلوع تَشَظَّتْ والحروف بها = تكسرت حين موج الصخر كسَّرني
حيكت برنَّاتها ألحان فاجعتي = مذ حُوربت أمنا الزهراء في الوطنِ
مذ سَمَّ والدَها المختار صاحبُهُ = فاجترَّ سقماً سرى في مجمل البدنِ
مذ سَنَّ ( يهجر ) كي يحيى بفتنته = ظلم الرسول وآل البيت في الزمنِ
مذ أَجزلَ النار حول الدار يحرقها = ( حتى ولو ... ) حارب الآيات كالسننِ
مذ أسقطوا محسناً والنور منشطر = ولبَّبوا الحقَ والكرارَ بالمحنِ
مذ مَزَّقتْ لدغة الأسواطِ منكبها = والرجس يؤلمها بالسيف في العلنِ
لا زلتُ أختبر الذكرى كتجربةٍ = أولى فتذهلني طوراً و تصعقني
يرضى الإله إذا ترضى ...ومنطقها = حكم السماء وما يفضي إلى عدنِ
فكيف كذبها قوم الرسول غوىً = وآزروا عابدَ الأموالِ والوثنِ
وألبسوها رداء السقم وانقلبوا = أعقابهم ترتدي خزياً بلا ثمنِ
حتى مضت روحها لله مزهرة = مع الحبيبِ وباقي الناسِ في العفنِ
لكن ما أفجع الدنيا وروَّعها = مذ جاء جثتها باكٍ أبو الحسنِ
وجاء طفلاه ( يا أماه ) تسبقهم = وقبَّلاها ودمع الحزن كالمزنِ
ويشهد الله قد أنَّت لأنَّتهم = وأشرعتْ صدرها بالحب والسكنِ
ومَزَّقتْ يدُها الأكفان تَحضنهم = حباً وعطفاً وذابت في هوى اللبنِ
لله صبرك يا كرار كيف وقد = أدرجت عشقكَ والأحلام في الكفنِ
من بعد تغسيل آثارٍ ملئت بها = يديم جوى الآلام كالدمنِ
يا صاحبي في ولاء الآل خذ ولهي = برائي من الأعداء تبهجني
دعني ومن ظلم الزهراء أرهقه = اً وأغسلُ باسم المصطفى درني
وأنثرُ الشعر في آل الهدى زَهَرَاً = علَّ الإله بآل الحق يرحمني