رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه
السيد صالح القزويني النجفي
رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه
طريقُ المعالي في شَذقٍ والأراقمُ=ونُبلُ الأماني في بُروقِ الصَّوَارِمِ
وَمَن خاضَ أمواجَ الرَّدى خافَهُ العِدى=وألقى عليه السِّلم من لم يُسَالِمِ
ومن خافَ ذُلَّ العيش طابت حياتُه=وَلَذُلُّه في العزِّ طعم العلاقِمِ
مُط عنك أَبرَادَ الكرى وامتطِ السَّرى=وما في اغتنام المجد خَطٌّ لنائِمِ
وما العز والمعروف إلا لأصيد=يرى العز والمعروف ضَربَةَ لازِمِ
وَمُت في طريق العز تغتنم المُنى=فموت الفتى في العزِّ أسنى الغنائمِ
بِعَزمك فانهض للعلا قائداً به=صِعَابُ أماني المجد لا بالشكائمِ
خُذِ القَفر داراً والمفاوز منهلا=وسرح الظبا جاراً وسِربُ القشاعمِ
ولا تتخذ إلا الظلام مُطيَّةً=وسُمر القنا ظلاً وبيض الصَّوارمِ
وذَلِّل جماح الدهر منك بهمة=تحلت بها هام السُّهى بالمناسمِ
وَخُض لُجَجِ الأهوال في طلب العلا=أَلا إنَّما الأهوال أحلام نائمِ
وإياك من سِلمِ الزمان فإنّه=وإن لك ألقى السِّلم غير مسالمِ
ولا خير في جداد ألم تنل به=من المجد ما لم يرتقى بالسلالمِ
من الضيم أن يغضي على الضيم سيد=نَمَتهُ أُبَاةُ الضيم من آل هاشمِ
هم شَرَّعوا نُظُم الفوارس بالقنا=كما شرعوا بالبيض نَثرَ الجماجمِ
إذا نازلوا احمَرَّ الثرى من نزالهم=وإن نزلوا اخضَرَّ الثرى بالمكارمِ
إذا غردت للبيض في البيض رنةً=مشوا في ظلال البيض ميل العمائمِ
فلهفي عليهم ما قَضى حَتفَ أَنفِهِ=كريم لهم إلا بِسُمٍّ وصارمِ
فكم جزروا بالطف منهم أماجداً=على ظمأ بالبيض جرز السوائمِ
فيا لرؤوس في الرماح وأضلع=تُحطمها خيل العدى بالمناسِمِ
ويا لِجُسوم غَسَّلَتهَا دماؤُها=وكفنها نسجُ الرِّياح النواسمِ
ولهفي على سبط النَّبيِّ تذوده=على الماء أرجاس الأعادي الغواشمِ