في مدح الإمام الرضا (ع)


لم يكن ليل طوسَ لينجابَ إلاّ بهذا القمرْ
لم تكن كل تلك الرياض لتخضرَّ إلاّ .. بمقدم ركب الربيعِ .. وعرس المطرْ ..
لم تكن كلّ تلك السراديب تُضحي
وجوداً منيراً .. وكوناً كبيراً
بغير الوصالِ .. وغير وصول الصباح على .. صهوة الشمس بعد السفرْ ..
ألا أيّها الفارس المنتمي للبزوغ الجليلِ
أتيت تصارع فزع الغروبِ
وترفض أن يستبيح الظلامُ النهارَ ..
فتعشَى عيونُ الطيورِ .. وتعمى قلوبُ البشرْ ..
فيا ليتني كنت سيفاً .. لقطّعت تلك الأيادي ..
فلم تزرع السمَّ بين الورودِ .. ولم تمنع الماء عن .. مهرجان الشجرْ ..
ويا ليتني كنت نهر الخلودِ .. لأعطيت كلّ بقائي
لعمر الرضا
واستعدت الزمان الذي فات حتّى أضيفَ إليه قروناً أُخَرْ ..
ويا ليتني كنت عند اجتماع السقيفةِ
عاصفةً .. أو لهيباً
لأهلكت من بايعته الرجالُ .. وأفنيت شبه الرجالِ
وأحرقت إبليسَ لمّا تمثّل شخصاً سويّاً
يسمّى عُمَرْ
إلى أن يقول :
خراسانُ عقد بجيد الوجودِ
تكلّل تبراً .. ودُرّاً
وطوسُ الإمامِ هي الجوهرهْ ..
وقبته نجمة في السماءِ
تكبّر حتّى تُصلّي .. جموعُ الملائكة المكْرمينَ
ومشهده ليلة مقمرهْ ..
وإن غابت الشمس ذات صباح .. وفتشتَ عنها ..
تجدْها أتت للرضا زائرهْ ..
ومن زاره طامعاً في ثلاث .. رآهنّ رأي العيانِ
حقائقَ قدّامه سافرهْ ..
فيا عازماً نحو تلك الديارِ
ويا واقفاً عند باب المزارِ
ويا نازل البلدة العامرَهْ ..
أنبتك عنّي ..
فأبلغْ سلامي عليَّ بن موسى عليه السلامُ
وطفْ حول بقعته الطاهرَهْ ..
وقبّلْ ضريحا تجلّى بطوسَ
وعاج على كربلاءَ
بصدر جريح .. وحَطّ الرحالَ برأس ذبيح
على شاطئ النيلِ في القاهرَهْ ..

Testing
عرض القصيدة