في رثاء الحسين
الشيخ حسّون العبد الله
علمتم بمسراكم أرعتم فؤاديا = وأجريتم دمعي فضاهى الغواديا
ألا يا أحبائي أخذتم حشاشتي = وخلّفتم جسمي من الشوق باليا
فيا ليتني قد متّ قبل فراقكم = وذاك لأني خفت أن لا تلاقيا
إذا ما الهوى العذري من نحو ارضكم = سرى فغدا للقلب ريّاً وشافيا
ظللت أبثّ الوجدَ حتى كأنني = لشجوي علّمتُ الحمام بكائيا
تناسيتم عصر الشباب بذي الغضا = وكم قد سررنا بالوصال لياليا
فدع عنك يا سعدالديار وخلّني = أُكابد وجداً في الأضالع ثاويا
لخطب عرا يوم الطفوف وفادح = أمادَ السما شجواً ودكّ الرواسيا
غداة قضى سبط النبي بكربلا = خميص الحشا دامى الوريدين صاديا
وقته لدى الحرب الزبون عصابة = تخالهم في الحرب اسداً ضواريا
كماة إذا ما الشوس في الحرب شمّرت = أباحوا القنا أحشائهم والتراقيا
اسود إذا ما جرّدواالبيض في الوغى = غدت من دم الأبطال حمراً قوانيا
وقد قارعوا دون ابن بنت نبيهم = إلى أن ثووا في الترب صرعى ظواميا
وعاد ابن خيرالخلق بالطف مفرداً = يكابد أهوالاً تشيب النواصيا
يرى آله حرّى القلوب من الظما = وأسرته فوق الرغام دواميا
فيدعو ألا ، هل من نصير فلم يجد = له ناصراً إلا حساماً يمانيا
هناك انثنى نحو الكفاح بمرهف = أقام على الأعداءفيه النواعيا
وأُقسمُ لولا ما الذي خطّه القضا = لغادرربع الشرك إذ ذاك عافيا
إلى أن رمي في القلب سهم منيّةٍ = فهدّم أركان الهدىوالمعاليا
بنفسي بدراً منه قدغاب نوره = وفرعاًمن التوحيد أصبح ذاويا
أأنسى حسيناً بالطفوف مجدلاً = على ظمأ والماء يلمع طاميا
ووالله لا أنسى بنات محمد = بقين حيارى قد فقدن المحاميا
إذا نظرت فوق الصعيد حماتها = وأرؤسها فوق الرماح دواميا
هناك انثنت تدعو ومن حرق الجوى = ضرام غدا بين الجوانح واريا
انادي ولا منكم أرى من مجاوب = فمابالكم لا ترحمون صراخيا
ولم أنسَ حول السبط زينب إذ غدت = تنادي بصوت صدع الكون عاليا
أخي لم تذق من بارد الماء شربة = وأشرب ماء المزن بعدك صافيا
أخي لو ترى السجاد أضحى مقيداً = أسيراًيقاسي موجع الضرب عانيا
أخي صرت مرمىً للحوادث والأسى = فليتك حياً تنظر اليوم حاليا
عليّ عزيز أن أراك معفراً = عليك عزيز أن ترى اليوم مابيا
أحاشيك أن ترضى نروح حواسراً = سباياً بنا الأعداء تطوي الفيافيا
بلا كافل بين الأنام نوادباً = خواضع ما بين الطغام بواكيا
عليّ عزيزأن أروح وتغتدي = لقىً فوق رمضاء البسيطة عاريا
أيسترُ قلبي أم تجفّ مدامعي = وانظر ربع المجد بعدك خاليا
فهيهات عيني بعدكم تطعم الكرى = وأن يألف الأفراح يوماً فؤاديا