في الإمام الحسين (ع)
الشيخ حسّون العبد الله
إلى مَ فؤادي كل يوم مروعُ = وفي كل آن لي حبيبٌ مودع
وحقام طرفي يرقب النجم ساهراً = حليف بكاء والخليون هجّع
أزيدالتياعا كلما هبّت الصبا = أوالبرق من سفح الحمى لاح يلمع
وأطوي ظلوعي فوق نار من الجوى = إذا ما سحيراً راحت الورق تسجع
أكاد لما بي أن أذوب صبابة = متى هي باتت للحنين ترجّع
تنوح ولم تفقد أليفاً وبين مَن = أودّ وبيني مهمه حال هجرع
فلهفي وهل يجدي الشجي تلهف = لعيش تقضّى بالحمى وهو مسرع
فيا قلب دع عهد الشباب وشرخه = فليس لأيام نأت عنك مرجع
ومن يك مثلي لم تشقه كواعب = ولم يصبه طرف كحيل وأربع
لئن راح غيري بالعذارى مولعاً = فها انا في كسب العلاء مولع
وان يك غيري فخره جمع وفره = فإني لما يبقى لي الفخر أجمع
سموت بفضلي هامة النسر راقياً = سرادق عزّهنّ أعلى وأمنع
ولم أرض بالجوزاء داراً وان سمت = لأن مقامي في الحقيقة أرفع
وكم لائمٍ جهلاً أطال ملامتي = غداة رآني مدنفاً أتفجع
يظن حنيني للعذيب ولعلع = وهيهات يشجيني العذيب ولعلع
فقلت له والوجد يلهب في الحشا = وللهم أفعى في الجوانح تلسع
كأنك ما تدري لدى الطف ما جرى = ومن بثراها لا أباً لكَ صرعوا
غداة بنو حرب لحرب ابن أحمد = أتت من أقاصي الأرض تترى وتهرع
بكثرتها ضاق الفضاء فلا يرى = سوى صارم ينضى وأسمر يشرع
هنالك ثارت للكفاح ضراغم = لها منذ كانت لم تزل تتسرع
تزيد ابتهاجاً كلما الحرب قطّبت = وذلك طبع فيهم لا تطبع
تعد الفنا في العزّ خير من البقا = وما ضرّها في حومة الحرب ينفع
سطت لا تهاب الموت دون عميدها = ولا من قراع في الكريهة تجزع
تعرّض للسمر اللدان صدورها = وهاماتها شوقاً الى البيض تتلع
إذا ما بنو الهيجاء فيها تسربلت = حديداً تقي الأبدان فيه وتدفع
تراهم اليها حاسرين تواثبوا = عزائمها الأسياف والصبر أدرع
فكم روعوا في حومة الحرب أروعا = وكم فرقاً للأرض يهوى سميدع
وراح الفتى المقدام يطلب مهربا = ولا مهرب يغني هناك ويدفع
مناجيد في الجلّى عجالا الى الندى = ثقالا لدى النادي خفافا إذا دعوا
إذا هتف المظلوم يا آل غالب = ولا منجديلفى لديه ومفزع
أجابوه من بعدٍ بلبّيك وارتقوا = جياداً تجاري الريح بل هي أسرع
ولم يسألوه إذ دعاهم تكرما = إلى أين بل قالواأمنت وأسرعوا
فما بالهم قرّوا وتلك نساؤهم = لصرختها صمّ الصفا يتصدع
عطاشى قضت بالعلقمي ولم تكن = لغلتها في بارد الماء تنقع
وأبقت لها الذكر الجميل متى جرى = بشرقٍ فمنه غربها يتضوع
يحامون عن خدر لهيبة مَن به = ولا عجب غرّ الملائك تخضع
فأصبح شمر فيه يسلب زينباً = ولم ترَ من عنها يذبّ ويدفع
تدير بعينيها فلم ترَ كافلا = سوى خفرات بالسياط تقنع
فكم ذات صون مارأت ظلّ شخصها = ولا صوتها كانت من الغض تسمع
محجبة بين الصوارم والقنا = عليها من النور الإلهي برقع
فأضحت وعنها قد أماطوا خمارها = وبالقسر عنها بردها راح ينزع
واعظم خطب لو على الشم بعضه = يحط لراحت كالهبا تتصدع
غداة تنادوا للرحيل وأحضرت = نياق لهاتيك العقائل ضلّع
ومرت على مثوى الحماة إذا بهم = ضحايا فمرضوض قرىً ومبضع
فكم من جبين بالرغام مرمل = ومن نوره بدر السما كان يسطع
وكم من أكفٍّ قطعت بشبا الضبا = وكانت على الوفادبالتبر تهمع
وكم من رؤوس رامت القوم حفظها = فراحت على السمر العواسل ترفع
فحنّت وألقت نفسها فوق صدره = وأحنت عليه والنواظر همع
تناديه من قلب خفوق ومهجة = لعظم شجاها أوشكت تتقطع
أخي كيف أمشي في السباء مضامة = وأنت بأسياف الأعادي موزع
وكيف اصطباري ان عدانا ترحلت = وجسمك في قفر من الأرض مودع
وحولك صرعى من ذويك أكارمٌ = شباب تسامت للمعالي ورضّع
لها نسجت أيدي الرياح مطارفا = من الترب فانصاعت بها تتلفع
لمن منكم أنعى وكل أعزةً = عليَّ ومن عند الرحيل اودّع
أجيل بطرفي لم أجدمَن يجيرني = تحيّرت ما أدري أخي كيف أصنع
أترضى بأني اليوم أهدى ذليلة = ووجهي بادٍلا يواريه برقع
وحولي صفايا لم تكن تعرف السبا = ولا عرفت يوماً تذل وتضرع