في رثاء أصحاب الإمام الحسين (ع)
السيد صالح القزويني النجفي
في رثاء أصحاب الإمام الحسين (ع)
أَيُقعِدُنِي عَن خُطَّةِ المَوتِ لائم=قصير الخطا من أقعَدَتهُ اللوائمُ
سأَركَبُهَا مرهوبة سطوانها=تطير خوفاً فيها بِها وَالقَوادمُ
عَلَيَّ لَرُبع المَجدِ وقفة ماجد=تناشده عنِّي السيوف الصوارمُ
وأَبسَمَ مهما أبرقت بِرُكَامِهِ=ولا برق خَروىً إِن سَرَى وهو باسمُ
وارتاح إن هَبَّت بِهِ ريحُ زعزعٍ=من الموت لا ما رَوَّحتهُ النَّسَائِمُ
وزار عراص الغاضرية صَحوةً=وموج المنايا حَولها متلاطمُ
بيوم كظلِّ الرُّمح ما فيه للفتى=سِوى السيف والرمح الرَّديني عاصمُ
ومدت به شمس النهار رُوَاقَها=فَحَجَّبَها ليلُ من النَّقعِ قاتمُ
تراكم داجي النَّقع فيه فأشرقت=وجوه وأَحسَابٌ لهم وصوارمُ
أبا حسنٍ يهنيك ما أصبحوا به=وإن كان للقتلى تُقَامُ المآتمُ
فيا خاطب العلياء والموت دونها=رُوَيدَكَ قد قَاوَمتَ مَن لا يُقَاومُ
بَخِلتَ عَليها بالحياة وإنّها=لأكرم من تُهدَى إليه الكرائمُ
إذا عَلِقَت نفسُ امرءٍ بِوِصَالِها=ورامت مراماً دونه حَامَ حائِمُ
فخاطبها الهندي والموتُ عاقد=وعمرك مَهرٌ والنِّثَار الجماجمُ
لذاك سَمَت نَحوَ المعالي نفوسُنا=وهانت عليها القارعاتُ العَظَائمُ
فَأَيُّ قبيل ما أُقِيمَت بربعِهِ=فإمَّا عليه أو علينا المآتمُ
سَلِ الطَّفَّ عن أهلي وإن كنت عالماً=فَكَم سائل عن أَمرِهِ وهو عَالِمُ