أحلما وكادت تموت السنن
السيد محمد مهدي القزويني
أحلما وكادت تموت السنن = لطول انتظارك يابن الحسن
وأوشك دين أبيك النبي = يمحى ويرجع دين الوثن
وهذي رعاياك تشكو اليك= ما نالها من عظيم المحن
تناديك معلنة بالنحيب = اليك ومبدية للشجن
وتذري لما نالها أدمعاً= جرين فلم تحكهنّ المزن
ولم ترم طرفك في رأفةٍ = اليها ولم تصغِ منك الاذن
لقد غرّ إمهالك المستطيل = عداك فباتوا على مطمئن
توانيت فاغتنموا فرصة = وأبدوا من الضغن ما قد كمن
وعادوا على فيئكم غائرين= وأظهرت اليوم منها إلاحن
فطبق ظلمهم الخافقين = وعمّ على سهلها والحزَن
ولم يغتدوا منك في رهبة = كأنك يا ابن الهدى لم تكن
فمذ عمّنا الجور واستحكموا = بأموالنا واستباحوا الوطن
شخصنا اليك بأبصارنا = شخوص الغريق لمرّ السفن
وفيك استغثنا فإن لم تكن = مغيثاً مجيراً وإلا فمن
إلى مَ تغضّ على ما دهاك = جفنا وتنظر وقع الفتن
أتغضي الجفون وعهدي بها = على الضيم لا يعتريها الوسن
ثناك القضا أو لست الذي = يكون لك الشيء إن قلت كن
أم الوهن أخرّ عنك النهوض= أحاشيك أن يعتريك الوهن
أم الجبن كهم ماضيك مذ = تراخيت حاشا علاك الجبن
أتنسى مصائب آبائك = التي هدّ مما دهاها الركن
مصاب النبي وغصب الوصي= وذبح الحسين وسمّ الحسن
ولكنّ لا مثل يوم الطفوف = في يوم نائبة في الزمن
غداة قضى السبط في فتية = مصابيح نور إذا الليل جن
تغسّل أجسامهم بالنجيع = وتسدي لها الذاريات الكفن
تفانوا عطاشا فليت الفرات = لما نالهم ماؤه قد أجن
وأعظم ما نالكم حادث = له الدمع ينهلّ غيثاً هتن
هجوم العدو على رحلكم = وسلب العقايل أبرادهن
فغودرن ما بينهم في الهجير = وركبنّ من فوق عجف البدن
تدافع بالساعدين السياط= وتستر وجهاً بفضل الردن
ولم ترَ دافع ضيم ولا = مغيثاً لها غير مضنى يحن
فتذري الدموع لما ناله = ويذري الدموع لما نالهن