في الإمام الحسين (ع)
الشيخ حسن الحمود
خلت أربع اللذات واللهو والانس = ولم يبق منها غير أطلالها الدرسِ
وقفت بها والوجد ثقّف أضلعي = ومن حرقي كادت تفيض بها نفسي
اسائلها اين الذين عهدتهم = تضيئين فيهم كنت يا دار بالأمس
فلم تطق التعبير عمّا سألتها = لتخبرني آثار أطلالها الخرس
فأجريتُ دمعي في ثراها تذكراً = لأربع طه سيد الجنّ والانس
لقد أقفرت مذ غاب عنها ابن فاطم = وأضحت مزار الوحش خاوية الاسّ
سرى نحو أرجاء العراق تحوطه = أسودٌ لورد الموت أظما من الخمس
أفاعي قناهم تنفث الموت في العدا = إذا اعتقلوها وهي ليّنة اللمس
وبيض ضباهم يدهش الحتف ومضها = ويترك أسد الغاب خافتة الحسّ
تهادى كأمثال النشاوى إلى الردى = إذا غنّت البيض الرقاق على الترس
أباحوا جسوم القوم بيض سيوفهم = فلم تر غير الكف في الأرض والرأس
ولما دعاهم ربهم للقائه = هلموا أحبائي إلى حضرة القدس
هووا للثرى نهب الصفاح جسومهم = عراة على البوغاء تصهر بالشمس
تجول عليها العاديات نهارها = وتأتي عليها الوحش تنحب إذ تمسي
كرام تفانوا دون نصر ابن أحمد = وأقصى سخاء المرء أن يسخ بالنفس