في الحسين
فرهاد ميرزا القاجاري
قلب يذوب اسى ووجدٌمُعنف = وجوانح تذكى وعينٌ تذرفُ
ماكنتُ أحسب قبل طرفك سافحا = حمر الدما أن النواظر ترعف
فكأنما بمذاب قلبك قد جرت = تلك الدموع فبلّ منك الموقف
أفهل ترى أصما فؤادك أهيفٌ = حاشاك أن يصمي فؤادك أهيف
بل قد دهاك مصاب آل محمد = فعلتك منهازفرة وتلهّف
تالله لا أنسى الحسين بكربلا = وعليه أجناد العراق تعطّفوا
يدعو وليس يرى له من ناصر = إلا المثقف والحسام المرهف
والصائبات من السهام كأنها = الاقدار لا تنبو ولا تتخلّف
لهفي على آل الرسول وحرمةٍ = هتكت ورأس قد علاه مثقّف
وعلى الشفاه الذابلات وأضلع = عجف يطير لهنّ نصلُ أعجف
لهفي على جثث تركن تزورها = وحش الفلاوتحوزهنّ الصفصف
تالله لا أنسى الحسين وقد دنا = بين الجحافل راكباً يستعرف
قال انسبوني في أبي ومحمد = جدي وفاطمة البتول وانصِفوا
وكأن معجزة الكليم بكفه = ما تلتقي من قوم موسى تلقف
لما تنزّل نصر رب محمد = صمّت حيارىوالملائك وقّف
لم يرضه إلا الوفاء بعهده = ولقاء مَن هو وعده لا يخلف
لهفي لزينب إذ رأته مرملا = وبه جنود الأدعياء تكنّفوا
نادت بأعلى صوتها أمحمدٌ = هذا حسينك بالعراء مدفف
عجباً لهذي الشمس لما أشرقت = تلك الشموس حواسراًلا تكسف
يا أهل ذي البيت المقدس إنكم = نور العوالم والسنام الأشرف
(فرهاد) آنس حبكم فيحبكم = لا زال يذكر فضلكم ويؤلف
كم كان عظّم من شعائر فيكم = بمناقب ومأثر لا توصف
وبنى لموسى والجواد شعائراً = تبنى بتلك له القصور ورفرف
اليوم الّف ذا الكتاب بحبكم = يرجو غداً بيمينه يتخطّف
خضعت جبابرة الملوك لأمره = لكنه بولائكم يتشرف
تنسوه أو تردوه أو تقصوه أو = تحموه فهو بحبكم يتعرف
صلى الاله عليكم ما ناحت = الورقاء أو نعب الغراب الأسدف