في مدح الإمام علي ابن موسى الرضا (ع)


أتيتك يا سيّدي هارباً
من وباء المغولِ .. وعسف المماليك بَرّاً .. وبحراً
وودعت خلفيَ مُلكاً عضوضاً
وشعباً مهيضاً .. ووطناً مهانْ ..
يزيدٌ هناكَ ..
وهآنذا بِضعة من جراح الحسينِ .. وهَدرةُ كمد بصدر الرسولِ
وقلبٌ توالى عليه الطّعانْ ..
أيا ثامن الحجج الطيبينَ
أعرني تراباً أعيش عليهِ .. ووطناً رؤوماً أؤوب إليهِ
فإنّي طريد الفراعنة الأولينَ .. وشوك بحلق الفراعنة الآخِرينَ
ووجهي عليه علامات نفيي
يقوم على أمره شاهدانْ ..
وذنبي العظيم الذي ليس يُغفرُ أَنّي
دعوت الخليفةَ حتّى يقيم الصلاةَ
فأحرق مكّةَ داراً فداراً .. وشِعباً فشِعباً
وضرب الكعبة بالمنجنيقِ
ومنع الأذانْ ..
حنانيكَ يا صاحب القبة العاليهْ ..
ورحماك يا ماسح الجرحِ .. بالمخمل الهاشميِّ
ويا مُبرئَ الطعنة الداميهْ ..
غريبٌ أنا.. أيّ هذا الغريبُ..
يمزقني الهم شلواً فشلواً
وتقتلني الوحدة القاسيَهْ ..
وعذراً.. أيا حجّة الله فوق العبادِ .. ويا شافعاً عند هول المعادِ
ويا هاديَ الفرقة الناجيهْ ..
بكيتُ .. بيوم أغرَّ .. وبين يديّ شموع وبشرى
بمولد نجم تألق في ليلة داجيَهْ ..
ورُبَّ عيون بكت فرحةً .. مثل صوب الغمامِ
ودفق الينابيعِ .. والساقيَهْ ..
فبالأمس يا سيّدي زال خوفي .. فجردت سيفي .. وأصلحت درعي وترسي
وأسرجت فرسي .. وداهمت قصر الخلافة والجند خلفي ..
وألقيت بالتاج والعرش في الهاويَهْ ..
وجئت إليك على سن رمحي
برأس ابنِ سهل .. وأبناء عباسَ .. والطاغيَهْ ..

Testing
عرض القصيدة