ومن ينظر الدنيا
الشيخ حسن البدر
ومن ينظر الدنيا بعين بصيرة = يجدها أغاليطا وأضغاث حالم
ويوقظه نسيان ما قبل يومه = على أنها مهما تكن طيتف نائم
ولا فرق في التحقيق بين مريرها = وما يُدّعى حلواً سوى وهم واهتم
فكيف بنعماها يُغشرّ أخو حجى = فيقرع إذ عنه انزوت سنّ نادم
وهل ينبغي للعارفين ندامة= على فائتٍ غير اكتساب المكارم
وما هذه الدنيا بدار استراحة = ولا دار لذّاتٍ لغير البهائم
ألم تر آل الله كيف تراكمت = عليهم صروف الدهر أيّ تراكم
أما شرقت بنت النبي بريقها = وجرعها الأعداء طعم العلاقم
أما قتل الكرار بغياً بسيف مَن = بغى وطغى فيما أتى من مآثم
عدوّ إله العالمين ابن ملجم= واشقى جميع الناس من دور آدم
وإن أنس لا أنس الحسين وقد غدا = على رغم أنف الدين نهب الصوارم
قضى بعدما ضاقت به سعة الفضا= فضاق له شجواً فضاء العوالم
فما لنزار لا تقوم بثأرها= فترضع حرباً من ضروع اللهاذم
فهل رضيت عن سفك آل أمية = دماها بإجراء الدموع السواجم
هبوا القتل فيكم سيرة مستمرة = فهل عرفتت كيف السبى ابنة فاطم
أهان عليكم هجمة الخيل جدرها = كأن لم يكن ذاك الخبا خدر هاشم
لها الله من مذعورة حين اضرموا =خباها ففرت كالحمام الحوائم
فما بال قومي لا عدمت انعطافهم = وكانوا أباة الضيم شحذ العزائم
أعاروني الصما فلم يسمعوا الندا = ألم يعلموا أني بقيت بلاحمي
أعيذكم أن تستباح حريمكم = وتسبى نساكم فوق عجف الرواسم
أيرضى إباكم أن تساق حواسراً = كما شاءت الأعدا إلى شرّ غاشم